EN 
هل تلد نساء الجنة وما مدة حملهن؟.. من الأمور التي تشغل بال كثير من النساء هل يلدن في الجنة وهل هناك حمل؟ ولو كان هناك حمل فما هي المدة التي تضع فيها نساء الجنة؟.. تلك الأسئلة التي أجاب عنها إمام الدعاة ووزير الأوقاف الأسبق الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي.
هل تلد نساء الجنة وما مدة حملهن؟
وأورد الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي من خلال كتابه "فتاوى النساء"، فصل: ذكر اختلاف الناس في الجنة حمل وولادة أم لا؟، ما ذكره الترمذي في جامعه عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسنه – شبابه وكبره- في ساعة كما يشتهي".
وأشار إلى اختلاف أهل العلم في هذا فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد وهو رأي طاووس ومجاهد وإبراهيم النخعي من التابعين، حيث قالوا:" إن الجنة لا يولد فيها"، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي"، وعقب الشعراوي قائلاً:" وتأويل إسحاق فيه نظر. فإنه قال:" إذا اشتهى المؤمن الولد"، وإذا للمتحقق وقوعه ولو أريد ما ذكره من المعنى لقال "لو" اشتهى المؤمن الولد لكان حمله في ساعة، فإن ما لا يكون أحق بأداة "لو".
وحول ما رواه أبي رزين العقيلي عن النبي قال:" إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد"، قال هو حديث طويل ونحن نسوقه بطوله نجمل به كتابنا فعليه من الجلالة والمهابة ونور النبوة ما ينادي على صحته، فعن دَلهَم بن الأسود بن عبدالله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي عن أبيه عن عمه عن لقيط بن عامر، قال دلهم:" وحدثنيه أبو الأسود عن عاصم عن بن لقيط: أن لقيطاً خرج وافداً إلى رسول ومعه صاحبه نهيك بن عاصم، فقال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتَّى قدمنا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة، انسلاخ رجب فأتينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في النَّاس خطيباً فقال: "أيها النَّاس ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، ألا لأسمعنكم ألا فهل من امرئ بعثه قومه، فقالوا: اعلم لنا ما يقول رسول الله ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال ألا إني مسئول هل بلغت ألا فاسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا ألا أجلسوا. قال: فجلس النَّاس، وقمت أنا وصاحبي حتَّى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت: يا رسول الله ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله وهزَّ رأسه، وعلم أني أبتغي لسقطه. فقال: "ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله"وأشار بيده.
إلى أن ذكر: قلت: يا رسول الله ولنا فيها أزواج، أو منهن مصلحات. قال: "الصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذونكم غير أن لا توالد".
هل تلد نساء الجنة؟
وفي بيان انتفاء الولادة أورد الإمام عشرة أوجه:
- حديث أبي رزين السابق.
- قوله تعالى:" ولهم فيها أزواج مطهرة" أي من الحيض والنفاس والأذى.
- قوله صلى الله عليه وسلم:" غير أنه لا مني ولا منية"، حيث يخلق الولد من ماء الرجل فإذا لم يكن هناك مني ولا مذي ولا نفخ في الفرج لم يكن هناك إيلاد.
- ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال:" يبقى في الجنة فضل، فينشئ الله لها خلقاً يسكنهم إياها"، فقال: لو كان في الجنة إيلاد لكان الفضل لأولادهم وكانوا أحق به من غيرهم.
- أن الله سبحانه وتعالى قدر التناسل في الدنيا لأنه قدر الموت وأخرجهم إلى هذه الدنيا قرناً بعد قرن وجعل لهم أمداً ينتهون إليه.
- أن الله سبحانه وتعالى جعل الحمل والولادة مع الحيض والمني، فلو كانت النساء يحبلن في الجنة لم ينقطع عنهن الحيض والإنزال.
- أنه سبحانه وتعالى قال:" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ"، فأخبر سبحانه أنه يكرمهم بإلحاق ذريتهم الذين كانوا في الدينا، ولو كان ينشأ لهم في الجنة ذرية أخرى لذكرهم كما ذكر ذريتهم الذين كانوا معهم في الدنيا.
- أنه إما أن يقال باستمرارية التناسل فيها لا إلى غاية، أو إلى غاية ثم ينقطع، وكلاهما لا سبيل إلى القول به.
- أن الجنة لا ينمو فيها إنسان كما ينمو في الدنيا، فلا ولدان أهلها ينمون ويكبرون، ولا الرجال ينمون، بل هؤلاء ولدان صغار لا يتغيرون وهؤلاء أبناء ثلاث وثلاثين لا يتغيرون، فلو كان في الجنة ولادة لكان المولود ينمو ضرورة حتى يصير رجلاً.
- أن الله تعالى ينشئ أهل الجنة نشأة الملائكة وأكمل من نشأتهم، بحيث لا يبولون ولا يتغوطون ولا ينامون ويلهمون التسبيح ولا يهرمون على تطاول الأحقاب ولا تنمو أبدانهم بل القدر الذي جعلوا عليه لازم لهم.
وشدد على أن النافون للولادة في الجنة لم ينفوها لزيغ قلوبهم، ولكن لحديث أبى رزين "غير أن لا توالد"، وهو نفي للتوالد المعهود في الدنيا ولا ينفي ولادة حمل الولد فيها ووضعه وسنه وشبابه في ساعة واحدة.
