أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر في حوار لصدى البلد
- غلق السوشيال ميديا دعوة فاشلة وعلينا مواجهة فوضى الفتاوى الإلكترونية
- علماؤنا أطلقوا على الخلاف الفقهي علم السعة
- الاجتهاد لابد وأن يصدر عن مجامع علمية شرعية تتعمق في البحث وتحترم التعددية
- يجب استخدام التقنيات الحديثة في مهمة الدعوة وعلى الداعية تطوير مهاراته
نظمت كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، اليوم الأحد، المؤتمر الدولي العلمي الأول، تحت عنوان "دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية"، وعلى هامش المؤتمر، حاور موقع صدى البلد، الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية، بكلية الدعوة بجامعة الأزهر، ورئيس ورئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر.
وتحدث الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية، في الحوار عن أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الداعية، وكذلك رأيه في انتشار الفتاوى المغلوطة على مواقع التواصل، وكذلك استخدام التقنيات الحديثة في مهمة الدعوة.
إلى نص الحوار..
كيف ترى ظاهرة انتشار الفتاوى المغلوطة على مواقع التواصل؟
السوشيال ميديا بكل تأكيد كأي اختراع جديد حدث في تاريخ البشرية له سلبيات وله إيجابيات
ولن نستطيع في ظل ثورة المعلومات والاتصالات والرقمنة أو التحول الرقمي أن نغلق السوشيال ميديا وهي دعوة فاشلة ولا تصدر عن عاقل من وجهة نظري.
والحل في مواجهة حالة الفوضي الدعوية والثقافية التي تعج بها صفحات التواصل والمواقع الإلكترونية ؟
يكمن في أمور من وجهة نظري :
أولا: تسليح الدعاة الحاليين ودعاة المستقبل بمهارات الاتصال الفعال وتأسيس أو مأسسة الدعوة الإلكترونية لتقف جنبا الي جنب مع الدعوة التقليدية، التي تفقد جاذبيتها لدي قطاعات واسعة من الشباب خاصة في ظل النوازل والحوادث التي تحدث مثل كوفيد 19.
ثانيا : القيام بحملات توعية لمختلف فئات المجتمع بكافة أطيافه تستهدف تعزيز وإنشاء قناعات لدي المدعووين أو جمهور الدعوة باللجوء دوما في سعيهم لتلبية احتياجاتهم الروحية وهي حاجات ضرورية وملحة لدي كل إنسان بضرورة اللجوء للمواقع الصحيحة والمعتمدة والمؤسسة الدينية الرسمية في المجتع.
ثالثا : مواجهة خطاب الكراهية الصادر عن بعض المواقع والصفحات الإلكترونية والتعامل معها بشكل حاسم كما تنص القوانين في هذا الشأن.
هل نحتاج لتوحيد الفتاوى أم التكامل بين العلوم ؟
لا تعارض بين توحيد الفتوي من جهة في بعض القضايا الكبري والقومية إن جاز التعبير، وبين مسألة التكامل بين العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية، لأن الداعية أو المفتي أمس ينجح في دعوته وخطابه الدعوي لابد له من أمرين:
أولا : العلم بالشرع الشريف وعلوم الشريعة العزاء والتمكن فيها ليكون كفئا وجديرا بالمهمة السامية التي ينهض بعبئها.
ثانيا : العلم بالواقع الذي يعيش فيه والواقع الذي ستتوجه إليه الدعوة لأنه كما نص الفقهاء أن الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال والظروف فكذلك الخطاب الدعوي يجري عليه ما يجري علي الخطاب الافتائي.
هل تؤيد فكرة جمع مؤلفات العلماء علي منصة الكترونية؟
إنشاء مواقع الكترونية أو منصات إعلامية تجمع بين الدعاة وشروحاتهم القومية ، من حيث المبدأ فكرة جديرة بالتأمل والنظر إذا كان الهدف منها جمع الأمة علي كلمة واحدة وتوفير مرجعية دينية عليا الأمة تسهم في تخفيف حدة الخلافات المذهبية والصراعات الطائفية مع استصحاب مسألة غاية بالاهمية وهي أن الاختلاف سنة من سنن الله عز وجل وأن علم الخلاف موجود في بنية ثقافتنا الإسلامية وسماه سلفنا الصالح (علم السعة) وليس علم الخلاف ، وكان علماء الأمة وسلفنا الصالح يقولون مايسرنا أن أصحاب رسول مكثوا في مكان واحد ولم ينتشروا في الأمصار بفهومهم وآرائهم المتنوعة لأن في اختلافهم رحمة وتوسعة علي الأمة.
