الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عشق المصرى فعشقته بورسعيد.. 13 عاما على رحيل السيد متولى

صدى البلد

برغم مرور 13 عاما على رحيله يظل السيد متولى عبد الرحمن ابن محافظة بورسعيد ورئيس نادي المدينة المحافظة الاول معشوق جماهير النادى المصرى ورمز من رموز الكرة المصرية وهو صاحب لقب عميد رؤساء الأندية المصرية .

عشق السيد متولى النادى المصرى منذ صغره وهو مازال يحرص على متابعة مبارياته من مدرجات الدرجة الثالثة يحمل فى جعبته الكثير من الأحلام للنهوض بنادى الوطنية، متمنيا أن يصل إلى مجلس إدارته ليحقق تلك الأحلام على أرض الواقع.

أعطى السيد متولى النادى المصرى وبورسعيد  68 عاماً من العطاء حفلت بالكفاح والصعود والأحلام غير المكتملة.

ولد السيد متولى عبدالرحمن عام 1940 بحى العرب فى بورسعيد وجاء ترتيبه بين اخوته الثانى لأسرة بسيطة يعمل عائلها عاملاً بالمحافظة.

حصل السيد متولى على دبلوم الثانوى التجارى والتحق بالعمل فى هيئة النقل العام، ليواصل دراسته فى نفس الوقت منتسباً لكلية التجارة.

عرف عن السيد متولى منذ صباه شغفه الشديد بالنادى المصرى وتشجيعه الدائم له سواء من وراء أسوار النادى أو وسط جماهير الدرجة الثالثة.

عقب حصول السيد متولى على بكالوريوس التجارة بعد نكسة 1967 والتهجير عن المدينة عام 1969 عمل  مدرساً للحساب بمدرسة الطبرى الابتدائية بالقاهرة لعام واحد .

وفى بداية السبعينات قرر السيد متولى الهجرة إلى ليبيا باحثا عن عمل يحقق من خلاله طموحه وأحلامه وبالفعل حقق نجاحاً فى مجال العمل بالمقاولات، وحقق ثروة مالية مع صعود أسعار النفط.

عاد السيد متولى إلى بورسعيد بعد رحلة عمل بالخارج استمرت 9 سنوات عام 1979 واستهل عودته بتبرع سخى للحزب الوطنى الناشئ آنذاك، فاستقبله ا لرئيس السادات فى حدث كان محل تناول الصحف.

عقب لقاء الرئيس السادات عينه محافظ بورسعيد المرحوم السيد سرحان عضواً فى مجلس إدارة المصرى برئاسة المرحوم أحمد المخزنجى.

بدأ متولى حياته العملية فى بورسعيد بإنشاء  أول مصنع للمساكن الجاهزة، نفذ أول مشروعاته «المساكن الشعبية»، التى مازالت تعرف بمنطقة سيد متولى .

نجح السيد متولى بعد عام واحد فقط من تعيينه وتحديدا فى أغسطس عام 1980 فى الفوز برئاسة النادى المصرى فى أول انتخابات يخوضها.

خاض متولى فى عام 1981 انتخابات اتحاد الكرة على منصب الوكيل من خارج القاهرة وأخفق أمام صلاح حسب الله .

لم يبخل السيد متولى منذ اعتلائه مجلس إدارة المصرى على النادى فاستقدم أشهر المدربين لتولى الإدارة الفنية للفريق الأول فأعتقد مع العالمى المجرى بوشكاش نجم ريال مدريد الأشهر. 

كما استقدم السيد متولى  للنادى مجموعة من نجوم الكرة أمثال جمال جودة والجندى وأينو، ويسجل له أنه أول رئيس ناد يتعاقد مع لاعبين أجانب للمصرى هما الإيرانيين قاسم بور وبرازكرى وحارس منتخب السنغال سامبا فال.

