أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، أن جريمة فصل رأس شاب بالإسماعيلية والتمثيل بجثته أمر تأباه الشريعة الإسلامية وتستنكره مهما كان الدافع وراءه، مشيراً إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف أمام الكعبة وقال لإن تهدم لبنة لبنة أهون عند الله من أن يراق دم مسلم.
التمثيل بالجثة
وقال الأطرش في تصريحات لـ "صدى البلد":" إن سفك الدماء أمر عظيم عند الله عزوجل ولا يجوز تبريره بأي مبرر كان، فهناك جهات مسؤولة عن إعادة الحقوق لأهلها، وإلا لصارت الدنيا غابة يستباح فيها القتل وإراقة الدماء بمزاعم واهية"، مؤكداً:" ما فعله المجرم بفصل رأس صاحبه أمر تأباه الشريعة وينهى عنه الإسلام وهو قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد يجب أن يواجه بأقصى عقوبة يعرفها القانون حتى لا تتكرر".
واستشهد رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تكشف حرمة سفك دماء المسلمين، يقول تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :"لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق".
وحول ما يشاع من دوافع كالاغتصاب وغيرها، شدد “الأطرش” على أنه في حال تلك الفرضية فلا يمكن أن تكون مبرراً لأن في تاريخ الإسلام لم تثبت تلك الجريمة لصعوبة إثباتها، فقد أمر الله تبارك وتعالى بأربعة شهود عدول، فلو أن رجلاً دخل على زوجته ووجدها متلبسة لم يبح قتلها وجعل الله له أن يقوم بلعانها، موضحاً أن ملامة الناس على عدم تدخلهم في الدفاع عن المقتول ورد القاتل لا يكون له وجهته الشرعية فقد يكون القاتل في حالة جنون تدفعه لقتل المزيد، كما أنهم في حالة يغلبها الرهبة والدهشة والاستغراب وكله يخشى على نفسه، لافتاً إلى أن حديث النبي "من رأى منكم منكراً فليغيره"، جعل التغيير باليد مهمة الحكام لأنها لو تركت لكل إنسان أن يأخذ حقه بيده لصارت غابة، أما التغيير باللسان فهذه مهمة العلماء، بينما تغيير المنكر بالقلب فتلك مهمة عامة الناس، حيث يطلبون العون من الله ويسألونه الهداية لا أن يتدخلوا مباشرة ما يعرضهم للأذى.
وانتشرت جريمة ذبح شخص في الإسماعيلية اليوم، بصورة كبيرة جدا عبر وسائل التواصل في الساعات الماضية، وتركت أثرا سيئا للغاية لدي الرأي العام، بعدما قام أحد الشباب بقتل آخر في وضح النهار بالشارع وأمام مرأى الأهالي بدون أي تدخل منهم لمنع وقوع هذه الجريمة.