وصلت المياه لمصر لأول مرة، في بداية عصر البليستوسين المتوسط منذ حوالي 800 ألف سنة إلى 700 ألف سنة، واستمد هذا النيل مياهه من المرتفعات الأثيوبية التي اندفعت عبر هضبة النوبة في مجرى مليء بالشلالات.
ووفقا لكتاب «نهر النيل نشأته واستخدام مياهه في الماضي والمستقبل»، فقد توجه تصريف مياه هذه المرتفعات ناحية النيل بدلا من البحر الأحمر، حتى وصلت المياه إلى السهل المنبطح بجنوب ووسط السودان تصريف هذه الأنهار التي جاءت من المرتفعات الأثيوبية، فأغرقته وكونت بحيرة ثم ارتفعت المياه وفاضت حتى دخلت حوض نهر «أومو» مندفعة لهضاب النوبة في مصر.
استمر عصر ما قبل النيل لمدة 400 ألف عاما، متسببا في حمل كمية هائلة من الرمال التي ترسبت على جانبيه مكونة الدلتا، ونتيجة للتغيرات المناخية والحضارات الإنسانية، تكون نهر النيل، ومع بدء الحضارة المصرية القديمة، وحياة البشر بجواره اعتبروه أكبر النعم في مصر لدرجة تقديسه.
نشأة نهر النيل
تؤكد الدراسات إن نهر النيل قد نشأ نتيجة فالق عظيم حدث قبل 6 ملايين سنة على الأقل، ولم يتصل بأفريقيا إلا منذ 800 ألف سنة فقط، وهذا النيل الحالي هو نهر حديث نشأ مع أمطار الفترة المطيرة، وكانت قد قلت المياه التي يحملها النهر منذ خمسة آلاف سنة.
ظلت منابع النيل بمثابة لغزا محيرا للجميع على مر العصور القديمة، ولم يتم اكتشاف أيا من منابع النيل إلا على يد بطليموس السكندري، الذي عاش في القرن الثاني الميلادي، ويرجع إليه الفضل في رسم خريطة شهيرة ما زالت موجودة حتى الىن لنهر النيل ومنابعه.
ووفقا لكتاب «المياه العربية وحروب المستقبل» وضع المصريين القدماء تفسيرا بأن نهر النيل، ابن الشمس، وكان قد روى ابن زولاق أن أحد خلفاء مصر أمر قوما بالسير بجوار مجرى نهر النيل فساروا حتى وصلوا إلى جبل عال والماء ينزل منه وحين حاولوا تسلقه لم ينج منهم إلا فرد واحد فقد النطق.
أما كلمة النيل فهي ليست كلمة مصرية، ووفقا لكتاب «السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية» فهذه الكلمة مأخوذة من الكلمة "نهال"، والتي حرفها الإغريق إلى نهيلوس بلغتهم، وفيلوس باللاتينية وجاءت منها كلمة النيل.