يحل اليوم ذكرى قيام الثورة الجزائرية أو حرب الجزائر، وهي حرب اندلعت في الأول من شهر نوفمبر لعام 1954 بمشاركة حوالي 1200 مجاهد كان بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضع قنابل تقليدية، فسارعت حكومة "منداز فرانس" إلى سجن كثير من الجزائريين في محاولة فاشلة لإحباط الثورة من مخططات عسكرية كبرى ، ولعل واحدة من تلك المناضلات التى تعد رمزاً من رموز الثورة هى جميلة بوحيرد .
جميلة بوحيرد عرفها المصريون من خلال فيلم “ جميلة ”، الذى قامت بإنتاجه وبطولته الفنانة الراحلة ماجدة ، والتى راهنت على جزء من ممتلكاتها من أجل خروجه إلى النور، حيث تحمست الفنانة الراحلة إلى العمل.
نتناول العمل قصة حياة المناضلة الجزائرية (جميلة بوحريد) والتي ساهمت في مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، حيث تري تعذيب ومقتل زميلتها (أمينة) بالمدرسة والتي كانت ضمن منظمة لمقاومه الاحتلال، لتقرر جميلة استكمال مسيرة النضال، وتتصاعد الأحداث، وقامت ببطولة الفيلم وإنتاجه ماجدة ومن إخراج الراحل يوسف شاهين.
العمل شارك فى بطولته عدد كبير من الفنانين على رأسهم أحمد مظهر وزهرة العلا وصلاح ذو الفقار وكريمان وحسين رياض وفريدة فهمى ومن تأليف يوسف السباعى ونجيب محفوظ .
وكانت هناك العديد من الكواليس الخاصة بهذا العمل، حيث نشبت خلافات بين مخرج العمل يوسف شاهين والبطلة والمنتجة ماجدة، بسبب اختلاف وجهات النظر حول الرؤية الفنية للعمل، وأدى هذا الخلاف إلى اتخاذ الطرفين قرارا بعدم التحدث إلى بعضهما البعض وكان مساعد المخرج هو الوسيط بينهما.
المثير فى الأمر أن الفيلم تعرض إلى احتفاء فى الدول المناهضة للحرب على الجزائر، إما الدول التى كانت تؤيد الحرب على الجزائر فقد تعرض العمل إلى الهجوم الشديد هناك، ولكن فى النهاية كان الفيلم بمثابة وثيقة تظهر نضال الشعب الجزائرى ضد المحتل، بل أن هناك حالة من التعاطف الشديدة مع الجزائريين ظهرت بعد عرض الفيلم.
ورغم أن ماجدة أهدت الفيلم إلى الشعب الجزائرى وتحمست له، إلا أنها رفضت العديد من الدعوات إلى حضور فعاليات فنية فى دولة الجزائر، حيث كانت ترى أنها لا بد وأن يتم دعوتها بشكل خاص ومميز بعد تقديمها إلى هذا العمل وأن يتم تكريمها، ولا يتم دعوتها مثل باقى الفنانين وهو ما تحقق بعد سنوات طويلة.