الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصيانة بريئة من حادثتي الإطارات|الدافع وراء خروج عجلات الطائرة عن مسار المدرج

هناجر الصيانة - صورة
هناجر الصيانة - صورة أرشيفية

في مصادفة قدرية غير مرتب لها، يحدث أن تتعرض طائرتين مصريتين؛ لحادث مماثل خلال عملية الهبوط في إحدى رحلاتهما الخارجية، في مدة لا تتجاوز أيام قليلة، ولكن العناية الإلهية وبراعة الطيارين المصريين أنقذت الطائرتين من كارثة حتمية كادت تودي بحياة عشرات الركاب المسافرين على متنهما.

الواقعة الأولى.. يوم 16 أكتوبر الجاري، استيقظت وسائل الإعلام الرومانية، على نبأ انحراف طائرة مصرية عن مسارها على المدرج أثناء الهبوط في مطار كلوج نابوكا، بسبب انفجار إطارات الطائرة الأربعة. وتبين أن الطائرة تابعة لشركة "فلاي ايجيبت" من طراز 7 - B 737، كانت في رحلة من مطار الغردقة الدولي إلى رومانيا، وأقلعت على متنها أكثر من 200 راكب.

وأثناء عملية الهبوط في مطار كلوج نابوكا الروماني، فوجئ قائد الطائرة بانفجار الإطارات الأربعة، في حين تمكن قائد الطائرة قدر الإمكان الحفاظ على مساره ببراعة الهبوط بالركاب بسلام دون أي خسائر في الأرواح، فيما فتحت سلطات الطيران المدني تحقيق في الحادث.

حادث طائرة فلاي ايجيبت بمطار رومانيا

الواقعة الثانية، قبل يومين، تحديدًا يوم الاثنين الماضي الموافق 25 أكتوبر، تعرضت طائرة مصر للطيران لنفس الحادث، أثناء الهبوط أيضًا في مطار المدينة المنورة، حيث كانت رحلة الشركة التي تحمل رقم 2677 وهي من طراز B737/800، أقلعت من مطار القاهرة إلى المملكة السعودية على متنها نحو 109 راكبًا.

أثناء هبوط الطائرة حدث فجأة تسريب هواء إطاري الطائرة الأمامي، وهو الأمر الذي يعد كارثيًا أيضًا، ولكن تعامل قائد الطائرة مع الموقف بكل براعة ومهارة أنقذ ركاب الطائرة من كارثة حتمية، واقتصرت الخسائر على إطاري الطائرة، ولكن ربما حدث تضرر نسبي في محركاتها أثناء السيطرة على عملية الهبوط، وهو ما أظهرته الصور المتداولة للطائرة بعد الحادثة في مطار المدينة المنورة. لكن في النهاية تم التعامل باحترافية مع الموقف ويخضع أيضًا حاليا للتحقيق في الحادث لمعرفة الأسباب.

حادث صدفة أم إهمال

دون انتظار نتائج التحقيقات، راحت أصابع الاتهام تشير على غير دراية إلى أعمال الصيانة الخاصة بالرحلتين، كونهما فقط تصادفا نفس الحادثة في غضون أيام قليلة، لكن لمهندسي صيانة الطائرات رأي أخر ومبررات لوقوع مثل هذه الحوادث المتعلقة بإطارات الطائرة سواء أثناء عمليتي الهبوط أو الإقلاع، - بحكم مرور الطوارئ المتعلقة بالرحلات -.

حادث طائرة مصر للطيران في مطار المدينة المنورة 

في البداية، وجب التنوية إلى أن أي طائرة تكون في الخدمة، تدخل صيانة دورية بعد عدد ساعات طيران معينه، فطراز الـ بوينج - وهو صاحب الواقعتين - ، يختلف عن طراز ايرباص، ولكن المدة التقريبية لكل منهما حوالي 1500 ساعة طيران، بعدها تدخل الطائرة صيانة دورية وهي تختلف عن الصيانة اليومية التي تجري على الطائرة في مطار القاهرة قبل كل رحلة جوية.

وتحتاج الطائرة إلى نحو 5 مهندسين لإجراء الصيانة الدورية عليها داخل هناجر الصيانة، من فحص الفلاتر وعجل وفرامل وكافة أجزاء الطائرة، وهو الأمر الذي يستغرق نحو 48 ساعة تقريبًا، ويتم وفقًا لكتيب الشركة المصنعة لكل طراز.

