قصر مهيب يعد تحفة معمارية فخمة، شاهدا على زمانه وعلى ما مر به من أحداث تاريخية، إنه قصر الزعفران الذي ارتبط اسمه بالخديوي إسماعيل، بناه المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك عامي 1901-1902 ، للأميرتين جنانيار هانم وجشم آفت هانم أرملتي الخديوي إسماعيل، وتخليدًا لذكرى الزوج الفقيد.
وأجرت عدسة صدي البلد ، جولة داخل قصر الزعفران، والذى بات حاليا المقر الإداري لجامعة عين شمس ، لتكشف عن طبيعة هذا القصر وتاريخه وأهم ما يميزه.
وأكد الدكتور ممدوح الدماطي أستاذ علم المصريات ووزير الآثار السابق وعميد كلية الآثار ، أن قصة قصر الزعفران الموجود بـ جامعة عين شمس ، شابها الكثير من المعلومات المغلوطة، جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي التاسع لجامعة عين شمس.
حيث قام بعرض لكتابه (قصر الزعفران عبق التاريخ واستشراف المستقبل) الذي سرد فيه قصة قصر الزعفران وجامعة عين شمس، موضحا أن قصة القصر بدأت منذ إنشاء حي العباسية، حيث قام الخديوي عباس حلمي بتشجيع الأمراء وأبناء الذوات بالبناء في الحصوة "العباسية والذي سمي بالعباسية في عام ١٨٥٠"، كما قام ببناء قصر فخم يتكون من خمس سرايات، الذي قام بشرائها الخديوي إسماعيل.
وأوضح د. ممدوح الدماطي، أن الخديوي إسماعيل قد قام بإهداء والدته خوشيار هانم قصر الجبل الذي اصبح معروفا باسم (السرايا السفراء) بالإضافة إلي ثلاث سرايات من الخمس، مشيرا إلى أنه عام ١٨٦٩ تم بناء قصر الزعفران للوالدة باشا (خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل) وتمت إزالته عام ١٩٠٠، موضحا أن القصر الحالي تم بنائه عام ١٩٠١ علي يد المهندس أنطونيو لاشياك وهو مهندس إيطالي من اصل نمساوي، بناء علي طلب من زوجتي الخديوي إسماعيل بعد رحيله.
كما استعرض الدماطي ، مظاهر الجمال في بناء قصر الزعفران المتمثلة في الفنون المختلفة مثل فن الباروك، الروكوكو إلي جانب الفن الحديث في استخدام المعادن.
وأوضح د. ممدوح الدماطي، مراحل تطور القصر حيث تم استخدامه كمقر كدار ضيافة لإقامة الملوك والامراء ضيوف مصر وكبار زوار مثل الملك عبد العزيز آل سعود ، والملك البرت ملك بلجيكا، وكذلك الأحداث الهامة التي شهدها القصر ، حيث أقيمت بجواره مدرسة خديوية ، ثم تحويله كمقر للجامعة الأهلية عام ١٩٢٠، مرورا بالأحداث السياسية والتاريخية ، حيث شهد القصر التوقيع المبدئي بالأحرف الأولي لمعاهدة عام ١٩٣٦، وتوقيع ميثاق جامعة الدول العربية عام ١٩٤٥ ، كما شهد القصر العديد من المؤتمرات، حتي أصبح مقرا لجامعة إبراهيم باشا عام ١٩٥٠ قبل أن يتغير الاسم إلي جامعة هليوبوليس ثم جامعة عين شمس.