-أغنى رجل على كوكب الأرض
- خطة محكمة للسيطرة على التجارة
-تدريب ضباط لقتل الأسطورة
- بابلو بين المال والسياسة والإجرام
بدأ اليوم الأول من عامه الرابع والأربعين مشرقا، لكن سرعان ما انطفأت أخر شمعة في حياته، لتنتهي أسطورة أعظم تاجر مخدرات في التاريخ، الرجل الذي بنى تاريخ أسود في كولومبيا وأسس أكبر امبراطوريات لترويج المخدرات حول العالم وجنى أكثر من 70 مليون دولار في اليوم الواحد خلال ثمانينات القرن الماضي.
ورغم الرعب الذي يتملك أي شخص يقع على مسامعه أن بابلو اسكوبار أو كما كان يلقب “الزعيم” يستهدفه لأي سبب حيث يعلم أنه إما في عداد الموتى أو سيطعم للحيوانات دون تردد، إلا أن بابلو كان أكثر المهتمين بتحسين حياة الناس والتبرع للفقراء ما جعله يبني حي بالكامل للفقراء اراده يكون مسالما حيث منع فيه تجارة المخدرات والسرقات واي أعمال منافية للأخلاق، ثم عاش فيه قبل أن يقرر أن يبني سجنه الخاص ليعيش فيه مع أصدقائه بإتفاقية أبرمها مع حكومة بلاده في كولومبيا.
-تدريب ضباط لقتل الأسطورة
حاصرت الشرطة “بابلو اسكوبار” وقتلته يوم 2 ديسمبر عام 1993 بعد أن أصبح أغنى رجل في العالم وزعيم أكبر عصابات المخدرات المتخصصة في تصدير الكوكايين لدول العالم ومالك حوالي 80% من إجمالي تجارة المخدرات على كوكب الأرض بالكامل، حيث كانت قرابة 2 مليار دولار تتعفن في المخازن سنويا بعد دفنها تحت الأرض بسبب الحشرات والقوارض.
كارلوس البيرتو بالاو
ولم تكون حياة اسكوبار سهلة كما لم تكن أيضا الخطة التي وضعتها الشرطة لقتله سهلة،لذلك يحاور موقع صدى البلد ضابط الشرطة الذي دربته الحكومة خصيصا للقضاء على أسطورة المخدرات الكولومبي بابلو اسكوبار.
وفي حديثه مع صدى البلد، يحكي كارلوس البيرتو بالاو، الضابط المسئول عن قتل بابلو اسكوبار:
" تحياتي الى كل الأصدقاء في مصر، أتمنى أن تكونوا بخير، اسمي كارلوس بالاو، وكنت أعمل ضابط شرطة في السابق وكنت الضابط المختص بعملية تصفية بابلو اسكوبار، فأنا خدمت في الشرطة لمدة 10 أعوام كان ذلك منذ 1990 وحتى 2000، وألان في عام 2021 أصبحت أعمل كمرشد سياحي، ولسخرية القدر أصبحت أقوم بجولات عن حياة بابلو اسكوبار".
وأضاف كارلوس "كان الوضع هنا في مدينة ميديين قبل 20 عاما مزريا لوجود مثل هؤلاء الرجال المجرمين وغيرهم من الإرهابيين الذين كانوا يتحكمون في كولومبيا، مما دفع رجال الشرطة في قوات "سيرش بلوك" والتي كنت واحدا منهم أنذاك للاستعداد لإنهاء هذا الكابوس الغابر الذي تسبب في مقتل واختفاء الآلاف من الناس هنا فيما يشبه الحرب التي ينظمها بابلو في البلد،نتحدث هنا عن قرابة 46 ألف شخص منهم من قتل ومنهم من اختفت جثته تماما ما أظهر روايات أنه يطعمهم لحيواناته الخاصة.
وأيضا نتحدث عن قرابة 562 شرطيا ضحوا بحياتهم لان مثل هؤلاء ومثلي حياتنا فداء كولومبيا لأننا لم نستطع يوما ما في عام 1991 أن نرى كولومبيا غير أمنة."
