هل التثاؤب الكثير حسد ؟ وماذا أفعل لأبني لو كان محسوداً ؟ ..هكذا ورد سؤال لدار الإفتاء المصرية، أثناء البث المباشر المذاع عبر صفحة الإفتاء عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
وأجاب عن هذا السؤال الدكتورمحمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: بحثنا كثيراً فى مسالة التثاؤب ولم نجد شئً يقول ان التثاؤب الكثير حسد.
وأشار “ عدبالسميع” أن هناك اعتقاد فى المجتمع المصري بشكل عام وهو تأثر فكرة الحسد فمن يشعر بانه مريض أو بأن احد أبنائه غير صحة جيدة يعتدون انه حسد، ولكن هذا اعتقاد خاطئ فلا يجب علينا أن نوهم انفسنا أن كل شئ يحدث لنا غير جيد أنه حسد، كذلك علينا ألا نضع كل أمر فى خانة الحسد، وندعو الناس جميعاً لتجاوز هذا ومزيد من التعمق وفهم الاسباب الحقيقة والإيمان بالله تعالى.
وأشار الى ان من شعر أنه محسود أو أحد أبنائه محسودين فالله تعالى أنزل ايات يذهب الحسد منها الفاتحة وأية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أذكار نقولها فى الصباح والمساء تقي من كل شر وسوء والعين والحسد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال ((اعوذ كلمات الله التامات من شر ما خلق، بسم الله الذي لا يضره مع اسمه شئ فى الارض ولا فى السماء وهو السميع العليم، بسم الله على نفسي ومالى واولادي)) من قال هذة الكلمات حفظته ولم يضره شئ وكان فى معية الله.
هل كثرة التثاؤب دليل على الحسد؟
قال الشيخ محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التثاؤب مكروه وهو من الشيطان مثلما أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فإذا تثاءب الإنسان فليكتم ما استطاع وليضع يده على فيه، وهو ينشأ عن الكسل والضعف.
وأضاف شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه خلال البث المباشر لصفحة دار الإفتاء مضمونة (حكم التثاؤب عند كل قراءة قران حتى فى مكان عملى؟)، أن كثيرا من الناس يعتقدون أن كثرة التثاؤب عند قراءة القرآن الكريم يشير إلى أنهم محسودين أو مسحورين فكل هذا لا صحة له من الأساس، فمن تثاءب خلال قراءة القرآن فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
وتابع: حاول أن تدفعه عن نفسك وألا تفتح فمك بهذه الطريقة خلال قراءة القرآن، لكن التثاؤب لا علاقة له بالحسد والسحر.
حكم التثاؤب خلال الصلاة
وأجاب الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال «هل التثاؤب فى الصلاة يبطلها؟»، أن التثاؤب خلال الصلاة لا يبطلها وإن كان مكروهًا فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه أمرنا معشر المسلمين بأن من أصابه مثل ذلك في الصلاة -أي تثاءب-، فليدفعه ما استطاع"، لكن هذا لا علاقة له بصحة الصلاة فتصح الصلاة فى الحالتين.
وأشار وسام، إلى أن السنة للمؤمن في حال الصلاة أن يكافحه بإحضار قلبه وخشوعه بين يدي الله، واستحضاره أنه في مقام عظيم لعله يسلم من التثاؤب؛ لأنه من الشيطان، فكلما قوي إحضار القلب بين يدي الله والخشوع بين يدي الله وتذكر أن التثاؤب من الشيطان، فإن هذا الاستحضار من أعظم الأسباب في بعد الشيطان عنه وسلامته من التثاؤب.
الحل الشرعي لمواجهة التثاؤب خلال الصلاة
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن من كان كثير التثاؤب فى الصلاة فعليه أن يسد فمه ولو بيده، لقوله صلى الله عليه وسلم: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردّه ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال "ها" ضحك منه الشيطان» متفق عليه.
وأضاف "شلبي" خلال لقائه بالبث المباشر لصفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" فى إجابته عن سؤال «حكم التثاؤب خلال الصلاة؟»، أن التثاؤب فى الصلاة لا يبطلها وتكون الصلاة صحيحة ولا شيء فى ذلك.
أدعية للوقاية من الحسد
ذُكر في القرآن الكريم قوله تعالى: « وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»، وأجمل ما يدعو به الإنسان للوقاية والتحصين من الحسد،:
1- « أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»؛ تقال سبع مرات.
2- « أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة».
3- « أعوذ بالله العلي العظيم من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن شر إبليس وجنده، ومن شر شياطين الإنس والجن، ومن شر ما يظهر بالليل ويكمن بالنهار، ومن شر ما يظهر بالنهار ويكمن بالليل، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها».
4- « أعوذ بالله العلي العظيم من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل دابة أخذ الله بناصيتها، ومن شر الأشرار وشر الأخطار وشر الأمراض».
