سلطت صحف الإمارات الصادرة اليوم في افتتاحياتها الضوء على جهود الإمارات في اليمن سواء من حيث دعم عمليات الإغاثة الإنسانية أو دورها في الدفع بعملية السلام من أجل إنهاء الأزمة ومعاناة ملايين اليمنيين ما جعلها محل إشادة دولية.
كما سلطت الضوء على استنكار الإمارات واحتجاجها على تصريحات وزير الإعلام اللبناني ضد تحالف دعم الشرعية في اليمن والتي اعتبرتها مهاترات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وتاريخ علاقات لبنان مع دول التحالف وتنم عن ابتعاد لبنان المتزايد عن أشقائه العرب.
واهتمت الصحف أيضا بـ "اتفاقية أوكوس" وسعي واشنطن لإصلاح علاقتها مع باريس بعد إلغاء صفقة غواصات فرنسية لأستراليا بقيمة 66 مليار دولار واستبدالها بغواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية.
الإنسانية نهج ثابت للإمارات في اليمن
فتحت عنوان "نهج ثابت" كتبت صحيفة "البيان" في افتتاحيتها "تحظى الإمارات بإشادات دولية على دورها في اليمن، سواء من حيث دعم عمليات الإغاثة الإنسانية أو دورها في الدفع بعملية السلام، من أجل إنهاء الأزمة، ومعاناة ملايين اليمنيين، حيث تحرص الدولة على أمن واستقرار اليمن، وتعمل على دعم تطلعات الشعب اليمني الشقيق في التنمية والازدهار".
وقالت الصحيفة "اعترافاً بجهودها الكبيرة، تلقت الدولة إشادات عدة من منظمة الأمم المتحدة، آخرها يوم أمس على لسان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرج، الذي ثمن دعم الإمارات لجهوده في مهمته".
واختتمت "البيان" افتتاحيتها بالقول " تدعو الإمارات دائماً إلى حلول سلمية للنزاعات، سواء كانت إقليمية أو دولية، ثنائية أو جماعية، بالطرق السلمية، واتباع الحلول السياسية لمختلف التحديات، التي تواجه المجتمع الإنساني، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن الطريق الأسلم والأقل كلفة، هو الدبلوماسية والحل السلمي، وهو نهج ثابت في الدولة جعل من الإمارات محط أنظار الكثيرين في العالم، بحثاً عن حلول سلمية للصراعات".
"مهاترات" قرداحي جريمة بحق الإعلام
من جهتها وتحت عنوان "مهاترات" كتبت صحيفة "الاتحاد": "تصريحات جورج قرداحي المسيئة لـ «تحالف دعم الشرعية في اليمن»، المدافعة عن «الحوثيين»، ليست مستهجنة ومرفوضة فحسب، بل تشكل جريمة بحق الإعلام لتبنيها عمداً تزوير وتجاهل الحقائق. تحيز مشين من قامة إعلامية يفترض أنها تتحرى الصدق، وليس تلوين الكذب، واستعراض الخداع تحت مسمى الحرص والمحبة لدول التحالف".
وأضافت "الإمارات في استنكارها واحتجاجها على إساءة وزير الإعلام اللبناني، نبهت إلى أن هذه المهاترات لا تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وتاريخ علاقات لبنان مع دول التحالف فحسب، وإنما تنم أيضاً عن ابتعاد لبنان المتزايد عن أشقائه العرب".
واختتمت "الاتحاد" افتتاحيتها بالقول "تصريحات قرداحي الباطلة تجاهلت المبادئ والقيم، واختارت تزييف الواقع بقراءة سطحية هامشية شعارها قلب الحقائق، جهلاً وانحيازاً، ولا يصلح فيها أي تبرير أو تجميل أو اعتذار أو حتى دفن للرأس في التراب".
اتفاقية أوكوس.. أزمة في طريق الحل
أما صحيفة "الخليج" فكتبت تحت عنوان "أزمة في طريق الحل": "رغم الأزمة التي انفجرت بينهما جراء «اتفاقية أوكوس» التي جمعت بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وما نجم عنها من إلغاء صفقة غواصات فرنسية لأستراليا بقيمة 66 مليار دولار، واستبدالها بغواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية، إلا أن الحليفين الأمريكي والفرنسي لا يرغبان في تطورها ويعملان على احتوائها بالتراضي، ومن خلال الحوار، لأنهما يحتاجان إلى بعضهما في الظروف الدولية المعقدة الحالية".
وقالت الصحيفة "صحيح أن فرنسا غضبت وشعرت بأنها تعرضت للخيانة والطعن في الظهر، وارتفع صوتها استنكاراً، لكن ذلك يبقى في إطار علاقات بين «حليفين» يستطيعان إدارة الأزمة بينهما، في إطار المصالح العديدة المشتركة التي تربط بينهما".
وأَضافت "منذ تفجرت الأزمة، أعربت الولايات المتحدة عن رغبتها في إصلاح العلاقات مع فرنسا، وقررت اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الإطار، ربما لأنها أدركت أنها ارتكبت خطأ تجاه حليف شعر بالإهانة، فأجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالاً هاتفياً بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لتهدئته، واتفق معه على مواصلة الاتصالات لتجاوز الأزمة، وإجراء «عملية مشاورات معمقة»، ثم بادر إلى إرسال وزير خارجيته أنتوني بلينكين، لبحث سبل تسوية الأزمة، وها هو يقرر الاجتماع معه في روما يوم غد الجمعة على هامش قمة العشرين لمواصلة بحث استكمال وضع نهاية للأزمة، والعمل على تدوير الزوايا في شأن القضايا العالقة التي تتجاوز أزمة الغواصات، وصولاً إلى جهود تعزيز الدفاع عن أوروبا، وتأكيد الشراكة مع حلف شمال الأطلسي، وهي جهود يقودها الرئيس الفرنسي منذ سنوات مع ألمانيا لتأكيد استقلالية أوروبا الدفاعية بمعزل عن المظلة الأمريكية".
وتابعت "كان البيت الأبيض أعلن أن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي ستزور باريس يومي 11 و12 نوفمبر المقبل، والاجتماع مع الرئيس الفرنسي، لبحث العلاقة بين الجانبين «من أجل السلام والأمن في العالم»، وتأكيد «أهمية الشراكة في التصدي للتحديات التي تواجه الكوكب، على غرار كورونا وأزمة المناخ، مروراً بقضايا الساحل ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ»، أي أن الولايات المتحدة سوف تناقش مروحة واسعة من العلاقات الثنائية التي يمكن أن تشكل قاسماً مشتركاً بين الجانبين وتدخل الاطمئنان إلى قلب باريس بعد التوتر الأخير".
واختتمت "الخليج" افتتاحيتها بالقول "الحقيقة أن الخيارات بين الحليفين محدودة، والصدام ممنوع، ولا يستطيعان إلا العمل معاً لتبريد الأجواء والاتفاق على قواسم مشتركة تعيد المياه إلى مجاريها، وهو ما يبدو من خلال هدوء العاصفة الآن والبدء بمحادثات جدية بين الطرفين، ستكون قمة روما تتويجاً لها. لكن في مطلق الأحوال سيكون الحذر هو السمة التي ستحكم العلاقات منذ الآن بين فرنسا وأوروبا من جهة، وواشنطن من جهة ثانية".