وخلال أعوام 83 و84 اقترب متولى من حلم البطولة التى لم يكن المصرى الذى تأسس عام 1923 قد حققها بعد أن وصل النادى إلى نهائى الكأس مرتين أمام الأهلى، وعندما كان سيد متولى يستعد لتسلم الكأس فى استاد القاهرة كان الهدف الشهير لعلاء ميهوب الذى أحرزه فى الدقيقة الأولى من الوقت الإضافى.

وكثيراً ما اصطدم سيد متولى والمصرى باتحاد الكرة والحكام، وكان الصدام الأشهر عام 1982 عندما أعلن الجمهور عن غضبه، وتظاهر عقب هدف شهير للاعب الزمالك نصر إبراهيم اعتبره الجمهور تسللاً.

وفى عام 1988 تم حل مجلس إدارة المصرى بسبب مخالفات إدارية، وتم تعيين مجلس مؤقت برئاسة اللواء إبراهيم المر، لكن متولى سرعان ما عاد منتخبا عام 1989.

ولطالما أثر اهتمام متولى بالنادى المصرى على عمله الخاص وواجه عثرات أدت لصدور أحكام ضده وصل مجموعها إلى 168 عاماً، لكنه سرعان ما تجاوز السقوط، وصعد مجدداً شغوفاً بعشقه للكرة .

نجح متولى فى انتخابات مجلس الشورى عام 1992 مستقلاً، وفى عام 1995 يفشل متولى فى الوصول لمجلس الشعب أمام خصمه اللدود عبدالوهاب قوطة.

اختلف متولى مع محافظ بورسعيد ووصل الخلاف بسبب النادى إلى ذروته فما كان من المحافظ الا الضغط على مجلس الإدارة للاستقالة ليجد مبررا فى حل المجلس وتعيين مجلس مؤقت

وينجح المحافظ ويستطيع حل المجلس وتعيين مجلس مؤقت برئاسة كامل أبو على، وبعدها تولى عبدالوهاب قوطة رئاسة النادى، محققاً بطولة الكأس الوحيدة عام 1998، ويخرج متولى من مصر هذه المرة إلى ألبانيا ويحقق نجاحاً جديداً فى مجال العقارات، والمقاولات، ويؤسس ناديا يتولى رئاسته فى تيرانا.

عام 2000 عاد متولى مجدد ليواجه قوطة فى انتخابات مجلس الشعب ويخفق، وفى عام 2004 يستعيد موقعه الأثير على سدة الرئاسة فى النادى المصرى. 
استمر متولى فى محاولات متواصلة لتحقيق حلم الوصول لمجلس الشعب فيعود ويخفق مرة ثالثة فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005 ومعه قوطة ليفوز بالمقعد محمد شردى نائب الوفد.

وفى عام 2007 غادر السيد متولى إلى كوسوفو فى رحلة عمل، وعاد فجر الجمعة إلى مستشفى كليوباترا لتصعد روحه إلى خالقها وسط دهشة وحزن عارم للوسط الكروى وجماهير النادى المصرى.

لتخرج بورسعيد فى جنازة مهيبة ضمت الآلاف المصلين على جثمان الفقيد داخل أرض ملعب استاد النادى المصرى تنفيذا لوصية الراحل ويحمل على الأعناق إلى مثواه الأخير ليوارى جسد السيد متولى التراب وتظل روحه واسمه محلقين فى أذهان أهالى بورسعيد وجماهير النادى المصرى يتناقلون حكاياته ومواقفه الداعمة للنادى ويورثوا حكاياته لأبنائهم ليقصوها على احفادهم وكأنه الأسطورة وايقونة النادى المصرى عشق النادى المصرى فعشقته بورسعيد بأكملها .

 

images (6) (7)
images (6) (7)
images (6) (5)
images (6) (5)
images (6) (4)
images (6) (4)
images (6) (3)
images (6) (3)
images (6) (2)
images (6) (2)
images (6) (1)
images (6) (1)
images (6) (6)
images (6) (6)