5- « أعوذ بالله العلي العظيم مما استعاذ منه خير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم».
6- « أعوذ بالله العلي العظيم من شر الحاقدين، ومن شر الحاسدين، ومن شر العائنين، ومن شر الناظرين، ومن شر العاشقين، ومن شر الساحرين والشياطين».
7- « بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك».
8- « بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، ومن كل بلاء يؤذيك، ومن كل شر وشقاء يشقيك، ومن كل نفس أوعين حاقد أوعين حاسد، ومن سحر ساحر أو كيد كائد، اللهم أبطل أثر عين معجبة نظرت وما ذكرت اسم الله».
9- « اللهم أبطل أثر عين أصابت عقلا فبلدته، وأصابت علما فضيعته، وأصابت جسدا فأمرضته، وأصابت عضوا فأبطلته، وأصابت جمالا فشوهته، اللهم أبطل أثر كل عين حاسدة. اللهم أبطل حسدًا على الدين وقوة الإيمان، وعلى الاستقامة والالتزام، وعلى الصلاة والصيام، وعلى التصدق والإحسان، وعلى العافية في الأبدان، وعلى الصحة في الأجسام، وعلى حسن الحديث وطلاقة اللسان، وعلى دماثة الخلق وطيب المعشر والعشرة، وعلى جمال الخلْق والخُلُق».
10- « اللهم أبطل عين الأقارب والجيران والأصدقاء، اللهم أبطل عين الأصحاب والزملاء، اللهم أبطل حسدا على المهارة في العمل، وعلى النجاح في العلم والتعليم، وعلى التفوق والنبوغ والذكاء والفطنة، وعلى التميز بالذكاء والفهم، وعلى النجاح في الدراسة وحسن الفراسة، وعلى التفوق في المدرسة والمعهد والجامعة، اللهم أبطل حسدا على حسن العشرة بين الأزواج».
طرق الوقاية من الحسد
1- المحافظة على اتّباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه والابتعاد عن المعاصي والذنوب، والحرص على تقواه؛ فالمسلم الذي يتقي الله عز وجل يتولاه الله ويحفظه من الشر والسوء والحسد، حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومًا لسيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: « احفظ اللهَ يحفظك، احفظ اللهَ تجده تجاهك».
2- التحصُّن الدائم بالله سبحانه وتعالى والالتجاء إليه والاستعاذة به؛ فإنّ الله تعالى يُعيذ ويجير من يستعيذ به ويحفظه من شر الحاسد وكيده.
3- التوكل على الله تعالى والعلم أنّه سبحانه هو الحافظ الكافي، فمن كان توكله واعتماده على الله قويًا كان بإذن الله في مأمن من الحسد.
4- الإقبال على الله تعالى والإخلاص له، والحرص على الأفعال التي تجلب محبته ورضاه.
5- الصبر على عدوّه الحاسد وعدم الاكتراث بأذاه وأفعاله أو الشكوى منه؛ لأنّ بغيَ الحاسد كلما ازداد كان وبالًا عليه وسببًا لوقوعه في شر أعماله.
6- الحرص على سكينة النفس، واطمئنان القلب، وعدم شغل القلب، والتفكير بالحاسد، وذلك من أهم الأسباب المعينة على تجنب شره.
7- تجديد التوبة من الذنوب والمعاصي والابتعاد عنها، والإكثار من الاستغفار حتى تنمحي هذه الذنوب، فإنّ البلاء عندما ينزل ينزل بذنب وعندما يرتفع يرتفع بتوبة.
8- كثرة التصدّق والإحسان إلى الناس؛ فذلك مما يدفع الشر والبلاء وحسد الحسّاد.
9- تقوية التوحيد والإيمان بالله عز وجل، والعلم أنّه لا يمكن نفاذ أمر أو حدوث ضُرّ إلا بعد إذنه وسماحه بذلك.
10- المداومة على ذِكر الله تعالى، وقراءة أذكار التحصين، مثل آية الكرسي وسورة الفلق، وسورة الناس والتعوذ من الشيطان الرجيم.
11- الابتعاد عن إظهار النعم بشكلٍ ملفتٍ أمام الناس وخاصةً من يفتقد لمثل هذه النعم أو أمام من هم معروفون بالغيرة والحسد.
12- الابتعاد عن التفكير المكثف بالحسد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتفاؤل بالخير والابتعاد عن سوء الظن، كما أن قوانين الطبيعة التي توصل إليها علماء النفس تشير إلى وجود قانون الجذب وبأن ما يحصل مع الشخص هو نِتاج أفكاره وآرائه.
13- تقديم المساعدة والإحسان لمن هو معروف بالحسد فهذا أولى أن يطهِّر قلبه من الغيرة والحسد.
14- الإيمان الجازم بأنَّ كل ما يحدث هو تقدير الله -عز وجل-، وأنه من عند الله فهذا يزيد من التوحد وعدم التضرر النفسي من جراء الحسد.