قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أسعد بشارة، إن ما قاله وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي من تصريحات بشأن دول الخليج لا تكمن خطورتها في أنها قيلت قبل أن يتولى زمام الوزارة إنما تكمن خطورتها في أنها تعكس تركيبة هذه الوزارة والأرجحية فيها وأن هناك من يمسك قرار هذه الحكومة وهو حزب الله وتحالف الممانعة .
وأوضح "بشارة"، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن يصدر موقف لوزير الإعلام الناطق بأسم الحكومة اللبنانية في قضية تمس الصميم وعمق دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الشكل فإنه يمس أخر ماتبقي من علاقة للبنان مع العالم العربي، لاسيما وأن هذه التصريحات جاءت بعد تصريحات لوزيرالخارجية اللبناني السابق والتي أساء فيها للدول العربية ما يزيد ويعمق من أزمة لبنان مع الدول العربية .
ولفت "المحلل السياسي اللبناني"، أن ما أدلى به قرداحي هو ترجمة ما يفكر به فهو منحاز لمحور إيران والنظام السوري في المنطقة ويعبر بدقة عن هذا المحور الذي وضع لبنان في مواجهة مع الدول العربية التي تربطها بلبنان علاقات تاريخية لم تتهدد يوما وكانت دول الخليح صمام أمان ومنفذ اقتصاي للبنانيين فضلاً عن استضافتهم للمواطنين اللبنانيين على أراضيهم وكأنهم مواطنيها وترحب بهم في كل وقت.
وطالب "المحلل السياسي اللبناني"، بإقالة الوزير قرداحي والبعد عن البيانات الإنشائية التي صدرت عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتغطية على ما حدث لطي هذه الصفحة .
واستدعت وزارة الخارجية لكل من السعودية ، الكويت، البحرين السفير اللبناني لدى هذه الدول وسلمتهم مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي التي وصفتها بالمسيئة تجاه المملكة ودول "تحالف دعم الشرعية في اليمن".
وجاء في المذكرة إن تصريحات قرداحي قد تترتب عنها تبعات على العلاقة بين البلدين.
وكانمجلس التعاون الخليجي قد رفض تصريحات قرداحي "جملة وتفصيلا" وقال إنها "تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث"، وطالب المجلس الدولة اللبنانية بتوضيح موقفها.
كذلك قال وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، في تغريدة على تويتر إنه وجه السفير اليمني في بيروت "بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني، في إحدى البرامج التلفزيونية، والتي تعد خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه #اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة".
ما على الجانب الرسمي اللبناني، فقد أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا تقول فيه إن الكلام "الشخصي" الذي صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا "لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبّر عنه رئيسها في البيان الصادر بالأمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب".
وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بيانا يقول فيه إن كلام قرداحي، الذي صدر قبل انضمامه للحكومة، "كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
ويقول البيان، الذي نشر كسلسلة تغريدات عبر الحساب الرسمي لرئاسة الوزراء اللبنانية إن: "رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى".
كماكشفت صحيفة "عكاظ" السعودية عن توجه إدارة مجموعة mbcلإغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض، على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وكان رئيس مجلس إدارة مجموعة MBCوليد بن إبراهيم آل إبراهيم، استنكر كلام قرداحي معتبرا أنه "اتهامات مغرضة" بحق السعودية والإمارات.