الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نظام آبي أحمد يلفظ أنفاسه الأخيرة | يواجه حصارا على كل الجبهات

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

يبدو أن نظام رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، يلتقط أنفاسه الأخيرة بعد احتدام الصراع الدائر في البلاد بين قواته و9 جماعات داخلية رافضة لحكمه في مقدمتها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وتضييق الخناق عليه داخليا وخارجيا ومحاصرته.

إقامة جبهة جديدة

أول أشكال الحصار الذي فرض على نظام آبي أحمد تمثل فيما أعلن عنه منظمون لإقامة جبهة جديدة في إثيوبيا، الجمعة، حيث قالوا إن قوات تيجراي الإثيوبية انضمت إلى جماعات مسلحة ومعارضة أخرى في تحالف ضد رئيس الوزراء آبي أحمد علي للسعي إلى فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة.

ويشمل التوقيع على إنشاء التحالف الجديد، والذي جرى في واشنطن، قوات تيجراي، التي تقاتل القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة، بالإضافة إلى جيش تحرير أورومو، الذي يقاتل الآن إلى جانب قوات تيجراي، و7 مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.

ويتشكل التحالف في الوقت الذي يجتمع فيه المبعوث الأميركي الخاص جيفري فيلتمان مع كبار المسؤولين الحكوميين في العاصمة الإثيوبية وسط دعوات لوقف إطلاق النار الفوري وإجراء محادثات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف منذ نوفمبر 2020.

وقالت الولايات المتحدة، إن فيلتمان التقى مع نائب رئيس الوزراء ووزيرا الدفاع والمالية الخميس.

ويسعى التحالف الجديد المسمى «الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية» إلى «إقامة ترتيب انتقالي في إثيوبيا» حتى يتمكن رئيس الوزراء من الرحيل في أسرع وقت ممكن، حسبما قال يوهانيس أبرهة، أحد المنظمين، وهو من مجموعة تيجراي، لأسوشيتدبرس.

وتابع أبرهة أن «الخطوة التالية، بالطبع، ستكون بدء الاجتماع والتواصل مع الدول والدبلوماسيين والجهات الفاعلة الدولية في إثيوبيا وخارجها».

وأضاف أن التحالف الجديد سياسي وعسكري، مشيرا إلى أن التحالف لم يكن له أي «اتصال مع حكومة إثيوبيا».

وأكد المتحدث باسم  جيش تحرير أورومو، أودا طربي، الأنباء عن التحالف الجديد.

وعندما سئل عما إذا كان ذلك يعني إجبار آبي أحمد على الرحيل، أجاب بأن ذلك يعتمد على حكومة إثيوبيا والأحداث خلال الأسابيع المقبلة، مضيفا: «بالطبع نحن نفضل ما إذا كان هناك انتقال سلمي ومنظم مع إزاحة آبي أحمد».

الاتحاد الأوروبي

ثاني أشكال الحصار المفروض على آبي أحمد تمثل في دعوة العديد من دول العالم، والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، والاتحاد الأوروبي، بضرورة إيجاد حل سلمي للصراع المسلح القائم في إثيوبيا، فيما دعت دول أخرى رعاياها بسرعة مغادرة البلاد، نظرا لحالة الفوضى، وسقوط الجيش الإثيوبي في أكثر من منطقة أمام قوات المعارضة.

شدد الاتحاد الأوروبي على غياب أي حل عسكري للنزاع في إثيوبيا، متوعدا أطراف الصراع بفرض عقوبات عليها في حال لم توافق على وقف إطلاق النار، والبدء في حوار غير مشروط، فيما أكد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل، في بيان أصدره الخميس الماضي، أنه على توسع النزاع تسبب في نشوب أزمة إنسانية مدمرة وتقويض وحدة واستقرار البلاد.

وأعرب بوريل عن قلق الاتحاد الأوروبي تجاه التصعيد الحالي من حدة القتال في منطقة أمهرة، بالتزامن مع التقدم الميداني الذي أحرزته قوات الجبهة الوطنية لتحرير التيجراي.

الأمم المتحدة

 من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، إن الحرب في إثيوبيا اتسمت بالوحشية المفرطة، داعية إلى محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وأشارت ميشيل باشليه، مفوض الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى أن خطورة الانتهاكات والتجاوزات التي تم توثيقها تؤكد الحاجة إلى محاسبة الجناة من الطرفين.

فيما أعرب مجلس الأمن الدولي، أمس، عن قلقه العميق إزاء تصعيد النزاع في إثيوبيا، ودعا إلى وقف إطلاق النار في البلاد، والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.

وقال إن الدول الأعضاء طالبت بتهيئة الظروف لبدء حوار وطني إثيوبي شامل لحل الأزمة، بينما واجهت الدول الـ 15 الأعضاء بالمجلس، صعوبات للاتفاق على موقف مشترك، معربة عن قلقها العميق من اتساع وتكثيف الاشتباكات العسكرية في شمال إثيوبيا.

الولايات المتحدة

وقالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن الولايات المتحدة أنشأت فريق مهام جديد، مكلف بإخلاء الدبلوماسيين الأمريكيين في سفارة واشنطن لدى أديس أبابا، مع اشتداد القتال في الداخل الإثيوبي بين قوات المعارضة في إقليم تيجراي وأورومو، وقوات الجيش الفيدرالي الأثيوبي.