وتابع "لذلك مات بابلو اسكوبار هناك عام 1993 قرابة الساعة 3 مساء في يوم مشمس ، و حاصرت القوات مقر إقامته بعد تحديد موقعه بالتفصيل، وبعد مناوشات واشتباكات تأكدنا من وفاته لكن كان الجدل حول من قتله وكان الأمر معقدا لأن العديد من الأسلحة أطلقت الأعيرة النارية على الرجل بأيدي مختلفة ، لكن الرصاصة التي قتلته كانت من عيار 9 ملم، دخلت من أذنه اليمنى وخرجت من الجانب الآخر لرأسه "
واستطرد بالاو "أجرى بابلو اسكوبار محادثات هاتفية فقط قبل مقتله بحوالي 5 دقائق كانت أحداها لأبنه خوان اسكوبار بينما استطاع من الضابط برتبة ملازم ستيف مورفي اعتراض تلك المكالمة وتحديد مكان اسكوبار تفصيليا من خلال اختراق المكالمة".
واختتم كلامه إلى صدى البلد من خلال الفيديو قائلا "ويعيش خوان بابلو اسكوبار الآن في الأرجنتين وأصبحنا أصدقاء في وقتنا الحالي".
اختار بالاو الانضمام للشرطة منذ صغره لأنه كما وصف، كانت البلاد منقسمة الى فئتين الاولى في تعمل لدى بابلو براتب شهري او رشوة، والثانية تعمل لدى الحكومة لمكافحة الفئة الاولى، وتخرج في بداية العشرينات من عمره من كلية الشرطة ضمن 153 ضابط من دفعته، ماتوا جميعا على يد بابلو اسكوبار إلا ثلاثة فقط مازالوا على قيد الحياة.
وفور تخرجه في الكلية العسكرية وهو ابن 18 عاما وجد نفسه يلتحق بصالة أحد المطارات، ليقابل شاب يافع يعرض عليه أما قبول الرشوة وتمرير حقيبة مغلقة خاصة بـ “الزعيم” مقابل 100 دولار او الموت، فقبل بالاو أن يقايض بالمال للحفاظ على حياته لكنه طلب نقله من مكانه فورا.
أغنى رجل على كوكب الأرض
وعن حياته، ولد بابلو إميليو إسكوبار خافيريا في 1 ديسمبر 1949 ومات 2 ديسمبر 1993، هو بارون مخدرات و سياسي كولومبي، ومؤسس وقائد منظمة كارتل ميديلين الإجرامية.
ولد لعائلة تعمل بالفلاحة، وقد أظهر إسكوبار مهاراته في العمل وهو صغير، وبدأ حياته الإجرامية في أواخر ستينيات القرن العشرين في التهريب، وفي بداية الثمانينيات شارك في إنتاج وتسويق الماريجوانا والكوكايين إلى الخارج.
أسس إسكوبار منظمة كارتل ميديلين بعد أن شكل تحالفات مع غونزالو رودريغيز غتشا، وكارلوس ليهدر، وخورخي لويس أوتشوا، وكانت المنظمة في ذروة قوتها تحتكر نشاط الكوكايين من الإنتاج إلى الاستهلاك، وسيطرت على أكثر من 80% من الإنتاج العالمي من المخدرات و 75% من سوق المخدرات في الولايات المتحدة.
وخلال عشر سنوات تمكن من تعزيز إمبراطوريته الإجرامية، وجعلته أقوى رجل في المافيا الكولومبية.
تكونت لديه ثروة هائلة تقدر ما بين 25 و 30 مليار دولار أمريكي (تعادل تقريبا 54 مليار دولار في عام 2016)، مما جعله أغنى رجل في العالم لمدة سبع سنوات متتالية وفقاً لمجلة فوربس.
بدأ إسكوبار مسيرته الإجرامية في عام 1966، ووفقاً للروايات، فقد كان يسرق شواهد القبور مع عصابته، ثم يعيد ترميمها وبيعها إلى مهربين محليين، وكان يبرر فعلته بأن الشواهد جاءت من أصحاب مقابر توقف زبائنها عن دفع ثمن الرعاية، وأن قريباً له يعمل في الآثار.
وعلى الأرجح، فإن أول جرائمه كانت الحيل في الشوارع، ثم انتقل إلى سرقة السيارات وهو في سن العشرين، وقد كان هو وعصابته يسرقون السيارات ثم يفككونها ويبيعونها كقطع مجزأة، وبعد أن جمع ما يكفي من المال، تمكن من رشوة موظفي الخدمة المدنية لتعديل معلومات السيارات المسروقة.
