EN
أنجز فريق علمي بكلية العلوم بنين جامعة الأزهر ، دراسة جديدة رصدت حوت برايد العملاق "حوت عدن" وتم تسجيل وجود الحوت العملاق في البحر المتوسط لأول مرة.
كشف الدكتور حمدي علي أبو طالب، أستاذ علوم البيئة، بكلية العلوم جامعة الأزهر، عن تفاصيل هذه الدراسة في تصريح خاص لصدى البلد.
وقال الدكتور حمدي أبوطالب، أن الدراسة أثبتت وجود الحوت العملاق على ساحل البحر المتوسط ، وبه شئ من الحياة، إلا أنه ثبت وفاته بعد ذلك.
وتابع الدكتور حمدي أبو طالب، أنه تم أخذ عينات منه لتحليل محتواه من البروتين والدهون لمعرفة حالته الصحية قبل الوفاة ، وتم تحديد منطقة لدراسة الخصائص الطبيعية والإنتاجية وتجميع عينات من العوالق والكائنات الدقيقة لفحصها معمليا بحيث كانت منطقة الدراسة علي شكل مثلث رأسه المنطقة الموجود فيها الحوت علي الساحل وتمتد قاعدته إلي داخل البحر، ووجدنا في المنطقة تنوع كبير من الكائنات وأن المنطقة غنية جدا بالكائنات الحية وأن مياه المنطقة التي تم رصد الحوت بها طبيعية ولا يوجد بها اي تلوث، بالإضافة الي ان تحليل التركيب الكيميائي لعينات الحوت اثبت احتواء العينات علي نسب عاليه من البروتينات والدهون ولم يحدث تكسر للبروتينات وبالتالي تم استبعاد احتمالية موت الحوت نتيجة الجوع ولا يوجد أي مشكلة تتسبب في وفاة الحوت، مما عزز في النهاية من فرضية ميل الحوت إلى الانتحار بسبب الحالة النفسية السيئة المترتبة علي تغير بيئته الطبيعية وفقدان أقرانه.
وذكر أن أن ظاهرة انتحار الحيتان هي ظاهرة مسجلة عالميا وترجع لأسباب منها، فقد الغذاء ، والأقران ، أو المرور بحالة اكتئاب، لأنهم من الكائنات التي تتأثر حالتها النفسية بشكل كبير.
وأضاف الدكتور حمدي أبوطالب، أنه تم استخدام عدة طرق لتحديد نوع الحوت الجانح في البحر المتوسط، منها القياسات المورفومترية المفصلة وكذلك توصيف النمط الظاهري بالإضافة إلى تحليل الحمض الريبوزي النووي النقال (RNA) وتحليل الحالة الصحية للحوت قبل الجنوح إلى الشاطئ مباشرة من خلال التحليل البيوكيميائي لعينات من الحوت الجانح، علاوة على دراسة الخصائص الفيزيائية والكيميائية والإنتاجية للمياه في البحر المتوسط التي تم رصد الحوت فيها.
وأشار إلى أنه تم رصد حوت برايد العملاق، بعد دراسة متأنية، وظهر بطول بلغ 12.22 متر ، وأثبتت الدراسة احتمالية جنود الحوت إلى السواحل المصرية في البحر المتوسط بسبب الجوع أو الوفاة أو الانجراف، حيث تم التأكد من وجود محتوى عالي من البروتين في جسم الحوت، والتي تعزز فرضية ميول الحوت إلى الانتحار لتغيير بيئته الطبيعية بسبب فقدان أقرانه من الحيتان.
وأكد الدكتور حمدي أبو طالب، إلى أن ظاهرة تواجد الحيتان في جنوب شرق البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية، قد ازدادت في الفترة الأخيرة والتي تستوجب توجيه مزيد من الدراسات على هذه الظاهرة.
وذكر أن حوت "برايد" يحتمل أن يكون دخل إلى البحر المتوسط ، قادما من المحيط الأطلنطي ، عبر مضيق جبل طارق، منجزبا بالإنتاجية العالية للبحر المتوسط التي تتضح من اختلاف لون المياه عند منطقة اتصال البحر بالمحيط ، وضل طريق العودة إلى موطنه الأصلي ليميل إلى الحيود والانتحار المتعمد على السواحل المصرية بعد رحلة بحث طويلة عن أقرانه دون جدوى، حيث يتميز هذا النوع من الحيتان بكونها منعزلة وتفضل السفر منفردة إلأ أنها تشكل تجمعات كبيرة عند التغذية خاصة الأمهات واليافعين تتكون من 10 إلى 20 فردا حيث تفضل مشاركة بعضها التحفيز والنشاط اثناء التغذية.
