أجرى رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، اتصالا هاتفيا مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول الأزمة الأخيرة مع السعودية.
تشاور رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، مع الرئيس اللبناني ميشال عون حول مستجدات الأزمة، وعلى الأثر، أجرى ميقاتي اتصالاً بوزير الإعلام جورج قرداحي وطلب منه تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية، حسب بيان صادر عن مكتب ميقاتي.
كما طلب ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب البقاء في بيروت وعدم التحاقه بالوفد اللبناني إلى"مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي"، في اسكتلندا لمواكبة التطورات والمستجدات الأخيرة وإنشاء خلية لإدارة هذه الإزمة المستجدة على لبنان.
وتصاعدت الدعوات اللبنانية لإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، بعدما تسببت تصريحاته عن حرب اليمن في أزمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
السعودية تطرد السفير اللبناني
وأعلنت المملكة العربية السعودية، الجمعة، استدعاء سفيرها في لبنان للتشاور، ومغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ 48 ساعة القادمة، وتقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، وذلك بعد الأزمة التي أحدثتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وقالت الخارجية السعودية إنه "إلحاقا للبيان الصادر من وزارة الخارجية بتاريخ 27 أكتوبر 2021م، بشأن التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، وحيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها فضلاً عمّا تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها".
وأضافت الخارجية السعودية في بيان "أن ذلك يأتي إضافةً إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة، لا سيما في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على كافة المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي".
وتابع البيان السعودي "في هذا الصدد فإن حكومة المملكة تأسف لما آلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات التي طالما حرصت المملكة عليها من منطلق ما تكنّه للشعب اللبناني العزيز من مشاعر أخوية وروابط عميقة، إذ أن سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق الذي يجمعه بالمملكة بكافة طوائفه وأعراقه روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية، وكما هو مشاهد من خلال قيام حزب الله بتوفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الارهابية".
وأضافت الخارجية السعودية "وعليه فإن حكومة المملكة العربية السعودية تعلن استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية خلال ال (48) ساعة القادمة، ولأهمية اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية أمن المملكة وشعبها فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف".
وقال البيان إنه "حرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان".
وأكدت الحكومة السعودية حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة الذين تعتبرهم جزء من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبراً عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي.