لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساءإباحة تعدد الزوجات للرجل دون المرأة سؤال يتبادر لأذهان الكثير من النساء، والبعض غير المسلم يتهم الإسلام من خلال هذه القضية بأنه لم يعدل بين الرجل والمرأة حينما أباح التعدد للرجال فقط ولماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء ، في حين أن الفطرة التي تحرك المرأة هي الغيرة، ورفضها لأي امرأة أخرى أن تشاركها زوجها ف لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساءهذا ما سنستعرضه:
لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء
يقول العلماء في البداية: إن الله سبحانه وتعالى فضل العباد على بعضهم بعضًا، وأمر بألا نتمنى ما فضل الله بعضنا بعضًا، للرجال نصيب وللنساء نصيب آخر، فقد كلف الله تعالى الرجل بالإنفاق على المرأة، ورعايتها والرفق معها، وجعل لها مهرًا ونفقة ومؤخر صداق ونفقة متعة، كما لم يلزمها بخدمة الرجل بل أن الشرع كلف الرجال بأن يوفر خادمًا للمرأة يخدمها ويخدمه.
يقول الله تعالى في سورة النساء: "وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)".
كما أن طبيعة المرأة الفسيولوجية والبيولوجية لا تصلح للتعدد، فالمرأة هي التي تلد، فلمن ينسب ولدها إذا كانت تحت أكثر من رجل؟ والمرأة يُقعدها الحيض والنفاس عن الاستمتاع الجنسي الكامل بها، فهل يقعد معها أربعة من الرجال عن الاستمتاع؟
كما أن المساواة بين مختلفين تعني ظلم أحدهما، فالمرأة خلق الله تعالى لها رحمًا واحدة، وهي تحمل في وقت واحد ومرة واحدة في السنة، ويكون لها تبعًا لذلك مولود واحد من رجل واحد ،أما الرجل فغير ذلك: من الممكن أن يكون له عدة أولاد من عدة زوجات، ينتسبون إليه ويتحمل مسئولية تربيتهم والإنفاق عليهم، وتعليمهم وعلاجهم وكل ما يتعلق بهم وبأمهاتهم من أمور.
مسئولية الرجل أما المرأة فعندما تتزوج بثلاثة أو أربعة رجال، فمن من هؤلاء الرجال يتحمل مسئولية الحياة الزوجية؟ أيتحملها الزوج الأول؟ أو الزوج الثاني؟ أم يتحملها الأزواج الثلاثة، أم الأربعة؟ ثم لمن ينتسب أولاد هذه المرأة متعددة الأزواج؟ أينتسبون لواحد من الأزواج؟ أم ينتسبون لهم جميعًا؟ أم تختار الزوجة أحد أزواجها فتلحق أولادها به؟.
كما أن تعدد الأزواج يمنع المرأة من أداء واجبات الزوجة بصورة متساوية وعادلة بين أزواجها، سواء أكان ذلك في الواجبات المنزلية أو في العلاقات الجنسية، وبخاصة وأنها تحيض لمدة خمسة أو سبعة أيام في كل شهر، وإذا حملت تمكث تسعة أشهر في معاناة جسدية تحول دون القيام بواجباتها نحو الرجال الذين تزوجوها.
إن الرجل مستعد للإخصاب فى كل وقت، وبتزوجه بعدة زوجات يكثر النسل . فجاز له أن يعدد الزوجات، لكن المرأة إذا حملت أو كانت فى فترات الدم أو الرضاع لا تكون مستعدة للحمل مهما كثر اللقاء الجنسى بينها وبين زوجها الواحد، فما هى الفائدة من كثرة اللقاء بينها وبين أكثر من رجل ؟ إنها ستكون للمتعة فقط، تتداول كما تتداول السلعة، وفوق أن هذا إهانة لكرامة المرأة : فيه اختلاط للأنساب وتنازع على المولود من أى هؤلاء الرجال يكون، وتلك هى الفوضى الجنسية والاجتماعية التى تضيع بها الحقوق، ولا يتحقق السكن بالزواج.
إن تعدد الأزواج للمرأة الواحدة صورة من صور النكاح فى الجاهلية التى أبطلها الإسلام، كما ثبت فى صحيح البخارى . فقد كان عندهم نكاح أخبرت عنه السيدة عائشة بأن الرهط ما دون العشرة من الرجال يدخلون على المرأة كلهم يصيبونها، فإذا حملت ووضعت ومرت ليال بعد أن تضع أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم: قد عرفتم الذى كان من أمركم، وقد ولدت فهو ابنك يا فلان - تلحقه بمن أحبت - فلا يستطيع أن يمتنع
شروط تعدد الزوجات للرجل
ورد تشريع تعدد الزوجات في القرآن الكريم في آيتين فقط في سورة النساء بقوله تعالى: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا)، وكذلك: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)،وتبيّن هاتان الآيتان عدة شروط للتعدد وهي
العدد: كان تعدد الزوجات نظاماً موجوداً قبل الإسلام في الديانة اليهودية وبعض الديانات الوضعية التى لم تضع حداً أعلى لذلك، وكذلك فإنّ الديانة المسيحية لم يرد فيها نص واضح يمنع التعدد، أما الإسلام فجاء لها بضوابط وحدود حيث إنّ التعدد لا يتجاوز الأربعة نساء.
