تناقش لجنة الأضرحة بالمشيخة العامة للطرق الصوفية برئاسة الشيخ عبد الرحيم العزازي عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزازية، الأحد المقبل، عددا من القضايا الخاصة بملف تقنين الأضرحة ومواجهة التعديات التي شهدتها المرحلة الماضية، إلى جانب الضوابط الجديدة التي تمت صياغتها لمواجهة فوضى تسجيل الأضرحة وتعيين خدامها، والقضاء على الأضرحة الوهمية وذلك في حضور شيخ الجازولية الشيخ سالم الجازولي، والرفاعية الشيخ طارق يسّ الرفاعي، والتسيقيانية أحمد التسقياني.
تقنين عمل الأضرحة
ويأتي على مقدمة المناقشات التي يبحثها اجتماع الأحد المقبل وفق مصادر مطلعة لـ" صدى البلد" تقنين عمل لجنة الأضرحة ووضع الأولويات والضوابط وبحث المشكلات التي تتعلق بقضية التسجيل وما يتبعها من إجراءات والاستماع للأطروحات المختلفة التي من شأنها المساهمة في إنجاز المهام الموكلة للجنة.
مناقشة التحديات والتعديات
وفي تصريح خاص لـ "صدى البلد"، قال الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، إن اللجنة تعمل على حل المشكلات ووضع حد للتعديات التي تمت على أراضي الدولة في المقام الأول، إلى جانب ضبط عملية التسجيل والتشهير وغيرها من المسائل التي سيتم التعامل معها بكل حزم وحسم.
القضاء على فوضى مقامات المشاهدة
ووفقاً للضوابط التي حصل موقع "صدى البلد" على نسخة منها، فإن على رأس القرارات المنظمة لتسجيل الأضرحة الحديثة هو وقف العمل بأضرحة ومقامات المشاهدة والتي تسببت في إقامة مئات الأضرحة في مصر وفي مقدمتها السيدة زينب والسيدة خديجة والإمام جعفر الصادق على نطاقات واسعة من الجمهورية بزعم رؤيته في المنام ودعوته الصالحين لإقامة مولد ومقام في مكان معين.
قررت اللجنة خلال الضوابط أن يكون صاحب الضريح المطلوب إقامته مشهودا له بالولاية والتقوى والصلاح وأن تكون له كرامات مشهودة وأن تكون له مؤلفات علمية ودينية تقدم للجنة لدراستها وأن يزكى من أحد مشايخ الطريقة بالمنطقة الموجود بها الضريح ووكلاء المشيخة، وألا يكون الضريح وسط مقابر المسلمين خشية أن يقام له مولد أو ليلة فيطأ الزائرون مقابر المسلمين وهو أمر محرم، إضافة إلى عدم الموافقة نهائياً على إقامة أضرحة الرؤية "المشاهدة".
انتهاء عصر العشوائية
وكشفت مصادر مطلعة بالصوفية أن القرارات تأتي بهدف مواجهة عشوائيات التسجيل التي تسببت في إقامة عدد من الأضرحة والموالد الوهمية بغرض التربح وكان من بينها أضرحة لأحياء في كثير من القرى أبرزها مولد أبو حلاوة بالدقهلية ومولد أبو المعاطي بالقليوبية، مشيراً إلى أن هناك أضرحة يصعب حصرها في كثير من محافظات الصعيد أنشئت وأقيمت بها الحضرات والموالد دون أن يعرف أصحابها وحملت بعد ذلك أسماء أضرحة الأولياء والصالحين في القاهرة.
ضوابط تسجيل الضريح "قديمة وحديثة"
وضعت لجنة الأضرحة شروطاً جديدة تتعلق بطلب تسجيل الضريح أهمها أن يقدم طلب إقامة الضريح من شيخ الطريقة التي ينتمي إليها المتوفي صاحب الضريح أو من وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية عن الجهة المزمع إقامة الضريح بها إلى المشيخة بعد اعتماده من شيخ الطريقة، على أن ترفق أوراق ومستندات خاصة بصاحب الضريح، وإن كان الضريح مقاما منذ أكثر من خمسين عاما يكتفي بشهادة أهل المنطقة أو عمدة القرية بأنه مشهود له بالولاية والتقوى والصلاح إلى جانب مؤلفاته إن وجد.
أما الأضرحة التي لا تتبع طريقة قديمة كانت أم حديثة فيرفع بها طلب إلى المشيخة العامة من خلال الوكيل دون ترشيح أشخاص للتعيين على الضريح ودون نسبته إلى أي طريقة، على أن تجري المشيخة تحرياتها بشأن صاحب الضريح.
شروط تعيين خادم أو خليفة أو شيخ المقام
وضعت اللجنة من بين الشروط أن يكون شيخ المقام حاصلاً على مؤهل عالٍ وحافظاً لقدر من سور القرآن الكريم ملماً بأحكام الشريعة، بينما يكون الخليفة على المقام حاصلاً على مؤهل متوسط على الأقل حافظاً لقدر من القرآن ملماً بأحكام الشريعة، فيما يكتفي خادم المقام بإجادة القراءة والكتابة ومن أهل المنطقة.
قانون 118
كانت لجنة الأضرحة بالطرق الصوفية، قد حذرت في وقتٍ سابق، من تدشين أى مقامات أو أضرحة صوفية جديدة، دون الحصول على أذن مسبق منها، وفقا للقانون الخاص بالطرق الصوفية رقم 118 الصادر فى عام 1976.
جاء ذلك بعد ظهور بعض الأشخاص يقومون بتدشين ضريح، الأمر الذي أدى إلى استياء رموز الصوفية في مصر.