بالرغم من أننا نحتفل بذكرى مرور 48 عاماً على نصر أكتوبر العظيم، إلا أننا مازلنا نرى قصوراً في إنتاج الأعمال الفنية التي تحيي هذه الذكرى، مع أن ما كان يعرض لا يرقى لحجم الحرب والنصر الحقيقيين.
استضفت منذ عدة أيام في أستوديو "راديو وتي في الأهرام"، أحد رموز حرب أكتوبر المجيدة، وهو السيد اللواء الدكتور مصطفى البهبيتي، رئيس سلاح الحرب الكيماوية الأسبق، ليحدثنا عن الأيام والذكريات الجميلة من حرب أكتوبر العظيمة، وفاجأنا أن الأعمال الفنية التي تمت لتخليد ذكرى الحرب، تفتقر للكثير من الحنكة والمصداقية، وقال إن فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" يعتبر الفيلم الوحيد الذي كان يحتوي على مشاهد حرب حقيقية، إلا أنها كانت محاكاة بعد الحرب وبالاتفاق مع سلاح المشاة في ذلك الوقت، والذي قام بعمل محاكاة لمشاهد الحرب الواقعية لتصويرها بعد الحرب.. إلا أنه بعد ذلك، ومع الأسف، لم يتم إنتاج أعمال فنية ترقى لمستوى الحرب والنصر العظيم. فرأينا أنه لابد من فتح هذا الملف، خاصةً أن أبناءنا من الأجيال الجديدة، تحتاج في الوقت الراهن لمثل هذه الأعمال لترسيخ هذه الأفكار العظيمة والمواقف الوطنية بداخلهم.. وأتساءل: ألا يوجد منتجين يتكلفوا المشقة المالية حباً في وطنهم، وإسهاماً في إعلاء قيمة الوطن وغرس قيم الوطنية في نفوس الشباب والأجيال القادمة؟؟؟.
مثل هذه المشاهد، تُسَلِّطْ الأضواء على أهم إنجازات الحرب، وتبين التحام الشعب، الذي كان وراء قواته المسلحة، ليس لاسترداد سيناء فقط، ولكن لرفض الهزيمة بكل أشكالها وصورها، وإحياء روح التحدي والعزيمة والإصرار ومواجهة الصعاب والتحديات، لدى الشباب وترسي داخلهم دعائم القيم الوطنية، التي بالتأكيد كانوا هم في أشد الحاجة إليها وكذلك نحن الأن.
في الحقيقة، الشباب المصري، بحاجة ماسة لمثل هذه المشاهد التي تظهر إبداع العقول المصرية، والتي كانت تمثل أهم الأسلحة للتغلب على التفوق النسبي للعدو الإسرائيلي في الأسلحة والعتاد، وإيجاد حلول عبقرية قلبت الموازين لصالح مصر.
هذه المناسبة العظيمة، ضرورة، لإحياء روح الإبداع المصرية في الوقت الراهن، كوسيلة من وسائل المواجهة لوسائل الحروب غير التقليدية التي تواجهها مصرنا، متمثلة في الدعاية المضادة ومحاولة تشويه كل حاجة حلوة تحدث في مصر.. وأعتقد أن مثل هذه الأعمال الفنية، تمثل فرصة لتحفيز الطاقات الإبداعية للشباب المصري، للمشاركة في التصدي لكل صور حروب الجيل الرابع، خصوصاً أن الشباب، شباب المستقبل، هم الأقدر على المواجهة، لما يمتلكونه من قدرات علمية وعملية تؤهلهم لهذه المهمة.
وإذا عُدنا للوراء، نجد أن رفض الهزيمة بكافة صورها كان السلاح الفعال الذي واجه به المصريون الفتن والتحريض، وذلك لإيمانهم بأن وطنهم، مصر، هو الوحيد القادر على أن يوفر الأمن والطمأنينة لكل أبناءه.
ومن المهم إبراز أن العنصر البشري واللحمة والنسيج الوطني المتين، كان الساتر الوحيد للدفاع عن التراب الوطني، وهو الذي مازال يشكل حائط الصد ضد دعاوى الفرقة، وهو السلاح الذي يواجه به المصريون الآن، محاولات شق الصف وافتعال الفتن والأزمات، وتحطيم محاولات أهل الشر والجماعة الإرهابية التسلل إليه.
من قلبي: أعتقد أننا في هذا التوقيت البالغ الأهمية، نحتاج لربط نصر أكتوبر العظيم بأجيال الشباب، وتوريثهم المعاني النبيلة والقيم الأصيلة التي تحلى بها المصريون وقت الشدائد والحرب.. لذا أدعو المنتجين، لإيقاظ دروس حرب أكتوبر في نفوس وعقول وقلوب شبابنا... فشبابنا في حاجة لمزيد من الأعمال الفنية العظيمة التي تذكرهم بأمجاد آبائهم وأجدادهم، لنعيد إحياء القوى الناعمة التي رفعت القيم المصرية وعظمت دورها ومكانتها.
من كل قلبي: أدعو المنتجين الوطنيين الشرفاء المحبين العاشقين لتراب مصر، من هذا المنبر، لاغتنام الفرصة، بكل قوة للرد على شائعات الجهات المعادية بالحقائق والمعلومات ونشرها لإخراس الأصوات الحاقدة، فلن يقبل مصري غيور على وطنه، أبداً، التقليل من قيمة النصر والانتصار، الذي رفع كرامة مصر وكبريائها في السماء.. فأعلامُ مصرَ ستظلُ ترفرف عالياً وخفاقاً، مادام الدم الذي يسري في عروق أبناءها، ممتزجاً بوريد الوطنية.
#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.