الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفلانتين المصري.. استشاري نفسي يعدد فوائده.. أستاذ اجتماع : كان هدفها راقٍ

عيد الحب المصري
عيد الحب المصري

لا يقصر الاحتفال بالفلانتين المصري في الرابع من نوفمبر من كل عام على العشاق فقط وإنما يشمل جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء فهو يهدف إلى نشر المحبة بين المجتمع كافة خاصة أن نشأته كانت نتيجة صدفة رأى فيها الكاتب المصري الراحل مصطفي أمين جنازة لا يسير ورائها سوى 3 أشخاص فقط عام 1974 موضحاً أن السبب وراء غياب الحضور عن الجنازة أن هذا الرجل لم يكن يحب أحدا ولا أحد يحبه؛ فقرر منذ ذلك التاريخ نشر فكرة الاحتفال بعيد الحب المصري  أو الفلانتين المصري.

الدكتورة سامية خضر، عالمة الاجتماع والأستاذة بجامعة عين شمس

أوضحت الدكتورة سامية خضر، أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس، أن نشأة عيد الحب المصري كانت لهدف راقي وهو نشر المحبة بين الناس أجمعين، وهذا جزء لا يتجزأ من حضارتنا المصرية الأصلية القائمة على حب الله والوطن والعمل والناس أجمعين وأولهم صلة الرحم، فقد كانت من نصائح أحد الحكماء قديما توصية بالأم، قوله: «ضاعف مقدار الخير الذي تعطيه لوالدتك، واحملها كما حملتك، فقد حمتك ولم تنفر من فضلاتك». 

وأضافت «خضر» في تصريح لموقع «صدى البلد» أن جميع الأديان السماوية حرصت على ضرورة المحبة بين الله وعباده وبين الناس والناس، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» (رواه البخاري)، وقول عيسي - عليه السلام-: « أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا» (إنجيل متى/ الإصحاح التاسع عشر). 

خضر: التعبير الحقيقي عن الحب بالأفعال المستمرة 

وتابعت عالمة الاجتماع أن التعبير عن الحب بالورود والهدايا شيء جميل، لكن أيضاً لابد من التعبير عن ذلك بالأفعال المستمرة لئلا يكون التعبير عنه ناقصا، مثل: عدم وصول أي اشكالية بين الزوجين إلى الخصام الطويل أو الطلاق، وعدم عقوق الوالدين برفع الصوت عليهم على سبيل المثال، وحب الخير للغير وعدم التعامل مع بشيء من الأنانية خاصة الجيران وزملاء العمل، واحترام قوانين البلد والمحافظة على نظافتها بعدم إلقاء أي قمامة فيها. 

وأكملت بأن الحب هو الطاقة المانعة لكل شيء سييء، لذا لابد أن نسعي للحب بكل طاقة للوصول إلى نتائج تعزز الصلات الاجتماعية والروحانية لدي الناس جميعاً فيكون لديها قدرة على التطور دائماً للأفضل، مبينةً بأن الشعوب التي تعيش في محبة تنتشر بين مواطنيها السعادة والرضا فيقل معدل الجرائم، أما إذا غابت المحبة بين الناس فلا يمكن أن تلاحق على كثرة الجرائم البشعة بينهم.

الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية

من جانبه، أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الحب رسالة سامية نادت بها الأديان السماوية من خلال أنبياء الله- عليهم السلام- ومن بعدهم الشعراء والمفكرون، فمن قول إيليا أبو ماضي، وهو أحد شعراء المهجر، إن نفسا لم يشرق الحب فيها هي نفس لم تدرِ ما معناها، أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي وبالحب قد عرفت الله.

ونوه «هندي» في تصريح لموقع «صدى البلد» أن الحب يصل الإنسان بالذات الآلهية في المقام الأول والأهم معززاً بداخل كل إنسان فينا الترابط الوجداني، ومعاني الثقة، كما يقلل من الشعور بالوحدة، وبالتالي يكثر من نسبة هرمون السعادة ويقوي المناعة.

هندي: كورونا خلت الحب أكثر جدية بين الناس 

ولفت استشاري الصحة النفسية إلى أن جائحة كورونا أثرت في بدايتها على وجود دلالات الحب بين الناس بشكل كبير، فلم يكن هناك سلام بينهما عند اللقاء على الأقل، لأن القرب بالشكل الذي اعتادوه في بداية الوباء و حتى الآن يعني احتمالية الموت.

وأشار الدكتور وليد هاني إلى أنه رغم أن أفراد العائلة الواحدة كانوا يخافون الاقتراب من بعضهم البعض إلا أنه ظهر في ذلك حبهم الزائد على بعضهم البعض، والتفكير في مستقبل أحبائهم، وهذا هو عين الحب بنفسه. 

وواصل أن التعبير عن الحب يأخذ أشكالا جديدة من زمن لآخر فبعد التغني بكلام محمد عبد المطلب «ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين، وعشان أنول كل الرضا يوماتي أروحله مرتين، من السيدة لسيدنا الحسين» وإرسال الورد وكتابة الرسالة الرومانسية عليها أصبح الأمر الآن يقصر على الدباديب ومفآجات غير متوقعة يرغب أصحابها في تحقيق شهرة في المقام الأول وحب استعراض فقط، مثل: تعليق بوسترات تعبيرا عن حب فتاة بعينها، فهذا لا يعبر عن جدة الحب بشكل كامل.

ونبه أنه بعد جائحة كورونا أصبح الجميع أكثر جدية في التعبير عن حبه للآخر، حيث قل استخدام مصطلحات مثل «الكراش» وهو: الشخص المعجب في صمت، و «سموكر» وهو: الشخص الملاحق لآخر، كما أن بعض الإحصاءات أشارت أنه قد قل استخدام ابلكيشنات التعارف والزواج والتي يتجاوز عددها الـ 100 ألف أبلكيشن بنسبة كبيرة.

واختتم أن الحب لابد منه في حياة كل إنسان للمولى - عز وجل- ومن بعده البشر فهو المنجا والسلوان وسفينة نوح التي ينجو من تعلق بها من التخبط والاضطربات النفسية وهو الوسيلة الأبرز وربما الوحيدة للترابط والتماسك على مستوى الأفراد والمجتمعات.