تأتي القرارات الجديدة، بعد ساعات من دعوة الخارجية الأمريكية كل رعاياها بضرورة مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت ممكن، وقال بيان نشرته  السفارة الأمريكية  عبر موقعها الإلكتروني: "الوضع الأمني في إثيوبيا غير واضح تماما، وننصح المواطنين الأمريكيين الموجودين في إثوبيا بمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن".

واعتبرت المجلة أن الخطوة الأخيرة تعكس مدى قلق صانعي القرار في الولايات المتحدة من الصراعات في إثيوبيا، بين الحكومة المركزية برئاسة آبي أحمد، وقوات إقليم تيجراي في الشمال، والذين أصبح الطريق أمامهم مفتوحا للوصول إلى أديس أبابا بين سقوط مدينة ديسي في أيديهم.

كوريا الجنوبية

من جانبها، كشفت وزارة خارجية كوريا الجنوبية، عن أنها رفعت مستوى التنبيه الخاص بسفر مواطنيها إلى إثيوبيا إلى المستوى الثالث، بدءا من أمس الجمعة، وذلك بسبب اشتداد الحرب الأهلية في البلاد، كما وأوضحت مواطنيها بإلغاء و تأجيل الزيارات المخططة إلى إثيوبيا وعلى الموجودين هناك الخروج بسرعة منها. 

وأكد الوزارة أنها ستراقب عن كثب مجريات الوضع داخل إثيوبيا وستعمل على تعديل تنبيه السفر بشكل إضافي في المستقبل.

المملكة العربية

فيما دعت المملكة العربية السعودية، رعاياها إلى ضرورة مغادرة إثيوبيا نظرا للوضع الأمني الراهن، وقالت السفارة السعودية في أديس أبابا في  بيانها: "ندعو جميع المواطنين الموجودين في إثيوبيا بضرورة مغادرة البلاد في أقرب فرصة ممكنة".

وأضاف أن تلك الدعوة تأتي نظرا للظروف التي تمر بها إثيوبيا، مشيرة إلى أنه على جميع السعوديين أخذ أقصى درجات الحذر والتواصل مباشرة مع السفارة في حالة الطوارئ.

دولة الكويت

ودعت دولة الكويت، رعاياها الموجودين داخل إثيوبيا، إلى مغادرة البلاد بشكل فوري، حيث قالت وزارة الخارجية الكويتية في بيانها: "على المواطنين الموجودين في إثيوبيا مغادرة البلاد فورا، والتواصل مع سفارة الكويت في أديس أبابا لتسجيل أسمائهم وبياناتهم".

وحث الخارجية الكويتية، المواطنين الراغبين بالسفر إلى إثيوبيا على التريث وتأجيل سفرهم نظر للأوضاع التي تشهدها البلاد حاليا، ودعتهم للتواصل على الهواتف الطوارئ التالية: 00251945627900 - 0096522225541 - 009652225540.

الخارجية اللبنانية 

دعت وزارة خارجية لبنان، المواطنين اللبنانيين المتواجدين في إثيوبيا لمغادرة البلاد في أقرب وقت، وذلك على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في بيان، إنها "تنصح الرعايا اللبنانيين المتواجدين في أثيوبيا وخصوصًا العائلات مغادرة البلاد في أقرب فرصة ممكنة لحين زوال الخطر الداهم وعودة الأمور إلى طبيعتها".

ودعت الخارجية اللبنانية مواطنيها في إثيوبيا "إلى الحذر لدى التجول ليلاً وتموين ما يلزمهم من غذاء ودواء للاستهلاك الشخصي عند الضرورة".

وأشارت إلى أنه يمكن للحالات الطارئة أيضاً التواصل مع السفارة اللبنانية في القاهرة في هذا الشأن.

فرض حالة الطوارئ

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، فرض حالة الطوارئ في البلاد، عقب تصاعد المواجهة مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في الوقت الذي تتهم فيه جهات دولية أطراف النزاع في الإقليم بارتكاب انتهاكات حقوقية.

وصادق البرلمان الإثيوبي، اليوم الخميس، على فرض حالة الطوارئ على مستوى البلاد لمدة 6 أشهر، والتي أعلنها مجلس الوزراء.

من جانبه، أعلن جيش تحرير أورومو، المتحالف مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إثيوبيا، أن الاستيلاء على العاصمة أديس أبابا بات قريبا جدا، فهو مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع.

ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن جيش تحرير أورومو تأكيده بأن مقاتليه دخلوا إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة الإثيوبية.

وقال المتحدث باسم جيش أورومو، أودا طربي، تعليقا على إمكانية سقوط أديس أبابا إنه «إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فسيكون دخول العاصمة وقتها مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع».

وعلى خلفية ذلك، وجه رئيس الوزراء آبي أحمد خطابا لـ المواطنين الإثيوبيين, داعيا إلى التعاون مع الجهات الأمنية في تلك «المحنة»، على حد قوله.

وقال آبي أحمد في بيان: «أدعو المواطنين للقيام بدورهم المطلوب من خلال الامتثال لتوجيهات إعلان الطوارئ»، مضيفا: «يجب على المواطنين أن يتعاونوا مع سلطات إنفاذ القانون للقيام بواجباتهم بكفاءة وتقديم المساعدة اللازمة».

وتابع: «إنه وقت التجربة والأخطاء.. سيتم اختبار الجميع حتى انتهاء الامتحان».