تحظى محافظة كفر الشيخ بوجود أماكن تاريخية عظيمة، ويُعد مركز بيلا أحد أعرق مراكز ومدن المحافظة، كونه يضم عددًا من الأماكن التاريخية والأثرية المميزة، من بينها مسجد سيدي أبو غنام، والذي يٌنتسب إلى العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام، أحد أولياء الله الصالحين المشهود لهم بالزهد والورع والكرامات، وكذلك سرايا العمدة العطافي، والتي تعد أقدم السرايا التاريخية والأثرية في مدينة بيلا ومحافظة كفر الشيخ.
ويرجع تاريخ إنشاء مسجد سيدي البيلي أبو غنام إلى سنة 700 هجرية، بداخله ضريح سيدي سالم البيلي أبو غنام، الذي يُعد أحد الأولياء الصالحين، الذي نشأ بزاوية صغيرة بجوار المسجد، وبعد وفاته تحولت الزاوية إلى مسجد كبير، وأثر المسجد في حياة الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع، نقيب القراء الأسبق، الذي نشأ في رحابه، في فترة طفولته وتعلق به.
يقول محمد عوض اليماني، محامٍ، وخليفة الضريح، من أبناء مدينة بيلا، لـ«صدى البلد»، إن مسجد سيدي البيلي أبو غنام له تاريخ عريق، وله مكانة عظيمة، فهو من أقدم وأعرق المساجد في محافظة كفر الشيخ وليس مدينة بيلا، مضيفًا أن المسجد حائر الآن بين وزارتي الأوقاف والآثار، ويعاني من وجود تشققات في بعض جدران المسجد، فضلًا عن وجود تصدعات وتشققات في سقف المسجد ويحتاج إلى ترميم عاجل.
وأضاف، وقامت أكثر من لجنة من وزارة المسجد بتفقد ومعاينة المسجد هندسيًا ورفع المعاينات اللازمة لسرعة ترميمه، إلا أننا مازلنا ننتظر ترميمه منذ أكثر من 15 عامًا ولم يتحرك ساكنًا من المسئولين حتى الآن، لافتًا أن المصلين يؤدون الصلوات الخمس داخل المسجد بالرغم من تهالك وتآكل بعض جدرانه، ويعانون أشد المعاناة في فصل الشتاء لتساقط الأمطار من أعلى السقف بسبب التصدعات والتشققات.
وعلى بُعد نحو 350 مترًا من مسجد أبو غنام، تقع سرايا العمدة العطافي، واحدة من أعرق السرايات، وظلت جدرانها خلال سنوات عديدة، حتى عهد قريب، شاهدة على التاريخ، وتحكى أسراراً عديدة بعد أن احتضنت الكثير من الأحداث.. السرايا أُنشئت فى عام 1917م، ومرّ على تاريخ إنشائها نحو 104 أعوام، ورغم مرور كل هذه العقود على هذا الصرح التاريخى الكبير إلى أنه الآن أصبح آيلاً للسقوط.
ويرجع تاريخ إنشاء سرايا «العُمدة العطافى» إلى عام 1917م، وشيدت على الطراز الإيطالى الكلاسيكى، وعُرف مُحيط السرايا لاحقاً بـ«حى العطافى»، نسبةً إلى مالك السرايا وهو «العُمدة العطافى المنشاوى»، والذى يُعد أحد الشخصيات المُؤثرة التى تولت مقاليد الحُكم المحلى فى مركز ومدينة بيلا أوائل القرن العشرين، إلى أن طالتها يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبحت فى طى النسيان، وباتت مُهددة بالانهيار فى أى وقت، وتنتظر الترميم في أقرب وقت ممكن.