الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستوحاة من الفن الإسلامي|رانيا وشيماء تنفذان أول حقيبة "تُللي":نحافظ على تراث الصعيد..صور

رانيا هلال بالمتحف
رانيا هلال بالمتحف الإسلامي

الحفاظ على تراث صعيد مصر وإعادة تقديمه كان وسيلة رانيا وشيماء في إعادة التعريف بفنون الصعيد من خلال تصميم وتنفيذ أول حقيبة جلدية باستخدام التللي.

 

رانيا هلال بالمتحف الإسلامي
رانيا هلال بالمتحف الإسلامي

المتحف الإسلامي

صممت الحقيبة رانيا هلال مُصممة الجلود والحلي واستشاري الأمم المتحدة للمشاريع التنموية، وتقول لـ «صدى البلد»: "تصميم الحقيبة والدمج مع التللي جاء من إيماني بفكرة العمل مع المجتمعات خاصة أن في مصر تراثا كبيرا في المجتمعات البعيدة عن العاصمة، ولديهم مخزون ثقافي عال وحرفة متقنة يتم توارثها عبر الأجيال".

 

وجاء تصميم الحقيبة بشكل هندسي مستوحى من المتحف الإسلامي بالقاهرة وفكرة الظل والنور به، باستخدام أربع خامات مختلفة وهي الجلد الطبيعي للحقيبة، وقماش التل الناعم المطرز بخيوط الفضة، وتصميم اليد مواكب لفكرة الحقيبة وهي يد معدنية من النحاس المطلي بالفضة للتناسق مع التللي وعناصر الحقيبة.

العمارة الإسلامية وفكرة الظل والنور
العمارة الإسلامية وفكرة الظل والنور

 

فكرة تراثية 

تستخدم رانيا جلود طبيعية من اعلى الخامات في مصر ويتم تصديرها إلى إيطاليا، وتقول: "الحقيبة المميزة تختلف عن العلامات التجارية العالمية التي تستخدم خامات صناعية تجعل عمر المنتج قصيرا".

 

واختارت التللي لدعم فكرة إنتاج قطعة عصرية من فكرة تراثية، والتللي يتم إنتاجه بحرفية وإتقان على درجة عالية، وكذلك تتناسب خيوطه الفضية اللامعة مع هدف استخدام الحقيبة مساء، أو في المناسبات فقط.

حقيبة سِبا البيضاء والتللي باللون الوردي الذهبي  (3)
حقيبة سِبا البيضاء والتللي باللون الوردي الذهبي (3)

واسم الحقيبة (سِبا) أي النجمة في اللغة المصرية القديمة استوحته رانيا من رسم النجوم في الحضارة المصرية القديمة، وصممت اللوجو عبارة عن النجمة، وتم دمجها مع التصميم الهندسي المستوحى من المتحف الإسلامي لليد المفرغة، واستغرق التنفيذ شهرا كاملا، تم من خلاله تجربته بأكثر من لون مثل الذهبي، والوردي الذهبي والفضي.

 

تراث التللي

خيوط من فضة شغلت بها شيماء النجار رائدة التللي في صعيد مصر حاليا، الحقيبة المصنوعة من الجلد الطبيعي، وتقول لـ «صدى البلد»: "هذه هي المرة الأولى التي أصمم فيها التللي لمنتج من الجلد الطبيعي، بالتعاون مع رانيا هلال، وبعد نجاح عرض الحقيبة نسعى لتدشين خط إنتاج خاص بنا".

رانيا هلال بالمتحف الإسلامي 1
رانيا هلال بالمتحف الإسلامي 1

انتهت شيماء من تصميم التللي في غضون 10 أيام ثم قامت رانيا بدمجها للحقيبة، وتتابع: "أعمل في التللي منذ كان عمري 12 عاما، استخدمته في قطع الملابس النسائية، ومؤخرا فكرت في استخدامه مع الجلود بعد طلب الجمهور ، وخلال حضوري للتدريب التابع للمجلس التصديري للحرف اليدوية، واقتراح دمج التللي بحقيبة من الجلد الطبيعي، شعرت بأهمية الحفاظ على التراث مع التطوير".

 

تاريخ يزيد عن 20 عاما لشيماء النجار في مشروعها لتطريز التللي، يعمل به أكثر من 350 سيدة في محافظة سوهاج بصعيد مصر، وتقول لـ «صدى البلد»: “أنفذ التصميم الأول ثم بعد ذلك يتم بيعه وإعادة التصميم عليه، وحرص المشاهير على اقتناء التللي من تنفيذي”.

معرض تراثنا  (2)
معرض تراثنا (2)

فن الملوك

وتابعت: "منهم الفنانة يسرا، وتصميم لي ارتدته المذيعة منى الشاذلي، والفنانة سارة عبد الرحمن، والملكة نور في الأردن، وعدد من الوزيرات حاليا، وسابقا السيدة سوزان مبارك دعمتنا وكانت تشتري قطعا لدعم المنتج المصري".

 

وبدأت شيماء ابنة جزيرة شندويل في محافظة سوهاج، مشروعها في الأعمال اليدوية بخيوط الفضة، وهو تراث قديم أوشك على الاندثار وتقول إن التللي هو أحد فنون التطريز بخيوط الذهب والفضة، علي قماش التل ويرجع اسم التللي إلي الملك أتالوس الذي اخترع فن التطريز بالذهب والفضة، وكان يتم التطريز بخيوط ذهبية لأشكال مستوحاة من البيئة الصعيدية.

حقيبة سِبا باللون الأسود والتللي بخيوط الفضة
حقيبة سِبا باللون الأسود والتللي بخيوط الفضة

وكان التجار يقومون بتسليم الحرفيين الخيوط بالميزان وكان يباع المنتج بالميزان، ويعود تاريخه إلى مصر القديمة حيث تم العثور علي بعض نماذج منه في المقابر الفرعونيه، ثم توارثه أهل الصعيد واعتادت نساء الصعيد قديما على إهداء الابنة العروس قطعة مطرزة بالتللي المشغول بخيوط الذهب أو الفضة، وكان التللي موضة رائجة في فترة العشرينيات والثلاثينيات.

 

 وارتدت نجمات السينما المصريات في كثير من الأفلام القديمة، قطعا منه، ثم انتقل إلى بيوت الأزياء الراقية، مثل كرستين ديور، باربرا سترايسند ويوجد قطع منه في متحف فيكتوريا وألبرت لندن.