إن إنشاء مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء "س.ص" موضوع اقتراح قدمته جمهورية مصر العربية في قمة 2013 في نجامينا،وتم تبني هذه الفكرة تدريجياً من قبل تجمع الساحل والصحراء لأن مصر سلمتها بانتظام.
وتبلورت فكرة مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء بالفعل بعد اجتماع وزراء دفاع تجمع "س.ص" في شرم الشيخ في عام 2015، وتبنى الوزراء الفكرة وشجعوا جمهورية مصر العربية على المضي قدمًا ليتم فعليا بناء هذا المركز، كما أن القيم التي يقوم عليها إنشاء المركز هي التضامن والضرورة الجماعية لمحاربة الإرهاب.
كم أن إنشاء مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء يعكس إرادة رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في التجمع لمكافحة الإرهاب واستعادة الظروف المناسبة للتنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي في فضاء "س.ص"، وسيشكل المركز إطار عمل لإجراء التحليلات الاستراتيجية والإجراءات التنفيذية، وستساهم جميع أنشطته في حل المشكلات التي أنشئمن أجلها، كما سيزود المركز الدول الأعضاء بالتدريب الإضافي اللازم لتعزيز قدرات قوات الدفاع والأمن لديها من أجل المكافحة الفعالة، على المستويين الوطني والإقليمي، ضد الجماعات الإرهابية مهما كانت طبيعتها.
وسيعني ذلك إيجاد تآزر كبير بين العديد من المنظمات والوكالات، الحكومية أو غير الحكومية، التي توفر الموارد والمعرفة العامة والمتخصصة والمعلومات.
وسوف تمكن تلك العناصر مجتمعة بشكل نهائي من اكتشاف الأنشطة الإرهابية ومنعها وتخفيف آثارها، وتحسين قدرات قوات الدفاع والأمن في أداء مهمتها المتمثلة في حماية الأرواح ومنع الأنشطة الإجرامية.
وسيعتمد نجاح مركز مكافحة الإرهاب على عدة عوامل، أهمها التزام الدول الأعضاء، والإدارة الجيدة للهياكل التنظيمية المختلفة والموظفين والمرافق والبنية التحتية والأمن، وينبغي أن يكون المركز أداة لاستعادة السلم والأمن قادرًا على اكتشاف وتفكيك وردع الأنشطة الإرهابية في كافة أرجاء فضاء س.ص.
تولي الأمر من قِبل اجتماعات وزراء الدفاع والأمن العام
عقد اجتماع وزراء داخلية دول تجمع س.ص في الفترة من 16 إلى 19 يناير 2017 في نيامي "النيجر" بدعوة من وزير الداخلية والأمن العام واللامركزية والشؤون العرفية والدينية بجمهورية النيجر، آنذاك، "محمد بازوم"، ودرس الاجتماع قضية الهجرة غير النظامية وقضايا الأمن في فضاء س.ص وسبل التعامل معها ودعم إنشاء مركز مكافحة الإرهاب.
وانعقد الاجتماع الخامس لوزراء دفاع تجمع س.ص في الفترة من 22 إلى 25 مارس 2016 في شرم الشيخ "مصر" بدعوة من وزير الدفاع والإنتاج الحربي بجمهورية مصر العربية، وأشار رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى قيامه بالرحلة إلى شرم الشيخ واستقبل وزراء الدفاع لحثهم على إقامة تعاون فعال.
ووافق الوزراء، في تلك المناسبة، على اقتراح مصر بإنشاء مركز س.ص لمكافحة الإرهاب، وقد تم لهذا الغرض وضع مشروع نظام أساسي للمركز، ومشروع بروتوكول الإنشاء المركز، ومشروع اتفاقالمقر الذي يحدد كيفيةعمل هذا المركز.
وعقد اجتماع للخبراء العسكريين والممثلين الدائمين للدول الأعضاء لدى تجمع دول الساحل والصحراء "س.ص" في القاهرة في الفترة من 13 إلى 14 فبراير 2017 لإثراء وتعديل مشاريع النصوص المذكورة أعلاه قبل عرضها على مجلس الرئاسة المقبل لاعتمادها.
وانعقد الاجتماع السادس لوزراء دفاع تجمع س.ص في الفترة من 1 إلى 5 مايو 2017 ، في أبيدجان "ساحل العاج"، حيث أكد على التزام الدول الأعضاء بتكثيف تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب ومن أجل التنمية من خلال اعتماد "إعلان كوكودي" الصادر في 5 مايو 2017.
وأكدت مصر مجددا، خلال اجتماعات التشاور مع التجمع، الوفاء بجميع التزاماتها الخاصة بتنفيذ مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء.
وعقد الاجتماع السابع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في تجمع س.ص في أبوجا (نيجيريا) في الفترة من 20 إلى 22 يونيو 2018. وبهذه المناسبة ، وأبلغت مصر الاجتماع بالانتهاء من تشييد المبنى المخصص لإيواء مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء، كما جددت مصر برنامج "1000 منحة للدفاع والأمن" لعام 2018-2019 وتقرر عقد اجتماع تخطيط بناء القدرات للجيوش الوطنية عام 2019.
أهداف المركز
تتمثل أهداف مركز مكافحة الإرهاب فيما يلي:
- تعزيز التعاون والتنسيق بين دول تجمع دول الساحل والصحراء لمواجهة التهديدات الإرهابية والجرائم ذات الصلة ؛
- تسهيل تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية بين الدول الأعضاء حول المخاطر والتهديدات الإرهابية من أجل المساعدة في تطوير رؤية متكاملة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء.
