دعا عدد من سكان مدينة طور سيناء لاضاءة اثار الكيلاني بالانوار الملونة الخافتة لإضافة شكل جمالي لها وخاصة أنها تقع خلف الكورنيش الجديد ويمر عليها المشاة والسياح وزوار المدينة وتضم مسجد أثري يسمي مسجد الكيلاني و قزق لإصلاح السفن وشاطئ عام .
وقال المهندس ناصر سليم أحد سكان طور سيناء إن إضاءة المناطق الأثرية والجبال بالانوار تمنح مناظر جذابة لمعالم المدينة وخاصة الآثار الموجودة بها لمنازل الصيادين اليونانيين الذين قدموا لطور سيناء واستقروا بها وبنوا منازلهم من حجر الشعاب المرجانية .
حيث قدم لطور سيناء منذ ١٥٠ سنة الصيادين اليونانيين وكانوا قصة جميلة لحبهم لسيناء ودير سانت كاترين هم البحارة اليونانيين الذين عاشوا بكل ود مع البدو وبنوا مساكنهم من حجارة الشعاب المرجانية كافحوا مع ابناء سيناء ضد المحتل الإسرائيلي وتم تهجيرهم وعادوا بعد نصر اكتوبر ليتم تهجيرهم من منازلهم بحجة التنقيب وحفريات البعثة اليابانيه وبعد سنوات تصبح المساكن اطلال وخرابات تسكنها الاشباح فهم مازالوا يعيشون حسرة تلك المساكن الجميلة التي قضوا بها الايام والليالي بجوار البحر.
والتقينا بعدد من اليونانيين وابنائهم واحفادهم الذين حصلوا علي الجنسيه المصريه وكثير منهم هاجر اليونان واستراليا وامريكا .
فمنذ 150 عاما وصل الي مدينة طور سيناء عدد من اليونانيين الذين ارتبطوا بأهل الطور من النصاري بروابط المصاهرة وكان اشهر تلك الزيجات زواج الخواجه موسي جريجوري من اليونانيه" افجينيا" التي تنحدر من جزيرة كاتوشا اليونانية واثمر هذا الزواج عن انجاب نيقولا وسابا وميخالي ويببا الذين عاشوا في مدينة الطور ، هكذايحكي الخواجه متري موسي جريجوري (91عاما )اخر شيوخ الطائفة اليونانية بمدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء حيث يقول ان جميع الطائفة اليونانية كانت تعيش في منطقة الكيلاني علي شاطئء البحر بالطور وكانت المراكب تسافر الي حدود اليمن لصيد اسماك البوري وتمليحها لتحويلها الي فسيخ في براميل خشبية كبيرة ويتم تصديرها مرة اخري الي تجار السويس لبيعها في مختلف الاسواق .
ويستكمل الحديث ابن شقيقه المهندس موسي نيقولا جريجوري قائلا " اندثرت العائلات اليونانية في مدينة الطور حتي ان ماتبقي منها يعد علي اصابع اليد الواحدة ومنهم من كان يعمل بتجارة الحبوب الغذائية اوالاقمشة اوالمأكولات مع البدو وهناك بعض العائلات التي حضرت من القدس مثل الخواجه ميخائيل عنصره وسبقه الخواجه قسطنطين عنصره الذي كان يعمل وكيلا لدير طورسيناء .
وعن اشهر العائلات التي عا شت بين البدو بالطور واندمجت معهم يقول موسي انهم عائلة باراميلي وكبيرهم الخواجه وسيلي وعائلة يني وجريجوري وبولس وعائلة ماركاكي وكبيرهم المرحوم بانايوتي انستاس ماركاكي ويوضح موسي قائلا (انني مصري من اصل يوناني وولائي ووطنيتي لبلدي مصر وقد عملت في محافظة جنوب سيناء وشغلت منصب سكرتير مجلس مدينة نويبع ثم رئيسا لحي الطور الجديد ثم مديرا للاسكان بمجلس مدينة الطور حتي احالتي للمعاش حيث انني من مواليد يناير 1954م .
وعن المناطق التي كان تقيم بها هذه العائلات يضيف موسي انها منطقة الكيلاني القديم علي شاطيء البحر والتي تحولت بيوتها الي آثار ومنطقة اثرية مغلقة وفجر موسي مفاجأة بأنه كان يوجد في منطقة الكيلاني بالطور قلعة الطور التي بناها السلطان سليم الاول بجوار مسجد الكيلاني الحالي جنوب مدينة الطور فوق البحروالتي استخدم الاهالي احجارها في بناء بيوتهم .
ويختم موسي حديثه قائلا ان اليونانيين الذين يعيشون في مصر تشعر انهم مصريون وكذلك المصريون الذين يعيشون في اليونان تشعر انهم يونانيين مما يدل علي مدي العلاقات القوية والوثيقة بين الشعبين
واضافت جورجيت بولس مصريه من اصل يوناني وتعمل موظفة بالتربيه والتعليم إن الحياة في مساكن الكيلاني كانت جميلة حياة علي البحر وكانت بيوت مليئة بالفرحة والسعادة مشيرة إلي ان والدها كان تاجر كبير وعاني من التهجير وقت الاحتلال الإسرائيلي وعاد بعد النصر ولكن حزن لقرار الآثار المصريه باخلاء السكان من مساكنهم وضمها الآثار .
واضاف الشيخ سليمان محمد ٨٠ سنة صياد من الطوره إن كانت علاقة البدو بالبحارة اليونانيين علاقة كلها ود واحترام وتعايش اليونانيين المسيحيين مع البدو المسلمين بين مسجد الكيلاني والكنيسة التي لا يبعدان خطوات بكل حب وود مشيرا الي ان اليونانيين كانوا ملاك المراكب ويعمل معهم الصيادين البدو والطوره واوضح إنه بني منزله من حجارة الشعاب المرجانية
وطالب عدد من ابناء طور سيناء بفتح مساكن الكيلاني لزيارة اصحابها الصيادين القدماء والابناء و الاحفاد وترميمها فهي عنوان لمدينة الطور القديمة والجميع مازالوا يبكون ويتحسرون علي اطلالها
وطالب عدد من سكان طور سيناء بفتح المنطقة للزيارة بعد تجهيزها وانارتها بالاضواء الخافتة
اقرا ايضا :
جدارية الرئيس السيسي تزين كورنيش طور سيناء الجديد