تتصاعد حدة التوترات والمعارك الضارية في إثيوبيا، في ظل اقتراب قوات جبهات التحرير تجاه العاصمة أديس أبابا، بعدما حققت تفوقا عسكريا على الجيش الفيدرالي بقيادة نظام رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، عندما عقدت جبهة تحرير تيجراي تحالفا مع جبهة تحرير أورومو.

الزحف نحو أديس أبابا

وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، غيتاتشو رضا ، في تصريحات إعلامية، إن عناصر الجبهتين تمكنوا بشكل ملموس من ضم منطقة شمال أديس أبابا، مؤكدا أن القوات تخوض في شمال إثيوبيا قتالا ضاريا ضد الجيش الأثيوبي، موضحا أنه أصبح لديهم تحالف الآن من جبهة تحرير أورومو وهو ما يزيد الضغط على الحكومة المركزية في أديس أبابا التي حثت المواطنين على الانضمام للقتال وحمل السلاح لوقف الزحف نحو أديس أبابا.

وتعتبر أورومو هي أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا وتمثل 45.5% من سكان البلاد، وتليها من حيث عدد السكان منطقة أمهرة.

إعلان حالة الطوارئ

هذه التطورات الخطيرة التي توشك أن تعصف بنظام آبي أحمد، أجبرته على إعلان حالة الطوارئ اليوم الثلاثاء، بعد اقتراب قوات تحرير تيجراي من العاصمة أديس أبابا، وحثت السلطات في العاصمة الإثيوبية سكانها، على الاستعداد للدفاع عن أحيائهم بعدما اقتربت القوات التيجراي.

وقالت إدارة المدينة في بيان نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية، إنه على المواطنين تسجيل أسلحتهم والتجمع في أحيائهم، موضحة أن عمليات تفتيش من منزل إلى منزل جارية وتم اعتقال مثيري الشغب، بجانب أن السكان يمكنهم التجمع في مناطقهم وحماية محيطهم.

قوات تيجراي تزحف نحو أديس أبابا.. حكومة آبي أحمد تعلن الطوارئ وتطالب السكان بحمل السلاح

إثيوبيا الضحية الأولى.. قرار أمريكي يضرب اقتصادات 3 دول أفريقية.. تفاصيل

عقوبات أمريكية على إثيوبيا

هذا الموقف العسكري الذي لا يحسد عليه نظام آبي أحمد، تلقى ضربة سياسية أخرى اليوم، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن،إلغاء تصنيفإثيوبيا، كدولة مستفيدة من قانون النمو والفرص فيأفريقيا، الذي يتيح الوصول إلى الأسواق الأمريكية دون رسوم.

وقال بايدن في خطاب موجه إلى الكونجرس: "أقدم إخطارا مسبقا بأنني أعتزم إلغاء تصنيف إثيوبيا وغينيا ومالي كدول مستفيدة من قانون النمو والفرص في أفريقيا".

وأضاف أنه اتخذ هذه الخطوة لأن إثيوبيا لا تفي بالمتطلبات الواردة في المادة 104 من قانون أجوا، موضحا أن قرار حرمانها من الاستفادة من القانون سيسري اعتبارا من 1 يناير 2022.

تطورات المواجهات العسكرية

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة أسماء الحسيني، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام والمتخصصة في الشأن الأفريقي، إن الموقف في إثيوبيا يشتعل في ظل احتدام المعارك بين جبهة تحرير تيجراي والجيش الأثيوبي، خاصة بعدما تمكنت قوات الجبهة من الاستيلاء على مدينتين رئيسيتين في إقليم أمهرة، وهما مدينة ديسي، ومدينة كوبولشا، وهي مواقع استراتيجية، لقربها من الطريق التجاري الدولي بين أديس أبابا وجيبوتي، وهذا الطريق يعد طريق الحياة بالنسبة للعاصمة أديس أبابا، لأن أثيوبيا تستورد وتصدر من خلاله جميع المنتجات.

جبهات أخرى تقاتل آبي أحمد

وأضافت "الحسيني" خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، التحالف بين جبهة تحرير تيجراي و جبهة تحرير أورومو، بشكل خطورة كبيرة على صعيد الحرب الدائرة الآن بين الجيش الأثيوبي و الجبهتان، مشيرة إلى أن هناك العديد من الجبهات الأخرى التي تقاتل ضد نظام آبي أحمد، وهم جبهة تحرير بني شنقول، وقوات الحزب القومي العفري، وجبهة سيداما، وجبهة تحرير جامبيلا، وبالتالي فإن الوضع داخل الجيش الفيدرالي الأثيوبي ينذر بخطر الإنقسام، لأن الجيش مكون من جميع العرقيات التي تقاتله وبالتالي لن يكون أداة لقتال أبناء عرقياته.

وأشارت إلى أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية تدعو الطرفين للتفاوض وإنهاء حالة الحرب ووقف إطلاق النار بدون شروط، وهناك قلق على أوضاع المدنيين في هذه الحرب الدائرة في ظل التخوفات على الأوضاع الإنسانية بالنسبة لآلاف المدنيين.