قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الإسكندرية مهددة بالغرق .. حلّان لإنقاذ مدينة الثغر من كارثة التغيرات المناخية

مدينة الإسكندرية
مدينة الإسكندرية
×

أطلق قادة العالم، الاثنين، العديد من التحذيرات خلال افتتاح قمة المناخ في جلاسكو، مؤكدين أن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمرة التي ستغرق مدنا بأكملها.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن ساعة نهاية العالم تدق، فـ المحركات والمضخات التي نضخ من خلالها الكربون في الهواء تسبب أضرارا كبيرة للكوكب وتزيد من درجات الحرارة بسرعة كبيرة بسبب التغيرات المناخية.

سلبيات ارتفاع حرارة الكوكب

وتابع: "بعد استماعنا إلى أراء العلماء، علينا ألا نتجاهلها، لأنه مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين، فإننا نخاطر بالإنتاج الغذائي، يجتاح الجراد الأراضي الزراعية، وإذا ارتفعت درجة الحرارة 3 درجات مئوية فقد تزداد وتيرة الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر".

وأضاف: "إذا ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من 4 درجات مئوية قد تغيب مدن بأكملها مثل الإسكندرية وشنجهاي وميامي، وغيرها من المدن التي ستضيع تحت أمواج البحر".

وبعد تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بشأن غرق مدينة الإسكندرية وغيرها من المدن الساحلية، سادت حالة نسبية من القلق حول مصير مدينة الثغر المصرية، وعروس البحر الأبيض المتوسط، والذي نحاول أن نكتشفه خلال التقرير التالي، وكيف نحافظ على مدينتنا الساحلية صاحبة الأكثر من 4000 عاما؟

عروس البحر الأبيض المتوسط

مدينة الإسكندرية، يحتضنها البحر الأبيض المتوسط من 3 جهات، وتقع في جنوبها بحيرة مريوط، وهو ما يجعلها إحدى أكثر المناطق الساحلية المنخفضة والأكثر عرضة للغرق في العالم، وربما لا يبدو سيناريو غرق عروس البحر المتوسط جديدا على الساحة، حيث تظهر كل فترة التقارير والدراسة التي تشير إلى اقتراب غرق المدينة وليس هي بمفردها، وإنما بصحبة العديد من المدن الساحلية في العالم بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

احتمالات غرق الإسكندرية

تؤكد دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، عام 2019، أن مستوى سطح البحر سيرتفع لأكثر من مترين ما يعني أن العالم سيفقد مساحة من اليابسة التي تبلغ 1.79 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة دولة مثل ليبيا.

بينما يتوقع تقرير أصدرته الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن شواطئ الإسكندرية ستُغمر حتى مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر، ما سيتسبب في تهجير حوالي 8 ملايين شخص بسبب الفيضانات في الإسكندرية ودلتا النيل، بحلول عام2050، إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وتتنبأ دراسة أجرتها منظمة المناخ المركزية، عام 2018، بغرق مساحة تصل إلى 734 كيلومترا في دلتا النيل بحلول عام 2050، ويتوقع أن تتوسع إلى 2660 كيلومترا بحلول نهاية القرن، ما يعني تعرض كامل مساحة الإسكندرية لخطر الغرق.

غرق المدن والجزر

وفي هذا الصدد، قال المهندس حسام محرم، المستشار السابق لوزير البيئة، إن ارتفاع درجات الحرارة حوالي 1.5 درجة مئوية، قد يبدو ارتفاعا محدودا ظاهريا، ولكن تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض للسقف الٱمن المتفق عليه عالميا سيكون كافيا للإخلال بالتوازن البيئي، وإحداث تغييرات جسيمة وكارثية في المؤشرات البيئية العالمية؛ لأنه سيؤدي إلى ذوبان كميات كبيرة من الكتل الجليدية وبالتالي ارتفاع منسوب البحر، وطغيان المياه على أجزاء من اليابسة وفقدان بعض المدن والجزر تحت المحيطات والبحار بمرور الوقت، والذي قد يصل إلي إختفاء دول بأكملها.

تشريد السكان وزيادة الهجرة

وأضاف المهندس حسام محرم، المستشار السابق لوزير البيئة، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إنه وفقا للمعطيات الراهنة الخاصة بتسارع الظاهرة، ربما لا يكون الوقت كافي لإنقاذ كوكب الأرضج واحتواء أثار أزمة التغيرات المناخية، موضحا أنه في حالة عدم تدارك تلك الأزمة فإنها ستؤدي إلى غرق بعض المدن الساحلية والجزر، وهو بدوره سيؤدي إلى تشريد السكان، وموجات الهجرة والنزوح الجماعي وحالة من عدم الاستقرار السياسي والإجتماعي في بعض الدول.

فقدان مخزون المياه الجوفية

وأكد أن غرق بعض المناطق الساحلية قد يؤدي أيضا إلى تملح خزانات المياه الجوفية، وهذا وارد الحدوث في مصر في منطقة الساحل الشمالي المصري، وبالتالي فقدان بعض الآبار الجوفية التي تعد جزء من المخزون الاستراتيجي من الموارد المائية لمصر.

سبل نجاة المدن الساحلية

وعن الحلول المتاحة، أكد محرم أن العالم يحتاج إلى اتفاق ملزم لكل دول العالم من الناحية الأخلاقية، ببذل قصارى جهدهم في خفض انبعاثات غازات المسببة للإحتباس الحراري، خاصة الدول الصناعية الكبرى الأكثر مساهمة في هذه الانبعاثات، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة وحدها قادرة على احتواء الظاهرة وإنما على جميع الدول التكاتف لتحقيق هذا الهدف، لأن الفشل في إحتواء هذه الظاهرة سيؤدي إلي سلسلة من الأزمات والكوارث والتداعيات التي ستقود إلى هلاك مجموعات كبيرة من البشرية.