واختفت بيانات التوقيف لتلك الفترة، ويبدو أن إسكوبار مكث في سجن ميديلين عدة أشهر قبل الذكرى السنوية العشرين، وسرعان ما حصل إسكوبار على سمعة سيئة، وبدأ بتجنيد المجرمين لخطف وحجز رؤساء ميديلين التنفيذيين من أجل الحصول على فدية، ويقال إنه كان يكسب تقريبا 100,000 دولار أمريكي من الاختطاف.
وكان أحياناً يقتل المختطف رغم تلقيه مبالغ كبيرة، كما حصل مع رجل الأعمال الشهير دييجو إشافاريا ميساس، الذي تم اختطافه وقتله في نهاية المطاف وكان ذلك في صيف 1971، و رغم حصول إسكوبار على فدية قدرها 50,000 دولار أمريكي من عائلة إشافاريا ونتيجة لهذه الجريمة، أصبح إسكوبار شخصية شهيرة.
بعد أن حصل إسكوبار على المال من اختطافات مدير ميديلين التنفيذي دخل في تجارة المخدرات وبدأ في تحقيق طموحه بأن يصبح مليونيرا عن طريق العمل لصالح المهرب الشهير "ألفارو بريتو" الذي كان يعمل في جميع أنحاء ميديلين، وعندما وصل سن 26 وصل المبلغ في حسابه إلى 100 مليون بيزو (أكثر من 3 ملايين دولار أمريكي).
بابلو بين المال والسياسة والإجرام
كان بابلو إسكوبار في السابق سابع أغنى شخص في قائمة فوربس لمدة سبع سنوات متتالية (1987-1993). في عام 1988، وصلت ثروة بابلو إلى 3 مليارات دولار أمريكي ولا تزال هذه الثروة تنمو عاما بعد عام.
تزوج إسكوبار من "ماريا فيكتوريا هيناو فاليخو" في 29 مارس 1976 كان عمره وقتها 26 عاما وهي كانت 15 عاما فقط. أنجبا طفلين: "خوان بابلو إسكوبار" (حاليا:سيباستيان ماروكين) في 24 فبراير 1977 ومانويلا اسكوبار هيناو" في 24 مايو 1984.
واشتهر إسكوبار بعلاقاته غير الزوجية، وكان يميل إلى الفتيات القاصرات، وأحد صديقاته كانت فيرجينيا فاليخو، قبل أن تصبح شخصية تلفزيون شهيرة في كولومبيا، وبالرغم من ذلك، فقد كانت علاقته مع زوجته ماريا قوية حتى وفاته.
بابلو يمسك السلطة مع ثروة هائلة، ووفقا لبعض التقارير ، وصلت ثروة بابلو الى 25 مليار دولار امريكى ، كما يمتلك عقارا مساحته 2800 هكتار يسمى هاسيندا نابليون في كولومبيا.
وقام بتمويل العديد من المشاريع لمساعدة الفقراء، مما جعله يقترن بأسطورة القصص الخيالية روبن هود. وقد ساعد هذا التصور بابلو على الفوز بمقعد بديل في الكونغرس الكولومبي في عام 1982.
وكان بابلو إسكوبار عضوا في مجلس النواب في البرلمان الكولومبي. وقد اتخذت هذه الخطوة من أجل حلمه في تولي رئاسة كولومبيا. عامين في البرلمان، تم تسريب أعمال بابلو المظلمة من قبل وزير العدل الكولومبي رودريغو لارا، لهذا أمر (بابلو) رجاله بإطلاق النار على (لارا) ميتة.
لم ينته الجدل!
وتنتهي حياة بابلو في مساء يوم مشرق على يد مجموعة من قوات الشرطة كان بالاو أحدهم، لينتهي فصل كبير من تاريخ أسود لكولومبيا، لكن الجدل مازال يحيط بالأسطورة من خلال أفراد أسرته الذين ينعمون بالحياة حتى الآن، وكان آخرها استخراج جثة بابلو من قبره عام 2016 لإثبات نسب بطلب من أسرته مما أثار غضب ابنه.