قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، إن حكومة لبنان "غير قادرة على تحجيم دور حزب الله"، معربا عن اعتقاده بأن "الحوار مع السعودية، هو السبيل الوحيد للمضي قدماً لحل الخلافات".
وذلك بعد أزمة دبلوماسية أثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، تسببت في تدهور علاقات لبنان مع دول الخليج.
وأضاف بو حبيب في مقابلة مع وكالة "رويترز" الإخبارية "نحن أمام مشكلة كبيرة، إذا كانوا يريدون فقط رأس حزب الله، فنحن لا نستطيع أن نعطيهم إياه، نحن كلبنان، لأن تصريحات وزير الخارجية (السعودي الأمير فيصل بن فرحان) أن حزب الله وليس جورج قرداحي المشكلة، جورج قرداحي أشعل المشكلة، هو كان مثل فتيل الأزمة".
وأشار إلى أن "حزب الله لا يهيمن على البلد، هو مكون لبناني يلعب سياسة، نعم عنده امتداد عسكري إقليمي، نعم، لكنه لا يستخدمه في لبنان". مضيفا "هذه مشكلة أكبر من أن نستطيع حلها، نحن لا نستطيع حلها.. كلنا نريد جيشاً واحداً وبلداً واحداً، ولكن عندنا واقع".
وتابع وزير الخارجية اللبناني "نحن نفضل الحوار، ولكن ينبغي أن نعرف بالضبط ماذا يريدون، وما هو بمقدورنا نحن كلبنانيين أن نلبيه من طلبات المملكة؟".
وأعرب بو حبيب عن اعتقاده بأن "الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية، هو السبيل الوحيد للمضي قدماً لحل الخلاف"، مضيفاً أنه لم تكن هناك اجتماعات على أي مستوى بين الطرفين منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي منذ أكثر من شهر.
وأوضح وزير خارجية لبنان، أن حكومة ميقاتي، "لم تتواصل مع السعودية منذ تشكيلها".
وأكد أن ميقاتي كان "يتمنى أن يجتمع مع وزير الخارجية السعودي (في مؤتمر المناخ في جلاسجو)، لكن لا أظن أن السعوديين مستعدين لذلك. أنا كنت قد التقيت في بلجراد بالوزير السعودي، وسلّمنا على بعض ولكنه رفض أن نجلس مع بعض. هذه كانت قبل الوزير جورج قرداحي".
وبشأن رفض قرداحي الاستقالة، قال بو حبيب إنه "من غير الواضح ما إذا كانت استقالته ستحل الخلاف مع السعودية في هذه المرحلة رغم أنها قد تكون كافية للآخرين في الخليج".
وقال الوزير بو حبيب "في السعودية يوجد ربع مليون لبناني أو أكثر يعتاشون من هناك ويعتاش أهلهم منهم أيضاً، ونحن نقدر هذا ونثمنه كثيراً".
كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أكد أن الأزمة القائمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة جماعة حزب الله المسلحة.
وقال الوزير السعودي وفقا للوكالة "أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.. أعتقد أنه من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان، أو المؤسسة اللبنانية، مساراً للمضي قدماً، بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله".
وعقب تصريحات قرداحي، أعلنت السعودية، الجمعة، استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور، ومغادرة السفير اللبناني لدى المملكة خلال 48 ساعة، كما قررت وقف الواردات اللبنانية كافة إلى السعودية، كما قامت الكويت والبحرين بطرد كبار المبعوثين في عاصمتيهما، بينما استدعت الإمارات العربية المتحدة جميع دبلوماسييها من بيروت.