قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شفيق عبد القدوس.. فنان بالفطرة حقق حلمه في الأتوبيس| نوستالجيا

العسكري الفنان شفيق عبدالقدوس - مجلة المصور عام 1959
العسكري الفنان شفيق عبدالقدوس - مجلة المصور عام 1959

الحس المرهف والقوة اجتمعا في شخص واحد، رغم عمله المنضبط عسكري شرطة في خمسينيات القرن الماضي، إلا أنه فضل موهبته في الرسم، حتى أصبح فنانا تشكيليا دون دراسة متخصصة، بجانب عمله في مجال الشرطة.

شفيق عبد القدوس هو اسم العسكري المصري الذي كان مرسمه عبارة عن أي ركن من أركان منزله، اتخذ من أي حائط مكانا لرسم لوحاته الزيتية، حيث كان يعيش في شقة متواضعة بحي روض الفرج وفقا لما ذكر عنه في مجلة «المصور» عام 1959.

بدأ ممارسة هوايته الرسم منذ كان في الثانية عشرة من عمره، وكان يرسم بالقلم الرصاص والألوان المائية، حتى انشغل بالدراسة في المرحلة الابتدائية ونجح في امتحان إتمامها عام 1936، ولكن انشغاله بالحياة ومسئوليتها التي تقع على عاتقه الصغير كانت أكبر من أحلامه.

«أتمنى أن أصبح فنانا تشكيليا كبيرا، أرسم عشرات اللوحات التي تحمل اسمي، يتهافت الجميع لطلب أعمالي في منازلهم»، كل هذه الآمال لم تكن إلا أحلام طفولته، وظن أنه سيحققها يوما عندما يكبر، مرت الأيام وتبددت الأحلام، وبات البحث عن عمل لتوفير «لقمة العيش» هو هدفه، فلم يستكمل تعليمه بسبب انشغاله في العمل، حتى تطوع في الشرطة المصرية وتم قبوله كعسكري.

يوم تلو الآخر يمر عليه دون الاهتمام بموهبته «هجيب منين فلوس الخامات !»، حتى تزوج وأنجب 6 ابناء، ولكن حلم الفن والرسم لم يفارق ذهنه يوما، فاكتفى بممارستها ولكن باستخدام خامات رخيصة الثمن مثل الفحم.

حلم تحقق بالصدفة

الصدفة حققت حلم عبد القدوس، ففي إحدى المرات كان يرسم مشاهد مصرية يومية خلال وجوده في الأتوبيس، وكانت منهم رسمة باستخدام الفحم، جذبت نظر الشخص الذي يجلس بجاوره، وظلا يتحدثان عن الفن والرسم حتى عرف الرجل المجاور له قصته.

طلب منه الشخص المجاور له في الأتوبيس، أن يرسم له لوحة زيتية يجسد فيها منظر لنهر النيل، ودفع له مبلغ مقدما، وعرفه بنفسه أنه تاجرا كبيرا من هواة اقتناء الرسوم الجميلة، وكان هذا اللقاء الذي تأخر لثلاثة عقود أمل جديد له.

ظل شفيق عبد القدوس برتبة عسكري لمدة 14 عاما، وانشغل في رسم لوحاته وبيعها، وكان يأتي المشترون إلى منزله، حتى وصل خبر موهبته لقادته في العمل، ونالت إعجابهم.

أتاح نادي ضباط الشرطة الفرصة لشفيق لعرض أعماله، وباع منها ست لوحات في يوم واحد من أصل 16 لوحة عرضها بالنادي، وبمقارنة سعر اللوحة فإن أكبر ثمن تقاضاه شفيق في لوحاته يعادل ثمن جهاز تسجيل «ريكوردر»، وروى أن جهاز التسجيل لم يشتريه، بل أهداه له ثري سعودي بعد أن سجل على شريط منه كلمة إعجاب بالعسكري الفنان.