- دعم الجهود الرامية إلى تدريب وتأهيل وتعزيز القدرات العسكرية والشرطية والمدنية والاستخباريةفي دول التجمع في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والجرائم الأخرى ذات الصلة، من أجل تعزيز قدرات الدول الأعضاء على المعالجة الشاملة لظاهرة الإرهاب؛
- وضع استراتيجيات مشتركة لمكافحة الإرهاب والجرائم ذات الصلة ودعم تبادل الخبرات الوطنية والإقليمية والدولية بين دول التجمع.
- توفير الأطر والآليات اللازمة لتعزيز الحوار بين دول التجمع أو مع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال مكافحة الإرهاب؛
- توفير الظروف الملائمة للتعاون الأمني والعسكري النشط والمتكامل بين الدول الأعضاء؛
- التدخل في أي مجال آخر يوافق عليه مجلس إدارة مركز مكافحة الإرهاب.
- أي هدف آخر يقره مجلس إدارة مركزس.ص لكافحةالإرهاب.
مهام المركز
يضطلع المركز بالمهام الآتية:
- تطوير الخبرة التقنية من البلدان الأعضاء في تجمع دول الساحل والصحراء عند وضع البنى التحتية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وفي المجالات ذات الأولوية مثل أمن الحدود، وتمويل الإرهاب، والأمن السيبراني، والشبكات الاجتماعية، ومكافحة التطرف المؤدي إلى الإرهاب، وكشف وتحييد المتفجرات والاتجار بالأسلحة والتسلل ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار فى البشر ....الخ.
- تحديد مجالات مشتركة للتعاون وتعزيز وسائل جهود بناء قدرات البلدان الأعضاء.
- إنجاز دراسات وتحليلات، بما في ذلك تنظيم ورش عمل وحلقات دراسية، حول تقييم جميع جوانب التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية في بلدان التجمع وتحديد مجالات مشتركة للتعاون وسبل تعزيز جهود بناء قدرات الدول الأعضاء.
- إنشاء قاعدة بيانات حول أفضل الاستراتيجيات والتكتيكات للتصدي للمخاطر الأمنية المتعددة التي تعاني منها بلدان تجمع دول الساحل والصحراء.
- تعزيز قدرات دول تجمع دول الساحل والصحراء لمكافحة تمويل الإرهاب وتسهيل التبادل بينها فيما يتعلق بالبيانات المالية الخاصة بالجماعات الإرهابية وغسل الأموال.
- مساعدة الدول الأعضاء على تنفيذ التوصيات الدولية والإقليمية في هذا الشأن، والعمل على تعزيز قدرة البلدان على تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
- العمل على تنفيذ برامج تدريب تشغيلية مشتركة في مجالات مكافحة الإرهاب والجرائم المتعلقة به، والجريمة المنظمة عبر الوطنية (الاتجار بالمخدرات والأسلحة وغيرها من الجرائم التي يرى أنها تمس أمن وسلامة الدول الأعضاء)، وجرائم الحاسوب (الجرائم السيبرانية)، وأمن الحدود والموانئ والمطارات، وذلك في بيئة واقعية وبأسلوب عصري من خلال المؤسسات ومرافق التدريب في مصر أو في إحدى دول التجمع.
- إعداد الدراسات، وتنفيذ برامج عملية في إطار المعارضة الفكرية والثقافية والإعلامية لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف، والتواصل في هذا الصدد مع المؤسسات الدينية الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني بما يعزز جهود الدول في سياق المواجهة الأيديولوجية الشاملة ضد ظاهرة الإرهاب.
- تعزيز آليات الخبرة القانونية والقضائية بين دول تجمع س.ص لمكافحة الإرهاب وتعزيز أليات تبادل الخبرة القانونية في المسائل الجنائية بين الدول الأعضاء في إطار مكافحة الإرهاب، وذلك عبر تبادل الخبرات والممارسات الأفضل المتعلقة بالنظم القضائية.
- تحديد احتياجات البلدان الأعضاء في تجمع س.ص من المساعدة التقنية لتعزيز البيئة القانونية في إقليم الساحل والصحراء؛
- تطوير آليات وبرامج للتعاون مع المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية المماثلة.
مجالات التعاون
يمكن أن تشمل مجالات التعاون التدابير الآتية:-
- تطوير آليات لمنع ارتكاب الأعمال الإرهابية، بما في ذلك توفير منظومات الإنذار المبكر للأطراف الأخرى من خلال تبادل المعلومات.
- دعم قدرات الدول الأعضاء فى منع من يمولون أو يدبرون أو ييسرون أو يرتكبون الأعمال الإرهابية من استخدام أراضيها في تنفيذ تلك المآرب ضد الأطراف الأخرى و/أو مواطني الأطراف الأخرى.
- منع تحركات الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية عن طريق فرض مراقبة فعالة على الحدود ووضع ضوابط على إصدار أوراق الهوية ووثائق السفر، من خلال تدابير لمنع التزوير والتزييف أو الغش في استخدام بطاقات الهوية ووثائق السفر؛
- تعزيز بناء القدرات، بما في ذلك التدريب والتعاون التقني وعقد الاجتماعات الإقليمية.
- تعزيز الوعي ومشاركة العموم في الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وتعزيز الحوار بين الأديان، وبين الطوائف المذهبية، والحوار بين الحضارات.
- تعزيز التعاون عبر الحدود.
- تحسين التبادل الاستخباري وتقاسم المعلومات.
- تعزيز علاقات التعاون القائمة على تطوير قواعد البيانات الإقليمية تحت سلطة أجهزة تجمع س.ص.
- تعزيز القدرات والاستعداد لمواجهة الإرهاب الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي، والإرهاب السيبراني وجميع الأشكال الجديدة للإرهاب.
- إجراء البحوث وأعمال التنمية بشأن تدابير مكافحة الإرهاب.