اعتاد على تحويل المخلفات المنزلية إلى تحف فنية رائعة ، منذ أن كان عمره 15 عاماً ، دون أن يفرط فى أى مجسم أبدعته أنامله الذهبية عبر مراحل عمره المختلفة، فالتحف الرائعة التى سهرت عيونه على إنجازها منذ عشرات السنين مازالت تزين أركان منزله بمدينة قوص جنوب قنا ، حتى أن عمر بعض المجسمات يتجاوز أعمار أبنائه.
الفنان محمد خليل القاضى، ابن مدينة قوص، لم يتخرج من كلية فنون جميلة، لكنه امتلك موهبة فنية قلما يمتلكها آخرون، تجسدت فى تحويل الكراكيب و المخلفات القديمة والمتهالكة ، إلى مجسمات ومنتجات بمثابة لوحات فنية رائعة تجسد فترة زمنية معينة، فضلاً عن تحويل مخلفات أخرى لـ فوانيس وماكيتات لمنازل وحدائق.
روعة التحف الفنية المحولة من المخلفات القديمة لا يتمثل فقط فى شكلها المميز، لكن الأجمل ما تحملها من ملامح ورسائل تجسد مراحل تاريخية مختلفة ومجسمات لحرف نادرة اندثرت منذ سنوات ولم يتبقى منها إلا ذكريات تحملها بعض الصور القديمة.
التحف المميزة التى تبهر مشاهديها كباراً و صغاراً تحمل شعار" ليست للبيع أو الإهداء " للتأكيد على أنها ليست بغرض التجارة ، بقدر ما أنها للحفاظ على التراث و إمتاع العيون، بأشكالها المتنوعة التى تحمل لفتات فنية تؤكد الجهد و التفكير المبذول فيها.
قال الفنان محمد عبدالفتاح خليل القاضي " 63 عاماً بالمعاش" تخرجت من المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، والتحقت بالعمل الحكومى و آخرها العمل بمحكمة الأسرة، قبل أن أحال للمعاش، لكن بجانب وظيفتى فى الحكومة، كنت حريص على إشباع هوايتى فى تحويل المخلفات القديمة إلى مجسمات و أشكال مختلفة تجسد فترة زمنية معينة أو تعبر عن حرفة تراثية، حتى وصلت المنتجات و القطع التى نفذتها لأكثر من 200 قطعة وتصميم مختلف.
و تابع القاضى ، المشغولات التى نفذتها منها عربة حنطور ملكية وطرابيش تجسد الفترة الملكية ، وفرن كنافة و عربة جاز و فوانيس متنوعة لشهر رمضان المبارك، و عربة فول، و عصارة قصب متحركة، و كاميرا قديمة، إضافة إلى تصميم لـ برج القاهرة و ماكيتات لمنازل وحدائق حيوان، أراعى فيها أن تحافظ على التراث الذى يكاد أن يندثر.
و أضاف القاضى ، تعودت ألا ألقي أي مخلفات صلبه بالقمامة سواء صفيح أو حديد أو بلاستيك أو حتى ورق ، و أجمعها في ركن بمنزلى ، لأبدأ بعد ذلك تحويلها لأشكال ومجسمات مختلفة حسبما يهدينى تفكيرى، فأحياناً تأتينى فكرة مجسم و أنا نائم ، وبمجرد أن تخطر على بالى فكرة أكتبها لأتولى تنفيذها بعد ذلك، و استثمر كل قطعة مهما كان حجمها أو شكلها لأحصل على الشكل المناسب.
و أوضح القاضى ، بأن المجسمات التى ينفذها لا مجال فيها للبيع أو الإهداء ، فهى بمثابة قطع غالية للتاريخ ، رفض عروض كثيرة ومغرية لبيع بعضها مهما كانت الأرقام ، رغم عدم تكبده أى مبالغ مالية فى تنفيذها باستثناء المواد اللاصقة، لكنها أفكار وحقوق ملكية فكرية أخذت الكثير من الوقت والتفكير حتى تخرج بهذا الشكل.
يذكر أن الفنان محمد خليل القاضي" بالمعاش" كان يشغل منصب مدير عام بالتأهيل المهني الإجتماعي بدأت موهبته في تدوير المشغولات التراثية منذ أن كان عمره 15 عاماً و واظب على ذلك حتى خلال فترة عمله بالحكومة، وزاد من نشاطه قبل خروجه للمعاش، وحظى منذ أيام بتكريم من قبل قصر ثقافة قوص على مجمل أعماله الفنيه التى تجسد فترات زمنية وحرف تراثية.