الحب والتسامح السائد بين أهالى مدينة نقاده جنوب قنا ، واعتيادهم مشاركة بعضهم البعض احتفالاتهم ومناسباتهم المختلفة منذ عقود طويلة، جعل من المناسبات الدينية والتفاعل مع الآخرين أمراً اعتيادياً للشباب و الأجيال الحالية، ما خلق حالة فريدة فى التعايش بين الجميع.
حالة التعايش والتسامح الحقيقة بين أبناء مركز نقاده جسدها الشاب تيموثاوس مبارك ، بلقطات مميزة وفريدة ، اعتاد التقاطها بكاميرا احترافية منذ 4 أعوام من احتفالات المولد النبوى الشريف ، ليوثق فعاليات وتراث شعبى قد يندثر فى يوم من الأيام، كما اندثر فعاليات تراثية كثيرة، بجانب مشاركة أصدقائه المسلمين فرحتهم بذكرى المولد النبوى.
لقطات الفرحة والسعادة و الأطفال الصغار مع والديهم، من أكثر اللقطات التى يحرص " تيموثاوس" على التقاطها بزوايا ومشاهد مختلفة ، مع توثيقها ومشاركتها عبر صفحته على وسائل التواصل الاجتماعى، والتى تنال استحسان وتقدير الكثير من المتابعين مسلمين ومسيحيين .
اللقطات المميزة التى يخرج بها من احتفال كل عام ، تعبر بواقعية عن حالة التعايش الحقيقية التى يحياها أهالى مدينة نقاده بعيداً عن الشعارات الزائفة التى يرددها البعض عن الوحدة الوطنية و الكلمات الرنانة، فاللقطات ترصد الحلويات والمسليات التى يلقيها المسيحيين على اخوانهم المسلمين المشاركين فى "دورة" المولد النبوى الشريف.
قال تيموثاوس مبارك" بكالوريوس نظم معلومات" بدأت العمل بمجال التصوير فى 2017 بعد تخرجى من المعهد مباشرة، وكانت البداية مع المناظر الطبيعية و اللقطات المميزة ، وبعدها بدأت أتجه لتوثيق أى فعاليات مهمة أو احتفالات شعبية حرصاً على ما فيها من مشاهد تعبر عن تراث مدينتنا نقاده و التى تشتهر بفعاليات وحرف تراثية عريقة من ضمنها " دورة المولد النبوى الشريف".
و تابع مبارك ، أستعد مبكراً لاحتفالات دورة المولد النبوى الشريف و ألغى أى ارتباطات للمشاركة فى هذه المناسبة السنوية، لتوثيق ما بها من مشاهد انسانية وفرحة بهذه الذكرى التى أشرف بالمشاركة فيها، كما اعتدت إدخال الفرحة على أصدقائى المسلمين بهذه الصور التى أشاركها على مواقع التواصل الاجتماعى لكى تكون متاحة مجاناً للجميع.
و أشار مبارك ، إلى أنه يرصد مشاهد كثيرة خلال احتفالات المولد النبوى، منها الجمال و الخيول، لكن أكثر اللقطات التى يحرص على اقتناصها، فرحة الأطفال الصغار و هم على أكتاف والديهم ، مظاهر الفرح المرسومة على وجوه المشاركين فى الاحتفال، و صور جماعية لمظاهر الاحتفال و أهم الأماكن التى تسير فيها دورة المولد.
و أوضح مبارك ، بأن تصوير الاحتفالات الكبيرة و الشعبية يحتاج لتجهيزات مسبقة، بخلاف الفعاليات البسيطة، فالمشاهد و الأحداث غير متوقعة، ما يستلزم قوة تركيز و عيون ثاقبة و استعداد بأكثر من عدسة لرصد والتقاط كافة المناظر والمشاهد بزوايا مغلقة و أخرى مفتوحة حتى يصل الاحتفال بشكل كامل لمن لا تتاح له الفرصة لحضور مثل هذه الفعاليات، و كأنه موجود فى الاحتفال.
و نوه مبارك ، إلى أن هناك صعوبات كثيرة أثناء الاحتفال تتمثل فى الزحام والذى قد يتسبب فى الكثير من الأحيان فى إصابة الكاميرا أو تحطيمها، لكن المشاركة أمر لابد منه مهما كانت الخسائر، فهى عادة سنوية غير تقليدية بالنسبة للجميع لا فرق فيها بين مسلم أو مسيحى.
و أضاف مبارك ، منذ شرائي للكاميرا أحرص على تصوير وتوثيق أى فعاليات أو أحداث مهمة، حتى تكون متاحة فى المستقبل لكى تستمتع الأجيال القادمة بهذه المشاهد التى قد لا تتاح أو تتوفر خلال السنوات القادمة، مثل الكثير من الأعمال التراثية التى باتت فى حكم الماضي، خاصة هذه المشاهد التى تعبر عن طبيعة الشعب المصرى الأصيل المحب لبعضه البعض.