الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما القصة؟

خطوة واحدة تنهي رعب شبح حرب عالمية ثالثة وكارثة نووية بين الثلاثة الكبار

بايدن
بايدن

يظهر أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تريد أن تقلق مخاطر نزاع عالمي محتمل، وإمكانات حدوث حرب عالمية ثالثة لأي سبب يستجد فجأة، من خلال نزع فتيل مهم في ذلك، بالتخلي عن استراتيجية الضربة النووية الوقائية الأولى على أكبر قوتين نوويتين بعد أمريكا، وهما روسيا والصين.

الرئيس الصيني شي جين بينغ ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن (وقت أوباما) خلال اجتماع في بكين عام 2013

وقالت  صحيفة “واشنطن بوست”، إن أمريكا تريد الخروج من حقبة تفكير الحرب الباردة، التي اختلفت معطياتها، فرغم التهديدات القادمة من الصين وروسيا، إلا أن المعطيات الزمنية اختلفت، وأصبحت طرق الحل والتأثير أوقع بعيدًا عن القوة العسكرية المدمرة، وأصبح للتكنولوجيا والاتصالات والاقتصاد والدبلوماسية تأثير أكبر، في ظل عالم مليء بأزمات كبرى مناخية واقتصادية وصحية.


يأتي الحديث عن ذلك، وفق التفاصيل التي ذكرتها صحيفة "واشنطن بوست"، بأن الإدارة الأمريكية ستجري في نوفمبر الحالي سلسلة لقاءات مغلقة لمناقشة مدى ضرورة التخلي عن مبدأ الضربة النووية الوقائية المحتملة على روسيا أو الصين.

بايدن

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المشاورات المرتقبة ستكون جزءا من الجهود الأوسع لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لوضع سياسة جديدة في مجال الأسلحة النووية حتى أوائل العام 2022.

وأوضحت المصادر أن هذه القضية تشمل جوانب متعددة بما في ذلك تخلي واشنطن عن برنامج تحديث ترسانات السلاح النووي الذي يشمل تنفيذه عدة عقود.
وكذلك وقف نشر أسلحة جديدة تمت المصادقة عليها في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب.

ترامب

ويدرس البيت الأبيض إمكانية التراجع عن سياسة الضربة النووية الوقائية المحتملة على روسيا أو الصين والانتقال إلى مبدأ "هدف واحد"، الذي يحدد دائرة ضيقة من الملابسات التي يمكن فيها استخدام السلاح النووي، بينها ضرورة ردع هجوم مباشر على الولايات المتحدة أو اتخاذ إجراءات جوابية بعد تعرضها لضربة، بما يقول إن أمريكا ترى أن وقت التهدئة أفضل الآن.

فلاديمير بوتين وجو بايدن في وقت سابق

وسبق أن نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن مسئولين مطلعين أن  حلفاء واشنطن في أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ يضغطون على إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لاحتفاظها بمبدأ "الضربة النووية الوقائية" على روسيا.

شي جين بينج

وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين مطلعين إن دولا مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا تحاول إقناع إدارة بايدن بعدم تغيير السياسة الأمريكية في مجال استخدام السلاح النووي وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة، تشجع الدولتين على السير بخلاف ذلك.

وحول الأسباب الكامنة وراء ممانعة حلفاء لأمريكا من خطوتها القادمة، لفتت "فاينانشال تايمز" إلى أن الإدارات الأمريكية أبقت سياستها الخاصة باستخدام الأسلحة النووية منذ الحرب الباردة غامضة عن قصد، مما يرجح أن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدمها بشكل استباقي، الأمر الذي يعطي الحلفاء في كل من أوروبا وآسيا شعورا واضحا بالنهم في الحماية تحت "المظلة النووية" الأمريكية، وهو ما تقول عنه أمريكا اليوم إن الخطر لم يعد كما الماضي، وإن التعامل معه لم يعد مجديًا بالطرق السابقة.

العمل يجري بين روسيا وامريكا على تخفيف التوترات النووية


ويرى محللون أن تغيير هذا المبدأ سيمثل هدية ضخمة بالنسبة إلى الصين وروسيا، وسيدفعهما للتحدي، وأن هذا أمر لايجب أن يتم.

لكن يرى محللون آخرون أن الانتقال إلى سياسة "هدف واحد" سيزيد من الاستقرار الاستراتيجي في العالم، ويعتبر منتقدو هذا الإجراء أن من شأنه "تشجيع روسيا والصين" في حال تبنيه.

بحسب المحللين، هذا لن يشجع الصين وروسيا على التحدي، حيث تدور النقاشات بين روسيا وأمريكا عن خفض الترسانات النووية، وعدم العمل على تطوير هذه الأسلحة.