سكرة الموت هي حالة خاصة مصحوبة بالشدةيلاقيها الميت قُبيل موته وعند خروج الروح من جسده، وهي من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان في نهاية حياته الدنيوية عند الاحتضار، ومن تأثيراتها حصول حالة شديدة من الذهول والسُكر لدى المحتضر وتغلب عليه فتغير فهمه وعقله ويصبح المحتضر كالسكران، ولذلك عُبِّر عنها بـ “سكرة الموت”.
وقال الدكتور صالح الشواف، الداعية الإسلامي إن سكرة الموت حق، ولن يستطيع أحد أن ينفع الإنسان فى هذه اللحظة، ولن يجد مفرا ولا هربا منها، فهي أصعب ما يمر به الإنسان في نهاية حياته الدنيوية.
وأضاف الدكتور صالح الشواف في فيديو له بعنوان “سكرة الموت” أن الله سبحانه وتعالى قال عن سكرة الموت في كتابة الكريم “وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ” أي تفر وتهرب، ولكن لا يوجد مفر ولا مهرب.
وتابع صالح الشواف أن الله سبحانه وتعالى يقول لنا “كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ”.
واستطرد الداعية الإسلامي: فعندما ينام الشخص على سرير المرض لن ينفعه أحد ولن يستطيع أي شخص أن يفعل له شيئا ينقذه مما هو فيه حتى أقاربه الذين يحبونه وأصحابه الذين دائما معه، وأولاده الذين هم أقرب الناس له.
وأشار إلى أن سكرة الموت إذا جاءت لن ينفع الإنسان أيضا الأموال التى جمعها ولا البيت الضخم الذي يسكن فيه، لأنه لن يجد شيئا ينقذه وينفعه فى هذه اللحظة غير عمله الصالح.
وأوضح أنه إذا كان الإنسان عمله صالحا، نزلت عليه ملائكة الرحمة يلبسون ثيابا بيض ويبشرونه بروح وريحانورب راض غير غضبان فتخرج الروح في هذه اللحظة سهلة سلسة بسهولة ويسر ويبتسم صاحبها.
علامات سكرات الموت
1) يرى المحتضِر ملك الموت يقف أمامه فإذا كان من أهل الإيمان، فإنه يرى هذا المَلَك بأحسن صورةٍ، كما يرى الملائكةَ يحملون أكفانًا من الجنة، فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس عند رأسه ويقول له: يا فلان أبشر برضى الله عليك، فيرى منزلته في الجنة، فيقول مَلَك الموت مخاطبًا روح المحتضِر : يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ. أما إذا كان المحتضِر من أهل الشقاء فإنه يرى مَلَك الموت بصورةٍ مفزعةٍ مخيفةٍ ويرى ملائكةً من حوله يحملون أكفانًا من نارٍ فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس فوق رأسه ويبشره بسخط الله فيرى منزلته من النار، ويقول مَلَك الموت مخاطبًا روحه: اخرجي أيتها الروح الخبيثة أبشري بسخط الله وغضبه.
2) ينهار المحتضِر عند رؤية مَلَك الموت ويفقد الوعي ويستسلم لليقين، ويحصل له غثيان ولا يستطيع الكلام، فهو يسمع ولا يستطيع أن يتكلم، كما أنه يرى ولا يستطيع أن يعبّر عما يرى إذ تبدأ أجهزة جسده بالتوقف عن العمل.
3) تحصل اضطراباتٌ بقلبه وعدم انتظام بضرباته فيصحو أحيانًا وأحيانًا يذهب في غيبوبةٍ.
4) يَشخُصُ بصره نحو السماء ويبدأ شخوص بصره بالتوقف والثبات.
5) يبدأ جسده بالبرود فأول ما تبرد قدماه، ثمّ باقي الجسد.
6) يرتخي فكّه السفليّ بسبب ارتخاء عضلات الوجه.
7) تلتفّ ساقه اليمنى على ساقه اليسرى.
8) يبدأ جسده بالتيبس شيئًا فشيئًا حتى يتحول إلى جثةٍ هامدةٍ.
ما يخفف سكرات الموت
من الأمور التي قد تخفف سكرات الموت عن الإنسان المسلم فهي صلته لقرابته ورحمه، وبره بوالديه، كما قال صلى الله عليه وسلـم: "من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابـته وصـولا وبوالـديه بـارا، فإذا كان كذلـك هون الله عليه سكرات الـموت ولم يصـبه في حيـاته فقـر أبدا".
والعبد إذا كان فى إقبال على الدنيا وإدبار على الآخرة تحضر له عند الموت ملائكة سود الوجوه ويوبخ ويقال لروحه "اخرجى أيتها الروح الخبيثة" فتخرج فى ألم شديد، وأما إذا كان فى إقبال على الآخرة وإدبار على الدنيا تأتى له الملائكة فى هيئة حسنة وتبشره بمقعده من الجنة وتخرج منه الروح بكل سهولة وبدون ألم، فالشدة فى السكرات قد تكون من أجل رفعة صاحبها كما ورد فى الحديث "أشد الناس بلاء الأنبياء".