الغطرسة والصلف.. توصيفات استخدمها وزير الخارجية المصري سامح شكري أمام جلسة مجلس الأمن للتعليق على ادارة أثيوبيا لـ مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان.
أبي أحمد.. سياسة العناد والإلهاء
أثيوبيا بقيادة رئيس الوزراء العنيد أبي أحمد لم تراعِ أي أبعاد تاريخية أو تقف عند أي معاهدات دولية وسارت في إجراءات بناء وملء سد النهضة رغم التحذيرات العديدة من مصر والسودان بتأثر حصتهما في مياه النيل، وهي الحصة التاريخية والحق الذي لن تتنازل عنه مصر على الإطلاق.
وعلى خلفية العناد الذي اتبعه أبي أحمد وخلق قضية وهمية حاول بها غلهاء شعبه عن قضاياه الداخلية والصراع في إقليم تيجراي الذي بلغ أشده، استفاق رئيس الوزراء الأثيوبي على كارثة قد تعصف بمستقبل شعبه بالكامل، وتضع مفاتيح العاصمة تحت تصرف متظاهري تيجراي.
ماذا يحدث في أثيوبيا ؟
وفقًا لما نقلته وكالات انباء عالمية، أعلنت قوات "تيجراى"، عن قدرتها على السيطرة على العاصمة أديس أبابا في غضون أشهر إن لم تكن أسابيع.
أعلن جيش تحرير أورومو، المتحالف مع جبهة تحرير شعب تيجراي في إثيوبيا، أن الاستيلاء على العاصمة أديس أبابا بات قريبا جدا ومسألة أشهر إن لم يكن أسابيع.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن جيش تحرير أورومو تأكيده بأن مقاتليه دخلوا إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة الإثيوبية.
وقال المتحدث باسم جيش أورومو، أودا طربي، إنه "اذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فسيكون دخول العاصمة وقتها مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع".
يأتي ذلك بعد أن تحالف مقاتلي جيش تحرير أورومو مع جبهة تحرير شعب تيجراي.
أبي أحمد يتوعد
من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في الذكرى السنوية الأولى على اندلاع حرب تيجراي، بدفن أعداء الحكومة، محذرا من تكرار سيناريو سوريا وليبيا في بلاده.
وأضاف : "الحفرة التي تم حفرها ستكون عميقة جدا، وستكون حيث يدفن الأعداء وليس حيث تتفكك إثيوبيا. سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا وسنعلي مجد إثيوبيا من جديد".
الفيس بوك يصفع أبي أحمد
وتضييقًا على رئيس الوزراء الأثيوبي الذي بات يتصرف بارتباك شديد، لجأ موقع فيسبوك لحذف منشورًا لأبي أحمد بسبب انتهاكات تعلقت بالتحريض على العنف.
وكان أبي احمد نشر منشورًا دعا في المواطنين في اديس أبابا لحمل السلاح لمواجهة قوات تيجاي التي اقتربت من المدينة في دعوة صريحة للحرب الاهلية.
ما سبب الصراع منذ البداية؟
إقليم تيجراي، إقليم حدودي يقع في شمال اثيوبيا ملتصقًا بالشريط الحدودي للسودان واريتريا، ويمثل ثالث اقليم من حيث عدد السكان حيث يعيش به ما يزيد عن 7 ملايين نسمة من اصل 122 مليون نسمة، عدد سكان إثيوبيا.
وكان اقليم تيجراي قوة مؤثرة في السياسة الإثيوبية على مدار تاريخ البلاد، خاصة بعد الحرب الاهلية التي أعقبت خلع الامبراطور هيلا سيلاسي، حيث كان إقليم تيجراي بؤرة المجاعة بين عامي 1983 و 1985 التي راح ضحيتها أكثر من مليون شخص.
وكانت جبهة تحرير شعب تيجراي شبه جزءاً من التحالف الذي أطاح بالحكومة في عام 1991، لتكون قوة مؤثرة وفاعلة في الحكومة حتى عام 2019.
وفي عام 2019 شكّل رئيس الوزراء أبي احمد ائتلافًا حكوميا جديدا رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي ان تكون جزءًا منه، وبدا الصراع بين الجبهة والحكومة التي تعمدت تهميش الإقليم وردعه بالقوة حتى صار الصراع عسكريًا بين الجانبين.