قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يحاسب الإنسان على ارتكاب المعصية في العالم الافتراضي ؟.. اعرف رأي الشرع

علي جمعة
علي جمعة
×

بعد الإعلان عن تغيير مسمى الـ فيسبوك الى " ميتا فيرس " سارع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الى البحث عن الإجابة لسؤال : " هل ارتكاب المعصية في العالم الافتراضي حرام ؟..


قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المسلم يحاسب على السعي فقط وليس الحركة، فالسعي هو الحركة مع العزم والقصد والهدف المحدد مسبقا.


وأضاف علي جمعة، في لقاء مسجل له "، أن مراتب القصد، وهي ما يدور في باطن الإنسان لا يحاسب فيه إلا على النية فقط، منوها بأن ما يدور في داخل المسلم ينقسم إلى خمسة أقسام: الهاجس ، الخاطر ، حديث النفس، الهم ، العزم" موضحا أن الأربعة الأوائل لا يحاسب عليها المسلم إلا العزم الذي فيه قصد وعزم على فعل الشئ.

مراتب القصد خمسة
وقال على جمعة، إن مراتب القصد خمس "هاجس، خاطر، حديث النفس، هم، عزم" بمعنى أن الإنسان إذا قصد شيئا مر بهذه المراحل الخمسة فى نفسه من الداخل.

وأوضح، أن الهاجس، صورته أن يأتى الشيء للإنسان ويمر مرور الكرام، فقد يكون هاجس معصية فيتصور الإنسان زجاجة الخمر وتمر أمامه فى ذهنه، فلو ثبتت هذه الصورة، تسمى خاطر، فالخاطر هو ما ثبت من الصور.

وأضاف، أن الإنسان لو أنشئ حديثا مع نفسه فقال لم يتصور صورة زجاجة الخمر وما الفائدة من تصويرها، فهذا حديث نفس، وهذه النفس قد تكون أمارة بالسوء أو نفس لوامة، أما الهم فهو أن الشخص الذى عرضت عليه المعصية مال لفعلها بقلبه وهم بتنفيذها، فإذا نوى قصدا، مؤكدا فعل هذه المعصية فهذا هو العزم.

المسلم يحاسب على السعي وليس الحركة


وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن السعي في اللغة هو الحركة مع القصد، فالفرق بين السعي والحركة هو أن الأول يكون بغرض وقصد وهدف ونية، أما الثانية تكون بلا هدف.

وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن السعي منه ما هو خير وما هو شر، مستشهدا بحديث النبي "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".

وأشار إلى أن الله أخبرنا في القرآن في كثير من الآيات القرآنية، أن الحياة الدنيا بين الحركة والسكون، منوها بأن كل الحركات والسكنات مسجلة بالصوت والصورة ومراقبة من الله تعالى.

وأوضح، أن العبد سيحاسب على السعي وليس الحركة ، فيقول الله تعالى "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ".

وذكر أن مراقبة الله لحركات العبد، تشمل الظاهرة والباطنة مضيفا أن القلب له عمل والعقل له عمل وحركة ، وهذا يعين على الاستقامة حينما يعلم العبد أن الله يراقب ما يبطن وما يظهر.

الواقع الافتراضي طريقة للارتكاب الحقيقي للمعصية

بينما قال الشيخ عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوى بالازهر سابقا ، أن الاستخفاف بالشعائر الدينية فيه حرام؛ لأنه يؤدي إلى تهوين ارتكاب المحظور في الواقع الحقيقي والتجرؤ على الشرع الشريف ويحبب إليه الفاحشة فإن من مقاصد الشريعة البعد عن المحرمات وكل ما قرب منها.

وأضاف أن الشركات التي تجعل الناس يتجرؤون على الشرع بارتكاب المحظور يعمدون على إفساد قلوب الشباب ومتى فسد القلب فسد الجسد كله، مؤكدًا أن تعظيم شرع الله من تقوى القلوب "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"

وطالب شركات البرمجة التي يمتلكها مسلمون بنشر برامج توعوية تحض على تعظيم شعائر الله والحرص على صلاح وإصلاح قلوب الشباب وفكرهم ووقتهم.

الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله متسائلا: " كيف تُعْرف المعصية، إن كانت من الشيطان تسويلًا استقلاليًا أو تسويلًا تبعيًا؛ فإنْ وقفتْ النفس عند معصية بعينها؛ وكلما أبعدها الإنسان تُلِح عليه؛ فهذا هو ما تريده النفس من الإنسان؛ حيث تطلب معصية بعَينها.

أما نَزْغ الشيطان فهو أن ينتقل الشيطان من معصية إلى أخرى محاولًا غواية الإنسان؛ إنْ وجده رافضًا لمعصية ما؛ انتقل بالغواية إلى غيرها؛ لأن الشيطان يريد الإنسان عاصيًا على أيِّ لَوْن؛ فالمهم أنْ يعصي فقط؛ لذلك يحاول أن يدخل الإنسان من نقطة ضعفه؛ فإنْ وجده قويًا في ناحية اتجه إلى أخرى.

وعن أبي هريرة أَنَّ أَبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ، "رضي الله عنه" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِكَلمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وإِذَا أَمْسَيتُ، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ عَالمَ الغَيْب وَالشَّهَادةِ، ربَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ. أَشْهَدُ أَن لاَ إِله إِلاَّ أَنتَ، أَعُوذُ بكَ منْ شَرِّ نَفسي وشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكهِ" قَالَ: "قُلْها إِذا أَصْبحْتَ، وَإِذا أَمْسَيْتَ، وإِذا أَخذْتَ مَضْجِعَكَ رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.