أبناء أعمام سيدنا النبيﷺكثيرون منهمأولاد العباس بن عبد المطلب وكان للعباس عشرة بنين : ستة منهم من أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية ، وهم : الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم ومعبد وعبد الرحمن وتمام وكثير لأم ولد ، والحارث أمه من هذيل ، وعون بن العباس .
1- الفضل بن العباس كان أكبر ولده وبه كان يكنى ، وأمه هي أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة زوج النبيﷺ ، وقد روى أنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة بمكة .
وكان الفضل بن العباس رجلا حسن الشعر أبيض وسيما روى ابْنُ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما – أنه كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِﷺ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَجَعَلَ النَّبِىُّ -ﷺ - يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ . وَذَلِكَ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ .
وغزا الفضل مع رسول اللهﷺ مكة وحنينا ، وثبت يومئذ ، وشهد حجة الوداع ، وهو الذى كان يصب الماء على غسل رسول اللهﷺ وعلى رضى الله عنه يغسله .
أصيب بأجنادين في خلافة أبى بكر الصديق رضي الله عنه سنة ثلاث عشرة .
ولم يترك ولدا غير ابنة تزوجها الحسن بن على ثم فارقها ،فتزوجها أبو موسى الأشعري فولدت له موسى ، ومات عنها فتزوجها عمر بن طلحة .
عبد الله بن العباس :
يكنى أبا العباس وأمه أم الفضل .
ولد قبل الهجرة بثلاث سنين بالشعب ، قبل خروج بنى هاشم منه .
روى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -ﷺ - وَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفَيه ثُمَّ قَالَ : « اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِى الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ ».
توفى رضى الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين أيام ابن الزبير وهو ابن سبعين .
وله من الولد : العباس ، وعلى السجاد ، والفضل ، ومحمد ، وعبيد الله ، ولبابة، وأسماء .
عبيد الله بن العباس :
أمه أم الفضل ، وكان أصغر من أخيه عبد الله ، قيل : إنه رأى النبيﷺ وسمع منه وحفظ عنه . استعمله على بن أبى طالب على اليمن وأمره على الموسم ، فحج بالناس سنة ست وثلاثين وسبع وثلاثين . ومات سنة ثمان وخمسين .
4- قثم بن العباس :
أمه أم الفضل أيضا وهو رضيع الحسن بن على.
روي عن ابن عباس قال : آخر الناس عهدا برسول اللهﷺ قثم ، وذلك أنه كان آخر من خرج من قبرهﷺ .
ولاه على بن أبى طالب مكة ولم يزل واليا عليها حتى قتل على رضى الله عنه .
استشهد قثم بسمرقند وكان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية .
وكان يقال : ما من إخوة أشد تباعدا قبورا من بنى العباس من أم الفضل .
لأن أخوهم معبد قد قتل بإفريقية .
وأما ولد العباس من الأناث هن أربع :
أم حبيب ، أمها أم الفضل ، وقد روى من حديث أم الفضل أن النبيﷺ قال : "لو بلغت أم حبيب بنت العباس وأنا حى لتزوجتها" . رواه الدارقطني
تزوجها الأسود بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال المخزومى ، أخو أبى سلمة فولدت له رزق بن الأسود ولبابة بنت الأسود .
وأمينة بنت العباس تزوجها عياش بن عتيبة بن أبى لهب فولدت له الفضل الشاعر .
وصفية بنت العباس ، قال الدارقطني : ولا رواية لأمينة ولا لصفية بنت العباس .
وأم كلثوم بنت العباس ، روى عنها وعن أم حبيب محمد بن إبراهيم التيمى .
- أولاد أبي طالب :
له من الولد طالبٌ وهو أكبر ولد أبى طالب وبه كان يكنى ، وعقيل ، وجعفر ، وعلي أصغرهم وكان جعفر أسن منه بعشر سنين ، وأم هانئ واسمها فاختة ، وجمانة . وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .
1- عقيل بن أبى طالب رضى الله عنه :
يكنى أبا يزيد ، وأمه هي فاطمة بنت أسد ، وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها ، وكانت له قطيفة تفرش له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عليها ويجتمع إليه الناس في علم النسب وأيام العرب .
2- جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه :
يكنى أبا عبد الله ، أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ، ومعه زوجته أسماء بنت عميس ، وولدت له عبد الله ومحمدا وعونا ، فلم يزل هنالك حتى قدم على النبيﷺ وهو بخيبر سنة سبع ، فحصلت له الهجرتان رضى الله عنه .
انقرض عقب محمد من قبل ابنه القاسم ، ولم يكن له غيره . ولعون عقب غير مشهور ،
وولد عبد الله جعفر : علي ، وفيه الكثرة والعدد ، أمه زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة بنت رسول اللهﷺ ؛ وأم كلثوم أمها زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه والتي تزوجها الحجاج بن يوسف ، بعد أن كانت عند ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب . وتوفى عبد الله بن جعفر بالمدينة سنة ثمانين وهو ابن تسعين سنة .
وكان لجعفر بن أبي طالب شبه برسول اللهﷺ.
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِىَّﷺ قَالَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ : « أَشْبَهْتَ خَلْقِى وَخُلُقِى » .
واستشهد جعفر في واقعة مؤتة بالبلقاء سنة ثمان من الهجرة ، فإنه حين اشتد القتال وكان جعفر القائد وحامل راية المسلمين ، التحم وقاتل حتى قطعت يداه جميعا ثم قتل ، فقال رسول اللهﷺ : إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء. فمن هناك قيل لجعفر ذو الجناحين .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ : « رَأَيْتُ جَعْفَرًا يَطِيرُ فِى الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ » .
وعن عائشة قالت : لما جاء نعى جعفر وزيد وعبد الله بن رواحة جلس رسول اللهﷺ يُعْرَفُ الحزنُ في وجهه .
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، قَالَتْ : لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهﷺ وَقَدْ دَبَغْتُ أَرْبَعِينَ مَنِيئَةً - الْجِلْدَ أَوَّلَ مَا يُدْبَغُ- ، وَعَجَنْتُ عَجِينِى ، وَغَسَّلْتُ بَنِىَّ وَدَهَنْتُهُمْ وَنَظَّفْتُهُمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللهﷺ : "ائْتِينِى بِبَنِي جَعْفَرٍ" . قالت: فَأَتَيْتُهُ بِهِمْ ، فَشَمَّهُمْ ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بِأبيِ أَنْتَ وَأُمِّى ، مَا يُبْكِيكَ، أَبَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ شَىْءٌ ؟ قال : "نَعَمْ أُصِيبُوا هَذَا الْيَوْمَ". قالت : فَقُمْتُ أَصِيحُ ، وَاجْتَمَعَ إِلَىَّ النِّسَاءُ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهﷺ إِلَى أَهْلِهِ. فَقال: "لاَ تُغْفِلُوا آلَ جَعْفَرٍ مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا فَإِنَّهُمْ قَدْ شُغِلُوا بِأَمْرِ صَاحِبِهِمْ" .
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ : أن رسول اللهﷺ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ : "لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ، ادْعُوا لِي ابْنَيْ أَخِي . قَالَ : فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ فَقَالَ : "ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلَّاقَ" . فَجِيءَ بِالْحَلَّاقِ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا ثُمَّ قَالَ : "أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي" . ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَشَالَهَا فَقَالَ : "اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ" . قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ : فَجَاءَتْ أُمُّنَا فَذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ - تَغُمُّهُ وَتُثْقِلُ عَلَيْهِ- . فَقَالَ : "الْعَيْلَةَ - الفقر والحاجة - تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".
3- علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
ولد بمكة في الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عاما من عام الفيل ، وهو أصغر ولد أبي طالب بن عبد المطلب ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، ولد في جوف الكعبة ، وكفله النبيﷺ فتربى في بيت خديجة ، وبعث النبيﷺ يوم الاثنين وأسلم علي رضي الله عنه يوم الثلاثاء ، وهو الذي نام في فراش النبيﷺ ليلة الهجرة ، وخلفه النبي كي يرد الودائع لأهلها ، وهو حامل لواء المسلمين يوم خيبر ، وهو رابع الخلفاء الراشدين .
قال رسول الله ﷺ يَوْمَ خَيْبَرَ : « لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ » . فَتَطَاوَلَ لَهَا الصَّحَابَةُ فَقَالَ : « ادْعُوا لِى عَلِيًّا » . فَأُتِىَ بِهِ أَرْمَدَ ، فَبَصَقَ فِى عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ .
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِﷺ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ : « اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى » .
