مازالت قضية مقتل المصورة السينمائية هالينا هاتشينز على يد الممثل أليك بالدوين متصدرة عناوين الصحف الأجنبية والعربية باعتبار الحادث مأساة حقيقية لها الكثير من الأبعاد.
تحريات الشرطة في الحادث
أكدت تحريات الشرطة حتى الآن على أن أليك بالدوين أخبر بأن المسدس الذي استخدمه في إحدى المشاهد وتسبب في مقتل مديرة تصوير فيلمه الجديد وإصابة مخرجه كان فارغا.
لكن الحقيقة أن المسدس لم يكن فارغا أو مزيفا كما هي العادة في الأفلام السينمائية، لكنه كان يحتوي على ذخيرة حية ورصاص حقيقي تسبب في وقوع مأساة غير مفهومة حتى اليوم.
مساء الخميس الماضي، أطلق أليك بالدوين الرصاص على مديرة تصوير فيلمه الجديدRust أو راست ما أسفر على إصابتها في المعدة، ورغم محاولة إسعافها على الفور إلا أنها توفيت.
كان مخرج ومؤلف الفيلم جويل سوزا، يقف خلف مديرة التصوير وانتقلت إليه بقايا الرصاصة ما تسبب بإصابته بجروب في القدم، وأجرى عملية جراحية في إحدى المستشفيات.
تفيد سجلات الشرطة أن ملابس بالدوين الملطخة بالدماء تم التحفظ عليها كدليل مع المسدس. كما تم التحفظ على الذخيرة والأسلحة الأخرى من موقع التصوير من قبل الشرطة بحسب موقع بي بي سي.
خبير أسلحة يلوم أليك بالدوين
ألقي خبير أسلحة في هوليوود ومخرج سابق وهو بيتر ليك في تصريحات لنيويورك بوست، اللوم على أليك بالدوين قائلا إنه تجاهل أول وأهم قاعدة للاستخدام الآمن للسلاح.
وعبر خبير الأسلحة عن استغرابه لوجود سلاح وذخيرة حية في موقع تصوير، وهي معدات ممنوعة تماما من الاستخدام في تصوير الأفلام.
قال أليك بالدوين في التحقيقات إن أحد مساعدي المخرج أكد له على أن السلاح "باردا" أي أنه آمن للاستخدام، لكن لا يعلم أحد حتى الآن كيف تسبب هذا السلام الآمن في مقتل وإصابة مصورة ومخرج الفيلم.
ويرى خبير الأسلحة أن أهم قاعدة لاستخدام الأسلحة هي عدم التصويب تجاه الأشخاص الآخرين حتى ولو كان آمنا، فيما أشار إلى أن الأسلحة النارية المستخدمة في التصوير السينمائي يمكن تزييفها.
وأكد على أن بعض الأشخاص يضللون الآخرين ويسلمونهم أسلحة ضارة وغير مزيفة وتكون تحمل من الصدأ بداخلها ما يضيف إليها قوة مميتة.
لذا يجب دائما أن تكون الأسلحة في الأفلام موجهة إلى نقاط وهمية وليس إلى المعدات أو الممثلين أو أفراد الطاقم، على عكس ما فعله أليك بالدوين وهو توجيه السلاح إلى أشخاص.
أزمات فيلم أليك بالدوين
غادر حوالي خمسة أشخاص من أفراد طاقم التصوير في فيلم "راست" موقع التصوير، قبل ساعات من وقوع المأساة بعد احتجاجهم على ظروف العمل في مزرعة "بونانزا كريك"، وهي مكان معروف في المنطقة لتصوير أفلام الويسترن (أفلام الغرب الأمريكي القديم).
وبحسب ما ورد، اشتكى أعضاء النقابة من أنهم حصلوا على وعود بغرف فندقية بمدينة "سانتا في"، ولكن بمجرد بدء تصوير الفيلم الغربي، طُلب منهم القيادة لمسافة 80 كيلومترًا من مدينة "ألباكيركي" كبرى مدن ولاية نيومكسيكو كل صباح بحسب بي بي سي.
في غضون ذلك، حصلت بي بي سي على وثيقة تظهر أسماء أعضاء الطاقم الذين تم إدراجهم كما هو مقرر ليعملوا في ذلك اليوم.
وتشمل قائمة الأسماء رئيسًا للدروع، عضو الطاقم المسؤول عن فحص الأسلحة النارية، هانا جوتيريز ريد وهي في العشرينات من عمرها، ووفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، التحقت ريد بفريق العمل حديثا في أول تجربة لها.
احتوى المسدس المزيف الذي استخدمه بالدوين على "طلقة حية واحدة"، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني أرسلها التحالف الدولي لموظفي المسرح إلى أعضائه، وفقًا لتقارير مجلة فارايتي الفنية.
في فيلم "راست"، كان بالدوين يلعب دور البطولة كرجل خارج عن القانون حُكم على حفيده بالإعدام، لارتكابه جريمة قتل غير مقصود.