يختلف الأمر قليلًا بالنسبة للصيانة التي تسبق كل رحلة، فكل طائرة لا يسمح لها بالإقلاع من المطار دون الحصول على تصريح أو تأشيرة إقلاع من كبير مهندسي الصيانة، والذي لا يمنحها إلا بعد الفحص الفني لحالة الطائرة من قبل على الأقل 4 مهندسين، يتم فحص كافة الأجزاء بكفاءة عالية ومنتهى الدقة أولهم "عجلات الطائرة"، والتي يعتبرها مهندسي الطيران هي صمام الأمان لنزول الراكب من هذا الأنبوب فلا يكون هناك تهاون بشأنها أثناء الفحص الذي يسبق الرحلة، لأنها قد تؤدي إلى كارثة فعلية.

ما وراء تفجير العجلات

فإذا كانت الصيانة بريئة فنيًا من الاتهام في مثل هذه الوقائع الخاصة بالإطارات، فما الذي يدفع عجلات الطائرة للخروج عن مسار المدرج؟.

بحسب مهندسي صيانة الطائرات، تتآكل إطارات الطائرة أو تخرج عن مسارها على المدرج لعدة أسباب، أبرزها العوامل الجوية وهي عادة ما تكون السبب في المطارات الساخنة كدول الخليج والتي تكون فيها درجة الحرارة عالية على المدرج، مع هبوط الطائرة وسرعتها العالية وقوة الاحتكاك بالمدرج يحدث تآكل غير مقصود في العجلات بعد سخونتها نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وهنا مهارة الطيار وبراعته تكون هي العامل الأساسي لإنقاذ الطائرة والركاب، وربما تكون الطيارات الهوائية المفاجئة والمعاكسة أيضًا سببًا من ضمن الأسباب في وقوع مثل هذه الحوادث.

عامل أخر، ربما يكون السبب أيضًا في مثل هذه الحوادث الطارئة، لكنه قلما يحدث، وهو أخطاء القيادة أثناء الهبوط قد تدفع عجلات الطائرة للخروج عن مسارها على المدرج، وهي ربما قائد الطائرة يتفاجئ بتيار هوائي عكسي أو ربما يحاول تفادي أمر ما أثناء الهبوط فيحدث خطأ في القيادة بقصد تفادي وضع أكثر كارثية، فيظهر التأثير على أول جزء يلامس الأرض من جسم الطائرة وهو الإطارات، لذا يعتبرها مهندسي الصيانة "صمام الإمان" فلا يحدث حيالها أي تهاون في أعمال الفحص التي تسبق كل الرحلة.

حادث إطارات طائرة مصر للطيران في مطار المدينة المنورة 

هناجر الصيانة المصرية

بالنظر إلى صيانة الطائرات المصرية، وهناجر الشركة الوطنية مصر للطيران، صاحبة أكثر من 120 عميلا من كبرى الشركات العالمية والإقليمية والمحلية أيضًا، التي تجري لديها أعمال صيانة، سواء في مجال عمرة وصيانة المحركات  أو إصلاحات هياكل الطائرات أو المقاعد أيضَا، فضلا عن امتلاكها مجمع ورش لعمرة المحركات والذي يعد المجمع الأكبر والأحدث على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، في عمرة الطائرات، والذي نجح مؤخرا في تعمير أحدث محرك من طراز CFM56-7B الذي يعمـل على طائرات البوينج B737-800 صاحبة واقعة الإطارات، حيث تضم مصر للطيران لأسطولها الجوي عدد 29 طائرة من هذا الطراز، الذي يطلق عليه رجال الصيانة "الحصان الأسود" لسهولة التعامل الفني معه وخلوه من أي تعقيدات فنية تكون موجودة في طرازات أخرى.

فوجب التنوية، إلى قدرات الصيانة المصرية للطائرات، التي تعتزم  متمثلة في الشركة الوطنية تأسيس محطة جديدة للصيانة والأعمال الفنية، في مطار دبي الدولي، الذي يعد أحد أكبر مطارات الشرق الأوسط، لتقديم خدمات الصيانة اليومية للشركات العاملة من وإلى مطار دولة الإمارات العربية الشقيقة.