استهدفت طائرة مسيرة مفخخة مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد في ساعة مبكرة من صباح الأحد، فيما خرج الزعيم سالمًا من أي أذى ودعا الجمهور إلى التزام الهدوء.
صنفت وزارة الداخلية العراقية الحادث على أنه 'هجوم إرهابي' وكشفت عن تورط ثلاث طائرات مسيرة في الهجوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من الليل على مقر إقامة رئيس الوزراء الكاظمي كان في مصلحة الولايات المتحدة.
واضاف المتحدث للصحفيين يوم الاحد “مثل هذه الحوادث تصب في مصلحة أولئك الذين انتهكوا استقرار وأمن واستقلال وسلامة أراضي العراق على مدى السنوات الـ18 الماضية”، في إشارة إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 دون ذكر الولايات المتحدة نفسها بشكل مباشر.
وزعم خطيب زاده: 'لقد سعوا إلى تحقيق أهدافهم الإقليمية الشريرة من خلال إنشاء مجموعات إرهابية تسعى إلى إثارة الفتنة'.
واتهمت إيران وسوريا وحزب الله وقوى إقليمية أخرى الولايات المتحدة بانتظام بإنشاء ورعاية وتمويل مجموعة من المسلحين الإسلاميين الراديكاليين، بما في ذلك داعش الجماعة الإرهابية التي عاثت الفوضى في مساحات شاسعة من غرب وشمال العراق و شرق سوريا بين عامي 2014 و 2017، ورفضت واشنطن هذه المزاعم.
وفي وقت سابق يوم الأحد، أشار علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ، إلى أن هجوم الطائرات بدون طيار كان محاولة للتحريض على التمرد، وزعم أن المحاولة يمكن 'إرجاعها إلى مراكز الأبحاث الأجنبية، التي لم تجلب سوى انعدام الأمن والشقاق، وعدم الاستقرار للشعب العراقي المضطهد من خلال إنشاء ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال هذا البلد لسنوات'.
ولم يوضح المسؤول أي دولة أو دول تنتمي إليها 'مراكز الفكر الأجنبية' هذه.
وفي أعقاب الهجوم عليه، غرد الكاظمي بأنه 'بخير' ودعا العراقيين إلى 'الهدوء وضبط النفس'.
في وقت لاحق من اليوم ، نشر المكتب الإعلامي للكاظمي صورا لرئيس الوزراء وهو يترأس اجتماعا يناقش الهجوم مع المسؤولين الأمنيين.
وتابع حسابه على تويتر نشر مجموعة من الرسائل حول مكالمات رئيس الوزراء الهاتفية من قادة إقليميين وكبار المسؤولين العراقيين تندد بالهجوم وتعبر عن تضامنها مع الحكومة والشعب العراقيين.
وأشارت وزارة الداخلية العراقية إلى تورط ثلاث طائرات مسيرة في محاولة الاغتيال، وذكرت أن إطلاق النار الذي سُمع في المنطقة الخضراء في الساعات الأولى من صباح الأحد كان مرتبطًا بمحاولة لإسقاط الطائرات بدون طيار.
وقيل إن العديد من الأشخاص في منزل رئيس الوزراء أصيبوا بجروح لا تشكل خطورة على الحياة في الهجوم، ويتم علاجهم، وفقًا للوزارة.
ودعا خطيب زاده العراقيين إلى 'اليقظة' ضد 'المؤامرات التي استهدفت أمن العراق وتقدمه، وأعرب عن ارتياحه لأن الكاظمي بخير.
ووصف الرئيس العراقي بهرام صالح الهجوم على الكاظمي بأنه 'تجاوز خطير وجريمة شنيعة بحق العراق' ، وأكد أن الحكومة 'لن تقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على النظام الدستوري'.
كما ندد رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر بالهجوم ووصفه بأنه 'استهداف صارخ للعراق ووطنه وأمنه واستقراره' يهدف إلى إغراق البلاد في الفوضى.
وندد نيجيرفان بارزاني ، رئيس إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي ، الهجوم ووصفه بأنه 'تطور خطير يهدد الأمن والاستقرار في البلاد' وأعرب عن ارتياحه لأن رئيس الوزراء لم يصب بأذى.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن كانت على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية وعرضت المساعدة في التحقيق في الهجوم. ودانت بعثة الامم المتحدة في العراق الهجوم قائلة انه 'يجب عدم السماح للارهاب والعنف والاعمال غير القانونية بتقويض استقرار العراق وعرقلة عمليته الديمقراطية'.