الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مئوية آخر إمبراطور.. كيف ساهمت الجالية الإيرانية في تاريخ مصر؟

حفل للجالية الإيرانية
حفل للجالية الإيرانية في مصر - يونيو 1938

اختار الشاه محمد رضا بهلوي تاريخ ميلاده ليتوج نفسه ملكا على إمبراطورية إيران في عام 1967، في احتفال ملكي ضخم  لآخر ملوك إيران قبل قيام الثورة الإسلامية في البلاد عام 1979، إذ حرص بهلوي ( 26 أكتوبر 1919 - 27 يوليو 1980) على الاحتفال برفقة زوجته الثالثة والأخيرة الشاهبانوا "فرح ديبا"، بعدما لم يحالفه الحظ في استمرار الزواج من زوجتيه السابقتين ثريا اسفندياري والأميرة فوزية، التي شهدت فترة زواجه بها ارتباطا وثيقا للعلاقات المصرية الإيرانية.

 

وتضمنت العلاقات المصرية الإيرانية وجود دور قوي للجالية لإيرانية في مصر في أواخر الثلاثينيات حتى مطلع الاربعينيات، وكان لها العديد من الإسهامات في النهضة المصرية الحديثة.

حِرف أصلية

وبحسب ما نشر في مجلة "المصور" عام 1938، كانت إيران في طليعة الأمم الشرقية الفنية بصناعاتها اليدوية المختلفة، وزين السجاد الإيراني والتحف المختلفة كل منزل حول العالم، وحرص بعضهم على تطور الحرفة وانتقالها إلى مكان آخر.

 

وجاء عدد كبير من التجار الإيرانيين إلى مصر عن طريق الهند التي كانت ملتقى تجاريا كبيرا للمنتجات الزراعية الهندية مثل الشاي والبهارات، وسوقا دوليا لعرض منتجات البلاد الأخرى مثل الصين واليابان.

 

وقبل وجود مفهوم الاستيراد والتصدير الحالي، كان المصريون في مطلع القرن العشرين  بحاجة إلى ملابس وجلباب يتحمل مشقة العمل في الأرض الزراعية، وما كادت تصل هذه الأخبار إلى الوافدين في مصر حتى انتقل عدد كبير من الإيرانيين إلى مصر معهم الجلباب الملون بأقمشة مختلفة والسجاد للفئة الأكثر ثراء.

 

الحاج أهم لقب

وحرص الإيرانيون على ممارسة الشعائر الدينية، وكانوا يفضلون حج بيت الله حتى يُسبق اسمهم بلقب حاج، وبما فضلوه عن الألقاب الرسمية في الدولة، ومنهم أقطاب التجارة قديما في مصر الحاج محمد حسن كازوني رئيس التجار الإيرانيين في مصر قديما، والحاج مرزا فضل الله عبدالجواد الحسيني، والحاج محمد رفيع مشكب، والحاج عبدالرسول شيرازي، والحاج ميرزا علي أكبر أصفهاني.

 

وقد ترك معظمهم أموالا طائلة للتجارة في مصر، وكان معظمهم يترك جزءا من أملاكه لينفق ربعه في إطعام الفقراء تبركا بأهل البيت في المناسبات والمواسم، ومنهم الحاج محمد حسن كازروني الذي خصص ربع ربح عمارة بـ 8آلاف جنيه، أي حوالي 2000 جنيه لينفق منها على الأعمال الخيرية وإطعام الفقراء في مصر.


الجيل الوافد

وفي الثلاثينيات والأربعينيات كان الإيرانيون مصريي النشأة والتربية، وعمل معظمهم في التجارة مثل آبائهم وأجدادهم، وتأسست في مصر جمعية تحمل اسم "الجمعية الخيرية الإيراني" وترأسها عبدالحميد بك كازروني، الذي أسس مدرسة خيرية إيرانية.

 

وكان عبدالحميد إيراني الأصل ومصري التنشئة، وكان قد أهداه الملك فؤاد شخصيا ساعة ذهبية أثناء زيارته لمدرسة "التجارة العليا" التي درس بها في عام 1917.