أعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ، الثلاثاء، في البلاد بعد تهديد قوات جبهة تحرير تيجراي بالهجوم والزحف نحو العاصمة، وكانت جبهة تحرير تيجراي، قد أعلنت أنها انضمت إلى قوات إقليم أورومو، التي تقاتل أيضا ضد الحكومة الإثيوبية المركزية، لافتة إلى أنها تدرس التقدم نحو العاصمة أديس أبابا.
إعلان حالة الطوارئ
وسبق أن دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مواطنيه في جميع أنحاء البلاد، للانضمام إلى القتال ضد مقاتلي "جبهة تحرير تيجراي"، بعدما أعلنوا سيطرتهم على بلدتين استراتيجيتين في شمال شرق البلاد.
كما طالب آبي أحمد مواطنيه بالتعاون مع الجهات الأمنية خلال حالة الطوارئ التي فرضها اليوم في ظل تصاعد المواجهة مع جبهة تحرير إقليم تيجراي، وسط اتهامات دولية لأطراف النزاع بارتكاب انتهاكات حقوقية ودعوات لوقف الأعمال العدائية.
معركة تكسير العظام
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة أسماء الحسيني، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام والمتخصصة في الشأن الأفريقي، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في موقف صعب للغاية، لأن الوحدة التي تمت في تيجراي و أورومو والتصعيد وإعلان حالة الطوارئ وتحميل الناس سلاح فهذه المرحلة تسمى تكسير عظام بين القوات الحكومية وكل الجهات المعارضة له.
وأوضحت "الحسيني" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن آبي أحمد في موقف لا يحسد عليه فهو في معركة مصيرية؛ لأن الوضع داخل إثيوبيا خطير للغاية، فكل الجهات اصبحت ضد نظام آبي أحمد ولكن المجتمع الدولي وضع ضغوط لمطالبة محيط تيجراي بعدم التقدم.
تقدم قوى المعارضة
وتابعت: "الآن في إثيوبيا يوجد تقدم كبير لقوة المعارضة لكن أبي أحمد لعب على لعبة الصراع الدولي و تدخلت روسيا والصين على خط الأزمة وأصبحت ازمة اقليمية ودولية"، مشيرة إلى أن سقوط العاصمة أديس أبابا في يد المعارضة احتمال وارد جدا وخاصة ان لجان تحرير تيجراي في سنة 1991 قامت بهذا الفعل مع نظام منغستو في إطار الجبهة الديمقراطية الثورية التي كانت تضم كل القوى المعارضة في إثيوبيا".
موعد سقوط العاصمة الإثيوبية
يعتبر السيناريو القائم حاليا هو أشبه بما حدث في تسعينيات القرن الماضي، عندما سقطت العاصمة الأثيوبية في أيدي قوات تحرير تيجراي، ففي بداية الثمانينيات من القرن العشرين، ضربت سلسلة من المجاعات إثيوبيا أثرت على 8 ملايين نسمة، وتوفي على إثرها مليون شخص، وأدت إلى إنشاء حركات التمرد ضد الحكم الشيوعي خاصة في المناطق الشمالية في إقليم تيجراي.
حاولت الحكومة الإثيوبية وقتها بقيادة منغستو القضاء على الثورة عبر الحملات العسكرية وكانت أهم تلك الحملات، هي عملية شيرارو وعملية لاش وعملية النجم الأحمر، وكان نتيجة تلك العمليات أنه تلقى هزائم ساحقة في معركة شاير بين 15 و19 فبراير 1989.
وفي عام 1991، تمت الاطاحة بحكومة منغستو على يد قوات الثوار، المتمثلة في الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية، وسقطت في أيدهم العاصمة أديس أبابا، بعد قتال ضاري وفر مغنستو طالباً حق اللجوء السياسي إلى زيمبابوي.