من أين يكون الاجتهاد؟
نحن في عصر الرؤية الجماعية والاجتهاد المجمعي الذي يصدر عن المجامع العلمية والشرعية بعد بحث عميق ودراسات متعمقة تحترم التعددية المذهبية الفقهية والعقدية
ما رأيك في استخدام التقنية الحديثة لخدمة الدعوة ؟
يجب أن تسير الدعوة بالوسائل الحديثة جنبا إلي جنب مع الوسائل النمطية أو التقليدية نظرا لهذه الثورة الهائلة في الاتصالات والمعلومات ودخولنا عصر الرقمنة والتحول الرقمي.
وثمة العديد من الوسائل التي يمكن الإشارة إليها في هذا الباب ومنها:
- الكتاب الدعوي الإلكتروني لنشر الكتاب الإسلامي علي أوسع نطاق، والتخفيف علي الناس
- التعليم الشرعي عن بعد : وإيصال علوم الدعوة للناس عبر الأجهزة والوسائط الحديثة
- تقنيات التعليم الدعوي : المصورات و البوستات الاشكال البيانية الشرائح الأفلام والتسجيلات والملفات الصوتية والمرئية.
-المرصد الدعوي المعاصر : الذي يعني بتتبع ورصد جميع مايتعلق بالدعوة الإسلامية
- المدونات الدعوية : والتي ينشؤها المجيدون للعمل الدعوي والمتخصصين فيه من اهل العلم والدعوة الأثبات الثقات
- المقرأة الإلكترونية: التي تساعد علي تعلم القرآن الكريم وانا سعيد بوجود مقرأة الكترونية الجامع الأزهر ببث مباشر عبر صفحته الرسمية، ولا ننسي أيضا مقرأة الحرمين الشريفين تعلمان القرآن علي مدار الساعة.
-لابد لكليات وأقسام الدعوة في العالم الإسلامي أن تدخل في برامجها الدراسية مقررات تتعلق بالدعوة الإلكترونية وتكنولوجيا الدعوة، وهذا مابدأناه بالفعل في كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة حيث أدخلنا مقرر الإعلام لاكساب دعاة المستقبل مهارات الإعلام والتواصل، ولدينا الدرجة الخاصة ننتخب لها المتفوقين من أبناء الكلية لتعلم احدي اللغات الأجنبية الانجليزية أو الفرنسية أو الألمانية جنبا إلى جنب مع مهارات الإعلام والاتصال الفعال.
ماهي نصيحتك للدعاة ؟
1 - الإيمان العميق بالرسالة التي يقومون بها مهما تواجههم الصعوبات والمشقات والتي هي سنة من سننن الله عز وجل.
2 - الفهم الدقيق والعلم الواسع الذي لا يقتصر علي مجال دون مجال ولا حقل معرفي دون آخر لأن ثقافة الداعية يجب أن تكون عامة وشاملة ، جامعا بين علوم الوحي من جهة قرآنا وسنة وفقها وعقيدة وتفسيرا وحديثا ومقاصد الشريعة وفقه الدعوة وفقه المآلات وكذلك امتلاك زمام علوم الواقع لتنزيل النص الشرعي علي الواقع فيلزمه أن يكون جامعا بين علوم الشريعة وعلوم الحياة نظرا التكامل بين العلوم ولهذا جاء مؤتمر كلية الدعوة الذي عقد اليوم، تحت عنوان( دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة).
3 - القبول بالتنوع والتعددية وقبول الآخر مع الحفاظ علي الذات والهوية والاستمساك بها ومما نذكره هنا بكل فخر واعتزاز للازهر الشريف ودراسته للتعددية المذهبية.
4 - التنمية الذاتية المستدامة فمن لايطور نفسه يتوقف ويتجاوزه الزمن، فلابد للداعية أن يطور ادواته بشكل مستمر لا يتوقف في أساليبه الدعوية وفي وسائله ومهاراته.