الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خط الفيوم

صدى البلد

تعودنا أن نُشاهد «خط الصعيد» في الأفلام السينمائية، والذي يختبئ في الجبال، ويذهب لاقتناص فرائسه، ويسرق وينهب ويعود ليختبئ مرة أخرى.

البعض كان يُشبِّهَهُ بروبن هود؛ الذي يسرق الأغنياء ليُطعِم الفقراء؛ لكن ظهر خُطٌ بشكل غريب وجديدٍ اتعحبُ له، وهو ما عُرِفَ الأسبوع الماضي بـ «خُط الفيوم».  

ظهر في وَضَحَ النهارِ معه سلاحٌ آلي، وأسلحةٌ ناريةٌ أطلق النيران من فوق سطح منزله، واحتجز زوجته وأبنائه كرهائن.. من هو هذا الرجل؟ ولماذا احتجز زوجته؟ لماذا أطلقَ النارَ بشكلٍ هيستيري، هناك جوانبٌ كثيرة لهذه القصة نحتاج أن نعرفها. 

هل هو مريض نفسي؟ هل هو مُسجل خطر؟ وإذا كان مسجلَ خطرٍ؛ لماذا هو طليقٌ وحرُ الحركةِ؟ احتفظَ بأسرتِه كرهائن مقابل ماذا؟ 
نحن نحتاج أن نعرف كمجتمع طالما تم نشر القضية، وهي بطولة حقيقية للشرطة وللأمن الوطني وقواته الخاصة، التي أظهرت شجاعةً فائقةً، وقامت بتحرير الرهائن والقبض على المجرمِ بدون خسائر في الأرواح، لكن ماذا وراء هذا الحادث؟ ماذا يحدث في الفيوم؟ ومن هم المتعاملون مع هذا الشخص؟ كيف عاش بينهم دون اكتشاف حقيقته؟ هل تحول للعنف فجأة أم أنه يُمارس العنف طوال حياته دون أن يبلغ عنه أحدٌ حتي وصل العنف مداه فكانت الكارثة!

 
أتمني من مراكز البحوث الاجتماعية أن تعرفنا على سبب ما حدث، عرفنا من قبل “سفاح الإسكندرية” وكيف كانت طفولته وكيف تربي وكيف ظهر.


هذا الخُط، الذي قتل حماته، واحتجز زوجته وأطفاله، وأطلق النار عليهم وعذبهم.. هناك خلل نفسي وقصة غير طبيعية نحتاج أن يقوم علماء النفس والاجتماع بتشريح هذه الشخصية؛ كيف تواجدت في المجتمع ومنذ متى؟ خط الفيوم حتي لو حالة فريدة نحتاج أن نعلم ماذا حدث، من هو خط الفيوم حتي لا يظهر خط جديد في محافظات أخرى.

 

وواضح أن هناك خُطًّا سبق وأن ظهر في الإسماعيلية، قتل وذبح وحمل رأس القتيل وتجول بها في الشارع في عز الظهر ووسط تجمهر الناس، وحتى في هذا الحادث الكل تحدث مع أهل الضحية ولم يتحدث أحد مع أهل الجاني لم يتحدث احد مع أمه وأخته ما هي ظروفه؟ وكيف تربي؟ وعاش وسط الناس، وماذا كان يفعل؟ 

ما سبب ظهور هذه الشخصيات المريضة نفسيًّا؟ أو من هم حتى يحتاط جيرانهم منهم ويحتاط المجتمع حتي يتم علاج هذه الحالات قبل أن تحدث كارثة مجتمعية.

الشرطة قامت بواجبها؛ لكن المؤسسات الاجتماعية، ومراكز البحوث، يجب أن تقوم بدورها أيضا في تحليل تلك الشخصيات الغريبة عن مجتمعنا وأسباب ظهورها، المنظومة “البحثية والإعلامية” تحتاج إعادة نظر.