تشتهر محافظة الوادي الجديد بالعديد من المناطق الأثرية المنتشرة في كافة مراكز المحافظة، منها قلعة أم الدبادب إحدى أهم المناطق الأثرية، والتي تقع على بعد 65 كيلومترًا من مدينة الخارجة. ويرجع المؤرخون أن أصل تسميتها يعود إلى عدة آراء أولها كثرة الزواحف كالثعابين والحيات، التي يطلق عليها اسم «دبيب»، وعند جمعها تصبح دبادب، المنتشرة بالمنطقة الصحراوية الشاسعة، فيما يري البعض أن تسميتها بذلك الاسم يرجع إلى كثرة الدواب والجمال والبعير التى كانت بها.
يقول المؤرخ ابراهيم خليل ، إن تلك المنطقة تعد ملتقى الطرق الصحراوية والدروب للقوافل التجارية التي تعبر خلال هذه المنطقة قادمة من شمال الخارجة ومنطقة اللبخة إلى الغرب وصولًا إلى واحة الداخلة والعكس.
وأوضح خليل أن منطقة أم الدبادب الأثرية، تقع فى قلب الصحراء ولها طريقان أولهما عبارة عن شبه مدقات أو مسارب، يعلمها أهالى الواحة ويتم الوصول إليها باستخدام عربات الدفع الرباعي المجهزة، ومن أهم هذه الطرق ممتد من منطقة اللبخة وهو الأقرب ولكنه حاليا لا يصلح للسير بسبب الجرود والتلال الرملية ولكنه يصلح عن طريق المشي على الأقدام.
أما الطريق الثاني فممتد من الكيلو 17 من طريق الخارجة الداخلة "درب الغبارى"، ثم يتجه شمالًا إلى الشرق قليلًا حوالى 40 كيلومترًا فى الجبل، ويصل إلى المنطقة الأثرية فى عين أم الدبادب والتي ترجع إلى العصر الرومانى.
وأشار الي أن النشاط البشرى بهذه المنطقة يرجع إلى إنسان عصور ما قبل التاريخ فى فترات ما قبل الأسرات المصرية، حيث يلاحظ وجود عناصر وأدوات وبقايا من عصور ماقبل التاريخ.
وأكد الأثري صبري يوسف ، أنه يوجد بالمنطقة مخربشات قديمة لتلك الفترات من عصور ما قبل التاريخ منتشرة فى المنطقة ولكنها مغمورة وسط الرمال والأتربة الناتجة عن عوامل الرياح.
وأضاف يوسف أن المنطقة تحتوى على قلعة كبيرة جدا أو حصن من العصر الرومانى يحتوى على أكثر من طابق وهى نفس فكرة القلاع الحربية والحصون بها مسار للجنود فى الأعلى وكذلك فتحات لصب الماء المغلي والزيت على رؤوس الأعداء من أعلى ورمى السهام والرماح عليهم، ولكن معظمها اندثر تحت الرمال، كما يوجد بها سلالم للصعود وحجرات للجنود وللاختباء بها من الداخل عند المهاجمة أثناء الشعور بالخطر فضلا عن وجود أماكن للتزود بالغذاء والماء.
وتابع أن المنطقة ينتشر حولها المنشآت التجارية والإدارية أو المخازن وخلافه؛ لأنها نقطة تزود للقوافل المارة بهذا الطريق، فضلًا عن وجود معبد رومانى وكنيسة ترجع إلى العصر القبطى وكذلك الجبانة والمدينة السكنية، إضافةً إلى وجود المناور العديدة وخطوط المياه الكثيرة والمنتشرة فى المنطقة والتى مازالت يرى آثارها حتى الآن، والتى كانت الدعامة الأساسية والوسيلة الكبرى فى الرى وزراعة المساحات الشاسعة من الأراضى الزراعية فى المنطقة.
وأوضح أنه يوجد ملامح للحياة من حيث الأشجار كالدوم وخلافه.. ويرى وجود الغزال بالمنطقة، فضلًا عن الطيور ونقاء الجو ونظافته كذلك الهدوء والراحة العجيبة فى وسط تلك المناظر الخلابة مع وجود العناصر الاثرية الجميلة من التي تزين القلعة والتي مازالت تصارع من أجل البقاء.
وذكر أن أهم ما يميز تلك المنطقة وجود ظاهرة فلكية أثرية خاصة بها تتم كل عام ويتم رصدها سنويًا من قبل الأثريين الذين يعلمون بتلك الظاهرة.
وتتمثل هذه الظاهرة فى ظهور قرص القمر مكتملًا كالبدر أعلى صرح البرج مباشرة وفى المنتصف أول ظهور للقمر بعد الغروب يكون أعلى الصرحين للقلعة مباشرة فى وسطهما تقريبا وذلك فى ميعاد ثابت فى وقت محدد بالدقائق والثواني يتم معرفته وحسابه بالبرامج الفلكية الحديثة ولكن المسؤولين في غفلة تامة عن تلك الظواهر.