خلال العام الماضي تبنى الناشر شريف بكر، مدير دار العربى للنشر والتوزيع، مشروعا ثقافيًا يخص نقل الأدب العربي وتصديره، إذ أدرك أن هناك مشاكلة تخص عدم قدرتنا على نقل ثقافتنا للدول الأخرى في العالم، لذلك دار هذا الحوار، الذي تحدث فيه عن مشروعه، وعن التحديات التي يواجهها سوق النشر والترجمة في العالم العربي.
ما الهدف من مشروع أصوات عربية؟
المشروع من تمويل الاتحاد الأوروبي، وهو عبارة عن وسيط بين دور النشر المصرية ودور النشر في الخارج، للتعريف بالأدب المصري، ولم يرجَ منه عائد مادي، وقد رحب الاتحاد الأوروبي بالفكرة منذ البداية، فالهدف منه التسويق لأدبنا عالميًا عن طريق اختيار الأعمال الأدبية عبر لجان تضم متخصصة، إذ رأينا أن هناك الكثير من بلاد العالم استطاعت تسويق أدبها بشكل جيد من خلال عرضه على دور النشر المختلفة، وقد أردنا فعل الأمر نفسه، فاخترنا ٣٢ عملا مختلفا.
إذًا وما المعايير التي وضعتموها عند اختيار الأعمال؟
اعتمد اختيارنا على مدى القبول الذي ستتلقاه تلك الأعمال في الخارج، لذلك ضمت لجان الاختيار بعض الأجانب لتقييم الأعمال وفقًا لذائقة القارئ هناك، فبالرغم من جودة بعض العناوين، لكنها ربما لن تلقى نفس الاهتمام لدى القارئ الأجنبي، كما ركزنا على أن تكون عدد صفحات العمل الأدبي كبيرة نسبيًا، لأن القارئ في الخارج يهمه هذا الأمر، بالإضافة إلى الكلمات المستخدمة في العمل، ومن ضمن المعايير التي وضعناها هي مدى معرفة الكاتب للغات أخرى، كي يتثنى له التعامل مع القارئ في الخارج.
-وهل ضم البرنامج ترشيحات لروايات تخص كتابا عرب؟
لا ما قصدناه من هذا اللفظ "أصوات عربية" هي اللغة العربية نفسها، فهو لم يضم سوى الأدب المصري، فهو مجرد نواه أولى وأعتقد أن المشروع لو استمر سيستقبل خلال الفترة المقبلة أصوات من بلاد عربية أخرى غير مصر.
وما العقبات التي تواجهونها، هل يتم تقديم أي دعم من المؤسسات الثقافية؟
نحن نعاني من مشكلات عدة خلال الوقت الحالي، فالمشروع يجب أن يتم تبنيه من جانب الدوائر الثقافية الرسمية وتحديدًا المركز القومي للترجمة، وقد رحبت الدكتورة علا عادل بالفكرة ودعمتها خلال فترة ولايتها للمركز، فنحن نعرض المشروع منذ سنوات على الدوائر الثقافية داخل مصر، ولم يلقى استحسان ولم يقدم له دعم حقيقي، ولم يتبناه أحد سوى الاتحاد الأوروبي، وأنا أنتظر أن تدعمه الدوائر الثقافية خاصة أنه يمكن تنفيذه، فأنا لا أعلم سبب عدم حرص العالم العربي لتسويق أدبهم، فالثقافة هي أحد أهم أسلحة القوى الناعمة في العالم، والكثير من دول العالم الصغيرة استطاعت تسويق أدبها بصورة كبيرة، بل وتجاوزتنا، فلا يمكن للمشروع أن ينجح دون مشاركة المؤسسات الثقافية الحكومية، والتي لها القدرة على إدارة الأمر بشكل جيد.
وقد واجهتنا مشكلة أخرى أثناء العمل على المشروع تتعلق بأن معظم دور النشر الكبرى لم ترسل لنا أعمالها، ولم يتقدم في البداية إلا ستة دور نشر فقط، ونحن في النهاية من قمنا باختيار الأعمال من دور النشر المختلفة الأخرى رغم عدم إرسالهم للأعمال.
-وكيف تقيم التجربة، هل ثمة نجاح تحقق؟
التجربة الأولى من المشروع نجحت بصورة كبيرة، إذ حازت العديد من الروايات على جوائز عدة منها رواية أحمد القرملاوي "ورثة آل الشيخ" والتي حازت على جائزة "كتارا" للرواية العربية، وكذلك إيمان مرسال، وأشرف عشماوي فأعمالهم قيد الترجمة الان، فجميع هذه الأعمال ضمها الكتالوج في نسخته الأولى، وهو الوقت متواجد داخل معرض فرانكفورت للكتاب، فقد قامت هيئة الكتاب بأخذ نسخ منه لترويجه هو والأعمال الموجودة بداخله.
-هل سيستمر المشروع؟
نعم، فنحن نستعد لإعداد النسخة الثانية من الكتيب، لكن هذه المرة ستكون نسخة إلكترونية باسم “arab voices hub”، إذ نود أن تظل عملية تحديثه مستمرة طوال العام، وقد حاولنا أن نأتي بدعم مالي للمشروع إلا إننا للأسف لم نجد، فخلال السنة المقبلة سنتمكن من تنفيذ النسخة الثانية منه، وسنضم كتابا عرب إلى المشروع، وتسويقه بطريقة إلكترونية، لأننا خلال السنة ونصف الماضية تنبهنا إلى أهمية التسويق الالكتروني، وقد أثبتت جائحة كورونا مدي أهمية التواجد الالكتروني، وهذا ما سنحاول تنفيذه خلال الفترة المقبلة.