بينما تستعد إسرائيل لاستقبال الآلاف من يهود إثيوبيا، هربا من النزاع المتصاعد في هذا البلد، كشفت تقارير إسرائيلية عن غضب ريئس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وأنه شتكى لنظيره الإسرائيلي نفتالي بينيت، من استقبال إسرائيل "مجرمي حرب".
واشتكى آبي أحمد لنظيره بينيت من أن تل أبيب استقبلت "ضباطا متورطين في جرائم حرب"، ضمن مجموعة من الإثيوبيين الذين انتقلوا إلى إسرائيل مؤخرا، حسب القناة 13 العبرية.
إسرائيل تستعد لإخلاء 5 آلاف يهودي من إثيوبيا
وافقت إسرائيل على تسريع خطة عملية تهجير 5 آلاف إثيوبي من أصول يهودية، في ظل القتال المستمر بإثيوبيا بين تحالف المعارضة بقيادة قوات تيجراي والقوات الحكومية.
وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فإن القرار يشمل آلاف الإثيوبيين ممن لديهم أقارب من الدرجة الأولى في إسرائيل، وبموجبه سيتم نقل نحو 9 آلاف شخص من أديس أبابا إلى تل أبيب.
وتشير التقارير إلى أن عدد أفراد الجالية اليهودية الإثيوبية يتراوح بين 7000 و 12000 لا يزالون ينتظرون المجيء إلى إسرائيل ويعيش الكثير منهم في منطقة تيجراي في قلب الصراع الدموي.
واتفقت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد ووزيرة الهجرة بنينا تامانو شطا على تسريع هجرة 5 آلاف يهودي إثيوبي، ووضع خطة للإجلاء تحسبا لتدهور الأوضاع الأمنية في أديس أبابا.
كما شهدت إسرائيل ضغوطا للمطالبة إخراج قرابة 8 آلاف يهودي إثيوبي (الفلاشا)، وإجلائهم إلى البلاد، في ظل الحرب الدائرة هناك.
وفي ذات السياق، طالب العشرات من الحاخامات في إسرائيل، حكومة نفتالي بينيت بالبدء الفوري في "جلب آلاف اليهود من إثيوبيا المقيمين في معسكرات الانتظار".
وأضاف الحاخامات في بيان "نعلم أن الجهات المعنية في الحكومة تبحث الوضع وإمكانيات تسريع هجرة اخواننا الذين ينتظرون الهجرة".
كما دعوا بينيت إلى جلب "بقايا اليهود الإثيوبيين" إثر إعلان حالة الطوارئ في البلاد على خلفية الحرب الأهلية، داعين الحكومة الإسرائيلية إلى "الارتقاء إلى مستوى الأحداث، وجلب كل ما تبقى من يهود إثيوبيا، لأننا إخوة".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، أجرى جلسة طارئة، الأسبوع الماضي، لبحث مصير 10 آلاف يهودي يقيمون بما في ذلك في مخيمات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا انتظارا للسماح لهم بالهجرة إلى إسرائيل.
آبي أحمد غاضب ويشتكي
ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن آبي أحمد اشتكى لرئيس وزراء إسرائيل فتالي بينيت من استقبال "ضباطا متورطين في جرائم حرب"، ضمن الإثيوبيين الذين انتقلوا إلى إسرائيل مؤخرا.
وقالت نقلا عن مصادرها، إن آبي أحمد كان يقصد 4 ضباط إثيوبيين على الأقل، واحد منهم متورط في ارتكاب "مذبحة" في إقليم تيجراي الذي يشهد نزاعا مسلحا منذ نحو عام، انتقل إلى جميع أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة أديس أبابا.
فيما أشارت تقارير عبرية إلى أن عشرات الإثيوبيين الذين تم نقلهم إلى إسرائيل في عملية سرية ربما يكونون قد زوروا شهادات أصلهم اليهودي، وبالغوا في تقدير الخطر الذي يتعرضون له، وقيل إن الضباط كانوا من بين تلك المجموعة.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" أن السلطات الإسرائيلية تعرضت لعملة خداع، حيث ادعى عشرات الإثيوبيين نهم يهود ويحتاجون لنقل عاجل من الأراضي الإثيوبية، ثم تأكدت السلطات الإسرائيلية من عدم صحة ذلك، لكن بعد وصولهم تل أبيب.
ورغم تصاعد القتال في إثيوبيا، أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، توصيات يحذر من خلالها الحكومة من إجراء عملية لاستقدام مهاجرين من يهود الفلاشا إلى إسرائيل.
وقال المجلس في وثيقة سرية أرست إلى مكتب رئيس الحكومة نفتالي بينيت "لا مخاطر تهدد حياة يهود الفلاشا الذين ينتظرون نقلهم إلى إسرائيل"، مشيرا إلى أن أي محاولة لتسريع نقلهم، في عملية عسكرية أو جهود دبلوماسية، ستخلق "أزمة".
وذكرت الوثيقة أنه "على الرغم من الواقع الصعب في أثيوبيا، إلا أن عملية إنقاذ يهود الفلاشا، وحتى فتح قنوات حوار مع الجهات المعنية حول هذا الأمر، يمكن أن تتسبب في مواجهة مع السلطات الإثيوبية وتعريض المنتظرين للخطر".
في المقابل، أكدت القناة السابعة العبرية أن الحكومة الإسرائيلية طلبت من الجيش الشروع الفوري في إعداد خطة لإجلاء اليهود من إثيوبيا، مؤكدة أن حكومة نفتالي بينيت تراقب الوضع في إثيوبيا عن كثب.
وكشفت القناة عن أن بينيت طالب سلاح الجو الإسرائيلي عبر طائراته المعروفة باسم "هرقل" الاستعداد لإجلاء يهود إثيوبيا.
وخلال الأيام الماضية، دعت إسرائيل مواطنيها لعدم السفر إلى إثيوبيا، وحثت رعاياها الموجودين هناك على سرعة المغادرة، كما تم نقل أسر أعضاء البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في إثيوبيا إلى تل أبيب.
والأسبوع الماضي، أعلنت 9 جماعات إثيوبية معارضة، من بينها جبهة تحرير شعب تيجراي وجيش تحرير أورومو، تشكيل تحالف ضد حكومة آبي أحمد، متعهدة بإسقاطها حتى ولو "بالقوة".
بينما دعا الجيش الإثيوبي الضباط والجنود المتقاعدين للعودة إلى صفوفه استعدادا لصد هجوم قوات تيجراي وحلفائها والتي بدأت الزحف نحو العاصمة أديس أبابا، وذلك بعدما أعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ ودعوة سكان أديس أبابا لحمل السلاح لحماية المدينة.