قال المنشد والمداح عبد الحكيم الزيات، إن ريادة مصر لفن الإنشاد الديني قديمة وهي أعرق المدارس التي عرفها العالم العربي والإسلامي نظراً لاحتفاظها باللغة العربية الفصحى وحرصها على أن تكون بمثابة رسول لها حول العالم، لافتاً إلى أن مدارس الإنشاد المصرية يعرفها الغرب على إنها الثقافة الإسلامية والنموذج الأمثل للتدين الحقيقي نظراً لارتباطه كفن بالتصوف.
ريادة فن الإنشاد الديني
ولفت "الزيات" في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” إلى أن المديح والإنشاد المصري له مدارس عريقة بدأت مع الشبيكي والقبيصي والسلطان أحمد التوني والعميد ياسين التهامي والشيخ عمر السمان وغيرهم ولها ما يميزها فهي تجمع بين اللغة العربية الفصحى الذي يفهمها الجميع وطريقة الإلقاء التي تجذب إليها الناس على اختلاف لغاتهم وثقافتهم.
وأشار “الزيات” إلى أن المداحين في مصر استطاعوا خلال السنوات الماضية وبالتحديد منذ 30 عاماً في حمل لواء هذا الفن إلى العالم فكانت سفريات معظم المداحين الكبار إلى فرنسا وعدد من دول أوروبا تعكس ما تشبعت به من أخلاق التصوف وأعلامه فكانوا بها سفراء الدين الوسطي الذي يرفض التطرف وينبذ العنف ويغرس في النفوس والأرواح ما تتعطش إليه من هدي سيدنا المصطفى، مؤكداً :"قدرنا نعرف الناس بينا وكنا بنلف مصر والعالم شرق وغرب وشمال وجنوب عشان يعرفونا.. النهاردة الكل بيقدر يسمعنا ويشوفنا في أماكن كتير جداً وفي نفس التوقيت وده خلانا نتعرف أكتر بالنسبة للجيل الجديد".
وبين أن الإنشاد والمديح بصفة عامة يرتكز في عدد من الدول العربية وده مرتبط بعوامل تراثية فمثلاً في المغرب العربي هناك تونس والمغرب لأنهم بلد سيدي عمر بن الفارض وسيدي أبو الحسن الشاذلي، في لبنان بسبب مخطوطات ابن عربي، والسودان لوجود الطرق الصوفية المختلفة، بالإضافة إلى سوريا والعراق، موضحاً أن مجيء فرق الإنشاد الصوفي السوري إلى مصر إبان أحداث 2011، خلقت أجواء تنافسية لكنها تصب في صالح تطور الإنشاد المصري وتضيف إليه.
وألمح إلى أن الوجه القبلي وصعيد مصر لا يزال يحتفظ بعاداته وتقاليده وحرصه على الإنشاد والذكر في جميع مناسباته سواء أفراح أو طهور، وتكون جميعها باللغة العربية الفصيحة لأن هناك عمالقة في مدارس تلاوة القرآن، لكن الوجه البحري بيكون المدح ارتجالي ولا يشترط فيه أن يكون باللغة العربية الفصيحة مثل الصعيد، كما أن هناك استمرارية لصعود شباب صغير واقتحامه عالم الإنشاد بعضهم يبدأ من الابتدائية فما فوق، ويسعى للاقتداء بوالديه ويحرص على حضور حلقات الذكر والإنشاد ويتأثر بهم.
واختتم قائلاً: "في الفترة الأخيرة بدأت المجتمعات الراقية في استضافتنا وتنظيم الليالي والحفلات للمديح وده أمر كنا مفتقدينه، فبدأنا بنشوف حفلات ذكر في التجمع الخامس والزمالك وغيرها، وده أمر نتاج عن الوعي وإدراك قيمة هذه الروحانيات فما نقوله من مدائح في الأصل منبعها صحيح التصوف ووسطية الإسلام وسماحته ودي أمور بتغذي الروح ويحتاجها كل إنسان عشان يعيش".