سيطرت قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، على مواقع جديدة محققة تقدما في نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ما دفع رئيس وزراء إثيوبيا لإشعال الحرب مجددا، بدعوة جميع المواطنين إلى حمل السلاح.
ومن شأن تقدم قوات تيجراي، نحو العاصمة الإثيوبية، أن ينذر بمرحلة جديدة من الصراع الدائر في شمال إثيوبيا قبل نحو عام، وأودى بحياة الآلاف، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
دعوة لحمل السلاح
عقب سيطرة قوات تيجراي على بلدة كومبولشا الإثيوبية، وهي ثاني مدينة تعلن الجبهة الاستيلاء عليها خلال أيام، في ظل تقدم قواتها جنوبا، قال الرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن جيشه "يقاتل على 4 جبهات ضد قوات تيجراي، مضيقا "يجب أن نعرف أن قوة عدونا الرئيسية هي ضعفنا وعدم استعدادنا.
واعترف آبي أحمد بأن التحديات التي يواجهها الآن في إثيوبيا تبدو معقدة ومستعصية، لكنه دعا شعبه إلى "الوقوف معا والبقاء منظمين"، مشددا على دعوته بحمل السلاح والقتال ضد جبهة تحرير تيجراي.
وقال الجيش الإثيوبي إنه شن غارة جوية على تيجراي، مشيراً إلى أن الغارة استهدفت "منشأة تدريب عسكرية كانت بمثابة مركز للتجنيد والتدريب" لجبهة تحرير تيجراي.
بينما عززت قوات تيجراي تقدمها نحو أديس أبابا بعد السيطرة على مدينتي "كومبولشا" و"ديسي" على بعد 385 كيلومتراً من العاصمة، وطردت الجيش الإثيوبي منها، قائلة إن هدفها فك الحصار المفروض على المنطقة الشمالية من البلاد.
فيما أكد سكان كومبولشا استمرار إطلاق النار طوال الليل وحتى وقت مبكر من صباح الاثنين، ورجح بعضهم شن هجمة جوية بعدما سماع غارات جوية على مشارف البدة.
وتمثل السيطرة على المدن الجديدة مكسبا استراتيجيا لقوات تيجراي، في مواجهة القوات الحكومية التي كانت تحاول إخراجهم من أمهرة، لكنها فشلت.
وبهذا التقدم، وصلت قوات تيجراي إلى أقرب نقطة من العاصمة الإثيوبية منذ تعزيز سيطرتها في ولاية أمهرة المجاورة للإقليم في يوليوالماضي.
دعوات دولية لوقف القتال
تفاعل المجتمع الدولي مع تجدد القتال في إثيوبيا، حيث طالب ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، جميع الأطراف الإثيوبية بوقف القتال ورفع الحصار عن المساعدات الإنسانية، والتوقف عن خطاب الكراهية.
كما أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن قلق الولايات المتحدة إزاء القتال المستمر الذي "يطيل أمد الأزمة الإنسانية في شمال إثيوبيا".
وكرر بلينكن دعوته جميع الأطراف في إثيوبيا لوقف العمليات العسكرية، بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة.
ويأتي تجدد الحرب في إثيوبيا، بعدما أرسل آبي أحمد قوات إلى إقليم تيجراي، في حملة عسكرية ضد الإقلم الواقع شمال البلاد، ونزع السلاح عن الحزب الذي كان يهيمن على المنطقة والسلطة لسنوات.
وتعهد آبي أحمد وققتها بتحقيق انتصار ضد قوات تيجراي، لكن بحلول يونيو الماضي، أعادت الجبهة السيطرة على معظم أراضي تيجراي، بما في ذلك العاصمة ميكيلي، بل امتدت المعارك إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.
وحتى الآن، لم تتمكن الحكومة الإثيوبية من وقف تقدم قوات تيجراي وسيطرتها على المزيد من البلدات، رغم شن الجيش الإثيوبي غارات جوية وعمليات عسكرية متعددة ضد الإقليم الواقع شمال البلاد.
وتسبب القتال في إثيوبيا في أزمة إنسانية حادة، أدت لصعوبة في دخول المساعدات الإنسانية للإقليم، وأكدت الأمم المتحدة أن عدد الأطفال الذين أدخلوا المستشفيات لإصابتهم بسوء تغذية حاد في إقليم تيجراي تضاعف هذه السنة، مقارنة مع العام الماضي.
وأشارت الولايات المتحدة إلى أن نحو 900 ألف شخص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة في تيجراي، بينما "تُقيد الحكومة الإثيوبية وصول الإمدادات الإنسانية" إلى المنطقة، بما في ذلك الأدوية والوقود والأموال لمنظمات الإغاثة.