صلاة الاستسقاء .. اللجوء إلى الله في الشدة والرخاء يؤكد حسن توكل الإنسان على الله ، وتعد صلاة الاستسقاء من الوسائل التي أو العبادات التي يلجأ لها الإنسان ويتقرب بها الى الله وقت القحط وانعدام المياه ، وصلاة الإستسقاء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمقصد الشرعي منها طلب نزول المطر وتشرع صلاة الاستسقاء عند جدب الأرض، وانقطاع المطر، وجفاف الأنهار، أو نقص مائها، وعند حاجة الناس الملحّة للماء.. وتعد صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يؤديها الرجال والنساء جميعًا عند حاجتهم للماء، ويسنّ فيها الجماعة ويجوز أداؤها في المسجد.
دعاء صلاة الاستسقاء
اللهمّ اسقنا غيثًا مُغيثًا مَريئًا نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل”. “اللهمّ اسقِ عِبادك وبهائِمك، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت”.
”اللهمَّ أغثنا, اللهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثنا” .
“اللهم جللنا سحابا كثيفا، فصيفا دلوقًا، ضحوكًا تمطرنا منه رذا ، قطقطًا، سجلا، يا ذا الجلال والإكرام”.
“اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا غدقا مجللا عامًا، طبقا سحا، دائمًا، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم إن بالعباد والبلاد، والبهائم، والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك .
اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض.
فضل صلاة الاستسقاء
يتمثل فضل صلاة الاستسقاء في أنها هي طلب المياه، والمياه من المعروف أنه من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، كما أنه يجب الناس أن يداومون بشكر الله على هذه النعمة، ومن المعروف أيضًا أن انقطاع نزول المطر هو ابتلاء من عند الله تعالى. وذلك لكي يتم تراجع الناس عن الذنوب والمعاصي واللجوء إلى الله عز وجل بالتوبة والاستغفار، ومن رحمة الله وأبوابه الواسعة المفتوحة أنه شرع لهم بالصلاة والدعاء، وبذلك تكمن فضل صلاة الاستسقاء بنزول المطر ورجوع المياه.
كيفية صلاة الاستسقاء
يكبّر الإمام في الركعة الأولى منها سبع تكبيراتٍ، وفي الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ، وهذا قول الشافعية، والحنابلة، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، واستدلوا لقولهم بحديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلًا مُتواضعًا وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ).
صلاة الاستسقاء عند المالكية
صلاة الاستسقاء تصلّى ركعتين، كهيئة ركعتي النافلة ومطلق التطوّع، وهذا قول المالكية، والأوزاعي، وأبو ثور، وإسحاق، واستدلوا لقولهم بما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيما رواه عنه عبد الله بن زيد، حين قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ)، ففي هذا الحديث ونحوه لم يذكر الرواة التكبيرات في صلاة الاستسقاء، ممّا يدلّ على أنّها كصلاة النفل والتطوع.
عدد ركعات صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء ركعتان، يجهر فيهما، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
صلاة الاستسقاء جهرية
اتفق جمهور الفقهاء على أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى جهريةً كسائر الصلوات التي تُشرع فيها الخطب؛ لأنّ الناس إنّما اجتمعوا لها ليسمعوا، وللإمام أن يقرأ فيها ا شاء له من القرآن الكريم، إلّا أنّ الأولى والأفضل أن يقرأ بما يقرأ في صلاة العيد، فيقرأ فيها سورتي ق ونوح، أو الأعلى والغاشية، أو الأعلى والشمس، ولا تفسد صلاة الاستسقاء بحذف التكبيرات، أو الإنقاص منها، أو الزيادة عليها، ولو ترك الإمام بعض التكبيرات فلا يسجد لذلك سجود السهو.
وقت صلاة الإستسقاء
اختلف العلماء حول موعدها وقت صلاة الاستسقاء يكون في نفس وقت صلاة العيد، لأنّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام صلى صلاة الاستسقاء في جموع المسلمين في نفس وقت صلاة العيد ومنهم من قال أن وقت صلاة الاستسقاء من وقت صلاة العيد حتى الانتهاء من صلاة العصر.
ومنهم من قال لا يقيد بوقت معين، وهذا ما رجحه الإمام الشافعي، ويستطيع جموع المسلمين أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت ماعدا الأوقات المكروه فيها الصلاة، ويكون ذلك باختيار الوقت الذي لا يكون فيه المسلمون منشغلين بأعمالهم كي يتمكنوا كافةً من القدوم لأداء صلاة الاستسقاء، ويستحبّ أداؤها بعد واحدة من الصلوات التي يجتمع فيها المسلمون، وعادةً ما يتمّ الإعلان عن موعد صلاة الاستسقاء قبل موعدها المحدد بأيام.