حذر الشيخ رمضان عبد المعز الداعية الإسلامي، من خطورة بعض التصرفات التي تؤدي إلى تنشئة الأطفال على الكذب، موضحاً أن من الخطورة أن يكون خشية الأبناء من العقاب سبيلاً لانتشار تلك الآفة.
أمة تنهي عن الكذب
ولفت “عبد المعز” خلال برنامج لعلهم يفقهون المذاع عبر فضائية دي ام سي، إلى أن الإنسان ينبغي ألا يكذب أو يضطر غيره للكذب، مضيفاً:" لو ابنك حاول يحلف قوله مش عاوز أعرف، لو حلفت هزعل منك، واعتبر ده عبادة لأنه بالفعل عبادة".
وشدد الداعية الإسلامي على أن الله جعلنا أمة تنهي عن الكذب وتحفظ الأيمان، وليس من العيب أن نجعل أبناءنا يخطئون ويعترفون بالخطأ وتكون خشيتهم من الخالق وليس المخلوق، وألا يكون خوفهم من عقوبة الدنيا أهون لديهم من عقوبة نار جهنم في الآخرة".
الكذب كبيرة من الكبائر
الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، قال إن الكذب كبيرة من الكبائر، ويجب على مرتكبها التوبة إلى الله، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار».
وتابع وسام في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما حكم من يكثر الكذب في كلامه رغم انه يصلي ويقرأ القرآن؟ أن المؤمن الصادق لا يكذب، ولكن قد يكذب لنقص إيمانه وضعفه، مشيرًا إلى أن الإنسان إذا تاب من الكذب والتزم الصدق في حديثه، فإن ذلك سيؤدي به إلى عدم ارتكاب الخطأ لأنه يعلم أنه إذا سئل عنه لن ينكره.
وأوضح أن هناك حالات أجاز الشرع فيها الكذب دون سواها وهي المذكورة في حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت: «لم يسمع النبي ﷺ يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها».
أصلي وأقرأ القرآن فهل إذا كذبت أكون مذنبة ؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء المصرية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ورد وسام قائلًا: نعم إذا كنت مواظبة على أداء الصلاة وقراءة القرأن وكذبتِ فتكوني مذنبة، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "عليكم بالصِّدقِ، فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ؛ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكم والكذِبَ، فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ؛ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا".
وأشار الى أن الكذب له أثر نفسي على الكذاب بأنه لا يزال يكذب حتى يصدق نفسه ويعتقد بما يكذب، فلا يكذب المؤمن، لقوله تعالى { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، قائلًا لها: "أقيمي الصلاة على وجه تخشعين فيه لله رب العالمين وستجدين أن الصلاة تنهاكِ عن مثل هذا السلوك المحرم.
خطيبتي تكذب عليّ باستمرار
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الكذب محرم شرعًا، والله – سبحانه وتعالى- أمرنا بأن نكون مع الصادقين، حيث يقول – جل علاه – في كتابه الحكيم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»( سورة التوبة: الآية 119).
وأضاف « شلبي» في إجابته عن سؤال: « خطيبتي تكذب علي باستمرار؛ فماذا أفعل معها؟»، عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي « يوتيوب» ، أنه إذا كانت خطيبتك تكذب فعلًا؛ فانصحها في البداية بعدم ذلك، وإن لم تستجب ابتعد عنه فورًا؛ فالكذب خطير.
واستند أمين الفتوى في ذلك إلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: « قَالَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، رواه أبي هريرة، مبينًا أن من صفات ذات الدين أنها لا تكذب.
معنى الكذب في الإسلام وحكمه
أجاب الدكتور عطا السنباطي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر قائلًا "ذكر الله عز وجل في محكم كتابه الكذب في نحو مائتي آية، كلها على سبيل الذم أو تبيان سوء عاقبة الفاعل له".
وأوضح أن الكذب هو الإخبار بالشيء علي خلاف ما هو عليه علي وجه التعمد والقصد والعلم، والكذب كبيرة تجر صاحبها إلي النار لقول النبي صلي الله عليه وسلم "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا".
وأضاف أن الكذب مُحرَّم، وهو من خصال أهل النفاق، يقول النبي صلي الله عليه سلم "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، موضحًا أن الكذب له عدة أنواع؛ منه الكذب على الله عز وجل، والكذب علي رسوله صلي الله عليه وسلم، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار"، ومنه أيضًا الكذب علي الناس بغرض إضحاكهم، ومنه أيضًا ان يقول الشخص حلمت بكذا كذبًا.
وشدد على ضرورة تحري الصدق والابتعاد عن الكذب، لقول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"، وقوله عز جل أيضًا "قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
أشد أنواع الكذب
أشد أنواع الكذب هو الكذب على الله، والتكذيب على الله حينما يقول العبد أن الله تعالى يقصد كذا وهو لا يقصده تعالى، فهؤلاء يفترون على الله بدون دليل أو قاعدة أو أى دليل واضح، والأمر يكمن في اتباعهم للظن وما تهوى أنفسهم.
الكذب على رسول الله
الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ أشكالا عدة منها التشكيك الدائم في مصادر الشريعة وحديث النبي "من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" هو الذي حرك الصحابة رضوان الله عليهم لحفظ السنة خوفا عليها من التحريف.