قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مفتي الجمهورية: تنبهنا إلى خطر الطلاق المبكر وواجهناه بهذه الطريقة

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية
×

تحدث الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم، الثلاثاء، في ندوة “الشباب وبناء الأوطان”، التي استضافتها جامعة قناة السويس، حول الأسرة المصرية وحمايتها.

وقال مفتي الجمهورية، في ندوة لطلاب جامعة قناة السويس، إن "دار الإفتاء تنبهت إلى خطر الطلاق المبكر؛ لذلك أنجزنا جملةً من المبادرات لعلاج هذه الظاهرة، منها دورات المقبلين على الزواج، وهذه الدورات لا تغطي الجانب الشرعي فقط، ولكن يدخل فيها الجانب النفسي والاجتماعي، ونتعاون أيضًا مع الوزرات المعنية مثل مبادرة مودة في وزارة التضامن".

وأضاف أنه “في إطار الطلاق نفسه وجدنا إشكالات في الأسرة، ففتحنا مركز الإرشاد الزواجي، وهناك لجنة مشتركة من الطب النفسي والمتخصص في الشريعة وغيرها من الجوانب، ونجحنا في دار الإفتاء في احتواء الكثير من المشكلات الأسرية”.

وأكد أهمية دَور الشباب في بناء المجتمعات، وأن الأمم تُبنى بسواعد الشباب، مشددًا على أن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم، وسر نهضتها وبناة حضارتها، وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياضها؛ ذلك لأن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة والحيوية المتدفقة والعطاء.

كما تطرق إلى الحديث عن الإسلام والشباب، وكيف اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب اهتمامًا كبيرًا؛ مشيرًا إلى أنهم كانوا الفئة التي وقفت بجانبه في بداية الدعوة، فأيدوه ونصروه ونشروا دعوة الإسلام وتحملوا في سبيل ذلك المشاق والأهوال، كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يثق بالشباب ويعتمد عليهم في أداء المهمات الثقال، مثل (أسامة بن زيد- علي بن أبي طالب).

وأوضح المفتي أن الرسول صلى الله عليه وسلم، حث الشباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة، أقوياء في البنيان، أقوياء في العمل، حيث قال: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ". غير أنه عليه الصلاة والسلام نبَّه إلى أن القوة ليست بقوة البنيان فقط، ولكنها قوة السيطرة على النفس والتحكم في طبائعها، فقال: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ". وبهذا عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعداد الشباب وبناء شخصيتهم القوية؛ ليكون الشباب مهيئًا لحمل الرسالة، وأقدر على تحمل المسئولية، وأكثر التزامًا بمبادئ الإسلام.

وتطرقت كلمة المفتي إلى أهمية بناء الوعي، حيث أوضح أن أول الطريق للحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعي لديهم، وأن مفهوم الوعي في حقيقته يدور حولَ الإدراكِ الدقيق والحقيقي؛ إدراكِ الذات، وإدراكِ المتغيرات التي تُحيط بالإنسان، والوعي بهذا المفهوم هو صفةٌ إسلاميةٌ أصيلة وعامة؛ ذلك أن الشريعة الإسلامية قد أَسَّست للوعي بمفهومه الشامل، فبيَّنت حقيقة الذات البشرية، والكون المحيط، وعلاقة الإنسان بذلك الكون.

وتابع: "تزييف الوعي وتضليل العقل أخطر على الشباب من جميع مُغيِّبات العقل ومُذهِبَات الفهم كالمخدرات وغيرها، فغياب الوعي من أكبر الأخطار المهددة لهم؛ وهذا هو ما يعلمه أعداءُ الأمة وأعداء البشرية من حماة التطرف والإرهاب، فيستخدمونهم بابًا لتسريب أفكارهم ومِعوَلًا لهدم أساس الأمة وبنائها".

وذكر أن الوعي نوعان: وعي صحيح ووعي زائف، ومن هنا وجب علينا أمران: أن نبين زيف الأفكار والمعتقدات الهدامة من جهة، ونقيم الوعي الصحيح البنَّاء في مقابلة الوعي غير البنَّاء من جهة أخرى. وشدد على أن تنمية الوعي لا تقف عند حدود الفكر فقط، وإنما تمتد إلى الأخطار التي تُهدد الشباب في صحتهم وفي انتمائهم، وأن علينا جميعًا العمل على زيادة الوعي ومراقبة الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار؛ لكونهم صيدًا ثمينًا للجماعات المتطرفة.

ولفت المفتي النظر إلى أن الأسرة المصرية أولًا ثم مؤسسات الدولة المعنية بأمور النشْء والشباب ثانيًا، يقع عليهما واجبُ الحفاظ على الشباب من كافة هذه المخاطر، ويبدأ ذلك بتنشئة الأجيال داخل الأسرة تنشئة سليمة، وقيام المدرسة بدورها، موضحًا أن لمؤسسات الدولة دورًا مهمًّا في الحفاظ على الشباب بأن تتكاتف لصد هجمة التطرف والإرهاب الشرسة التي تحاول استقطاب الشباب.

وأما من جانب تحصين الشباب، فعلى المؤسسات الدينية عبء كبير في احتواء الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح، وترسيخ مفاهيم وسطية الإسلام واعتداله، ومراجعة ما يُنشَر ويُبَث من مواد دينية بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتابع: “كما أن من أسباب الوقاية تنمية روح الانتماء في قلب الشباب، وتوعيتهم بأهمية الوطن وتفعيل دورهم في بنائه وتعميره، ولا ريب أن إقامة مشروعات طموحة تستوعب طاقات الشباب وتمكِّن لإبداعهم وتُعبِّر عن طموحهم، من أهم الخطوات الإجرائية التي تحمي الشباب”.

وحول بناء الإنسان، أكد مفتي الجمهورية أن الرسالات السماوية جميعًا عُنِيَتْ في المقام الأول ببناء الإنسان وتطويرِه وتأهيلِه لخلافة الله في الأرض، والقيامِ بمقتضيات تلك الخلافة، وأَوْلَتِ الشريعةُ المحمدية على وجه الخصوص عنايتَها البالغة ببناء هذا الإنسان، بوصفه ركيزة الحضارة، ومناط عملية النهضة والتنمية، وسَعَتْ إلى تشييد هذا البنيان الإنساني على قواعد ثابتة مستقرة. وبناء الإنسان يكون بالتخلية والتحلية والتزكية والعلم النافع؛ إذ إن الإنسان الذي يسعى الإسلامُ إلى بنائه ينبغي أن يكون مرتبطًا بتراثه العريق الذي يحفظ له هُوِيَّتَه الثقافية، وذاتيته الحضارية.

وقال: “كما أن الإسلام يسعى إلى بناء إنسان متعلِّم؛ فالعلم هو الضامن الحقيقي لإعادة صياغة الشخصية وتطويرها بالقدر الذي تستطيع به مواكبة متطلبات العصر وتحدياته؛ ومن ثم لا يوجد ثمة ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية”.

وواصل المفتي قائلًا: “إن العلم منهجية، وليس مجرد مجموعة من المعلومات التي تحصل في العقل، بل هو منهجية متكاملة تستطيع بواسطة هذه المعلومات استخراج النتائج ومعرفة المقاصد والترجيح بين المصالح والمفاسد. مشيرًا إلى أن هذه المنهجية لا تحدث بين يوم وليلة، ولا بقراءة كتاب أو اثنين أو عشرة؛ بل هي نتاج سنوات من التعلُّم والقراءة والبحث والاستفادة والإفادة”.