الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طرف خفى "6"

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

تحدثت فى مقالات سابقة التي تحمل عناوين " من طرف خفى 1,2,3,4,5 " و" عبيد الإخوان 1,2,3 " عن خطورة الاستقطاب وتجنيد ونشر الفكر الهدام واستغلال الاخوان لكل ما هو متاح لها وغير متاح وعمليات اختراقها لكافة التيارات السياسية الأخرى من جميع التوجهات والأيدولوجيات ، وكيف كان للميديا ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً فى الحشد نحو هدف محدد وهو اسقاط الدولة . 

اليوم احدثكم عن الحروب النفسية الإعلامية ودورها في التجنيد والحشد والاستقطاب للنيل من أي مجتمع مهما كانت قوة تماسكه.

 
فالحرب الإعلامية نصف المعركة وتعد او يطلق عليها اعلام الطابور الخامس ، و هي اكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة ، إذ توجه تأثيرها لتداعب أعصاب الجماهير  ووجدانهم ، بالإضافة لذلك فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها ، ومن ثم لا يحتاطون لها. فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها . ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون أن تدري لأنها تعمل على دغدغة المشاعر ومداعبة العواطف وكذلك فان جبهتها اكثر شمولا واتساعا من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء .

ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس العسكري هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة واهداف الدولة أو الدول المستخدمة ، وهذا ما تم في مصر بداية منذ عام 2004 عقب سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين نتيجة الاحتلال الأمريكي تحت زعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل .

حيث شرعت الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها الكيان الصهيوني في تأسيس منابر إعلامية يقوم على ادارتها وتشغيلها الطابور الخامس والذى كان من بينهم عناصر وقيادات جماعة الاخوان الإرهابية ، عملت تلك المنابر على اختلاق واستيراد مصطلحات هدامة تم بثها فى شعور ووجدان الشعب المصري من بينها نشر ثقافة الذبح بين أفراد الشعب وتوجيه سكان العشوائيات والأحياء الشعبية لارتكاب اعمال عنف وقتل واغتصاب وزنا محارم ، كان الهدف الأساسي هو خلخلة المجتمع المصري من الداخل لإضعاف الدولة وسهولة اسقاطها ، فاذا دققنا النظر فى حادث الإسماعيلية الأخير سنجده نتاج ومحاكاه لأفلام البلطجة وانعكس ذلك الانحدار على الأسر  المصرية ليصبح الشباب مسطح الفكر مهمش العواطف سهل الاستقطاب والتجنيد يستخدم كوقود في أي معركة تنشب بين الدولة ولعلنا جميعا شاهدناهم ابان احداث يناير 2011 وما أعقبها من اعمال عنف وحرق وتخريب لمنشأت الدولة تحت زعم المطالبة بالتغير والإصلاح ، اى إصلاح هذا الذى يعتمد على اسقاط الدولة وهدمها لصالح أجهزة مخابرات دول معادية .

في عام 2004 شاءت الأقدار ان التحق بالعمل وأكون ضمن فريق العمل المؤسس لصحيفة مستقلة من المفترض انها مصرية تصدر  من داخل الأراضي المصرية بدعم أمريكي دون أن أعلم ذلك ، طلب منى ذات يوم رئيس القسم المنتمي لجماعة الاخوان الإرهابية اجراء استطلاع رآى مع كافة فئات المجتمع حول ثقافة الذبح ، ولماذا لا يوجد بالشارع المصري مفهوم ثقافة الذبح ووقائع ذبح ؟!!!!

ولإدراكي أن ذلك الاستطلاع ما هو الا توجيه للرأى العام وبث العنف من خلال إثارة الظاهرة ومناقشتها، رفضت إجراء هذا الاستطلاع وأسندت المهمة لزملاء آخرين منهم من ينتمى للجماعة الإرهابية ، كما بثت تلك الصحيفة مصطلحات جديدة ومفردات دخيلة على الصحافة المصرية منها " قمع وقهر الدولة البوليسية ، السلطاوية، السوداوية ، وغيرها من مفردات عملت تلك الصحيفة على بثها  من خلال مندوبيها الذين اخترقوا الفضائيات التي بدأت في الظهور في ذلك الوقت وتبث بعض البرامج الموجة الممولة من الولايات المتحدة الامريكية لحشد الجماهير ضد الدولة استعدادا للحظة الحسم وهى اسقاط الدولة المصرية بشتى الصور ، و هدم رموزها الوطنية ، هدم مؤسساتها السيادية ، هدم أخلاقها ، هدم ثقافتها ومحو هويتها وتغيير  ملمحها الأساسي واستبدالها بملامح دول أخرى منها على سبيل المثال انتشار ملابس غريبة دخيلة على مجتمعنا المصري مثل " مايسمى بالبنتكور والسروال والشروال والاسدال ، الملحفة السوداء وانتشار النقاب بشكل فج فأصبحت المرأة المصرية ماهى الا كتلة سوداء كأنها وصمة عار يجب إخفائها ، فضلا عن انتشار الملابس الممزقة التى تثير الاشمئزاز مع انتشار انواع ومسميات جديدة من المواد المخدرة التى حولت بعض  شبابنا الى كهول معتادى الإجرام يرتكبون اعمال العنف دون رهبة او خوف اوتردد ، فإن كل مايشهده الشارع المصرى من اعمال عنف هو نتيجة الحرب النفسية التى قام بها الطابور الخامس .

وعقب 30/6/2014 ادركت الدولة خطورة ذلك السلاح فاتجهت  لتعزيز انتاج اعمال فنية درامية محترمة تعزز وتقوى الوازع الوطنى لدى الجماهير لوأد وإصلاح ما أتلفه الطابور الخامس ، ولكن مازال ينقصنا الكثير والكثير لاحتواء الشباب الغير مسيس وغير مثقف لوقف عمليات تجنيدهم وتغيب وعيهم من قبل الطابور الخامس الذى عاد لينشط بقوة خلال الفترة الاخيرة من خلال عدة منابر ووسائل .

الطابور الخامس هو تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال كويبو كيللانو أحد قادة القوات الثائرة الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار وقال: إن هناك طابورًا خامساً يعمل مع الثوار من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي الثورة من الشعب. 

وترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحروب واتسع ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية التي انتشرت نتيجة الحرب الباردة بين المعسكريين الشيوعي والغربي. وشمل الطابور مسؤولين وصحفيين وبعض من يزعمون أنهم مثقفون.
وللحديث بقية ان شاء الله