النفقة: تشمل الطعام والشراب والكسوة والمسكن وما يلزمه، فقبل الإقدام على الزواج على الرجل أن يكون لديه القدرة المادية للإنفاق على الزوجة فإن لم يكن كذلك فلا يجوز شرعاً الزواج فكيف بالتعدد فالنفقة واجبة بإجماع العلماء.
العدل بين الزوجات: المقصود بالعدل هنا في الإنفاق من المأكل والمشرب والسكن والكسوة وكذلك المبيت والمعاملة أي ما يستطيع الإنسان فعله وتحقيقه، ولا يُقصد به الأمور الخارجة عن الإرادة كالميول القلبية والمحبة فالزوج غير مُطالب بذلك فلا يُكلّف الله نفساً إلّا وسعها.
لماذا أحل للرجل الزواج بأربعة نساء
لا شكّ أنّ المسلم مأمورٌ باتّباع أوامر الله -تعالى- والتسليم لِحُكمه، حتى وإن كان التشريع مُخالفاً لهواه ومصالحه، كما أنّه غير مطالبٍ بمعرفة الحكمة من وراء تشريع الأحكام؛ لأنّها قد تخفى على بعض الناس وقد تظهر لبعضهم، فإن ظهرت تلك الحكمة للمسلم زادته إيماناً وتسليماً، وإن خفيت عنه رضي بها وسلّم، مع وجوب اليقين والإيمان بأنّ تلك الأحكام لم تُشرع إلّا لحكمةٍ إلهيةٍ.
ولعل من حِكَمِ التشريع في إخفاء الحكمة من وراء بعض الأحكام والتشريعات؛ ابتلاء الناس حتى يعلم الله المؤمنين منهم ويعلم الكاذبين، ومثال ذلك؛ قبلة المسلمين التي كانت بيت المقدس أول مرةٍ، ثمّ نُسخت حينما أمر الله عباده بالتوجّه إلى البيت الحرام، فكان ذلك التحويل ابتلاءً للناس وتمحيصاً لهم، فسمعوا وأطاعوا، وكان لسان حال المنافقين والكافرون قولهم: (مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا)، وإنّ كثرة السؤال عن الحكمة من وراء الأحكام والتشريعات قد تفتح الباب التشكيك في أحكام الشريعة، فيتساءل البعض عن الحكمة في كون عدد الصلوات خمسةُ، أو يستاءلون عن الحكمة من وراء الصيام في شهر رمضان على التعيين دون غيره من الشهور المحرمة، وبالتالي يكون الأصل التسليم لأمر الله -تعالى- مع اليقين بحكمته البالغة في تشريع الأحكام.
الحكمة من تعدد الزوجات للرجل
الرحمة بالمرأة التي قد يفوتها قطار الزواج لعدة أسباب، أو أن تكون أرملة أو مطلقة، والحفاظُ على عفتها في ظل المغريات، ولأن عدد النساء في المجتمع يفوق عدد الرجال.
سدّ رمق وحاجة الرجل مِن الذرية عند عقم الزوجة الأولى أو مرضها، أو امتناعها عن الإنجاب، لأن الرجل يحتاج إلى الذرية بحكم فطرته، فالزواج بامرأة أخرى خيرٌ من طلاق الزوجة الأولى وتشردها، وتلك وغيرها من أهم فوائد تعدد الزوجات. تقوية تلاحم المجتمع وتماسك بنيانه، وزيادة من ذرية الأمَّة المسلمة.
ضمانٌ اجتماعي للنساء؛ خاصة المطلقات والارامل اللواتي يفقدن من ينفق ويشفق عليهن، فيجدن بالزواج من سدا للحاجة، وابتعادًا عن تكفُّف الناس.
الأمن من الجرائم الأخلاقية، واستعاضة الرجل عن الفسق والبغاء تعد من أهم فوائد تعدد الزوجات.
عند مرض الزوجة بمرض لا شفاء منه فلابد من الزواج من زوجة أخرى لرعاية الأطفال.
كما يعمل تعدد الزوجات على تقوية الروابط الاجتماعية بين الجميع.
صون النساء وللإنفاق عليها. في حالة زيادة الشهوة لدى الرجل لا تكفيه امرأة واحدة.
أيضًا يساعد التعدد على تجنب الفحشاء والمعاصي. كذلك حماية الشخص من الرذيلة.