ومات علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسنه خمس وستون ، عاش منها بعد النبيﷺ ثلاثين سنة ، وكانت خلافته أربع سنين وسبعة أشهر وستة أيام .
وكان لعلي رضي الله عنه من الولد أربعة عشر ذكرا .
الحسن ، والحسين ، ومحسن مات صغيرا ، أمهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومحمد الأكبر أمه خوله بنت إياس بن جعفر الحنفية.
وعبيد الله قتله المختار ، وأبو بكر قُتِلَ مع الحسين ، أمهما ليلى بنت معوذ بن خالد النهشلي، وهى التى تزوجها عبد الله بن جعفر خلف عليها بعد عمه ، فجمع بين زوجة علىٍّ وابنته ، فولدت له صالحا وغيره ، فهم إخوة عبيد الله وأبى بكر لأمهما .
والعباس الأكبر وعثمان وجعفر وعبد الله قتلوا مع الحسين أيضا ، أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد الوحيدية ثم الكلابية .
ومحمد الأصغر قُتِلَ مع الحسين ، أمه أم ولد .
ويحيى وعون أمهما أسماء بنت عميس، فهما أخوا بنى جعفر ، وأخوا محمد بن أبى بكر لأمه .
وعمر الأكبر أمه أم حبيب الصهباء التغلبية .
ومحمد الأوسط أمه بنت أبى العاص .
وله رضي الله عنه من الإناث ، وثمان عشرة أنثى .
أم كلثوم الكبرى ، وزينب الكبرى ، شقيقتا الحسن والحسين .
ورقية شقيقة عمر الأكبر .
وأم الحسن ورملة الكبرى ، أمهما أم سعد بنت عروة بن مسعود الثقفى .
وأم هانئ ، وميمونة ، وزينب الصغرى ، ورملة الصغرى ، وأم كلثوم الصغرى ، وفاطمة ، وأمامة ، وخديجة ، وأم الكرام ، وأم سلمة ، وأم جعفر ، وجمانة ، ونفيسة ، لأمهات أولاد شتى .
وأعقب علي رضي الله عنه من الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس وعمر .
وتزوج بنات على بنو عقيل وبنو العباس ما خلا زينب بنت فاطمة كانت تحت عبد الله بن جعفر ، وأم كلثوم بنت فاطمة كانت تحت عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
وأم الحسن تزوجها جعفر بن هبيرة المخزومى .
وفاطمة تزوجها سعيد بن الأسود من بنى الحارث .
4- أم هانئ بنت أبي طالب :
اسمها فاختة وقيل : هند ، أسلمت يوم الفتح ، وتزوجها هبيرة بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم . وولدت له أولادا ، وهرب إلى نجران ومات مشركا ، وهى التى صلى النبيﷺ في بيتها عام الفتح الضحى ، وقال لها : قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ .
5- جمانة بنت أبى طالب :
أمهما فاطمة بنت أسد ، تزوجها ابن عمها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وولدت له .
- أولاد الحارث بن عبد المطلب :
1 - أبو سفيان بن الحارث : ابن عم رسول اللهﷺ وأخوه من الرضاعة ، أرضعتهما حليمة السعدية ، أمه غزية بنت قريش بن طريف من ولد فهر بن مالك ، وكان يألف رسول اللهﷺ ، فلما بعثﷺ عاداه وهجاه ، ثم أسلم أبو سفيان عام الفتح وحسن إسلامه .
ويقال : إنه ما رفع رأسه إلى النبيﷺ حياء منه .
وأسلم معه ولده جعفر ، ولقيا رسول اللهﷺ بالأبواء قبل دخوله مكة ، فأعرض عنهم رسول الله ، فقالوا : (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) . فقال رسول اللهﷺ: (الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) .
وشهد أبو سفيان حنينا وأبلى فيها بلاء حسنا ، وكان ممن ثبت مع رسول اللهﷺ ولم يفر، ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله ﷺ أو غرزه.
وكان يشبه رسول اللهﷺ.
مات رضى الله عنه بالمدينة سنة عشرين ، ودفن في دار عقيل بن أبى طالب . وكان هو الذى حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام .
وكان له من الولد عبد الله بن أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب القرشى الهاشمي رأى النبيﷺ وروى عنه ، وكان معه مسلما بعد الفتح ، وجعفر بن أبى سفيان بن الحارث .
وأبو الهياج بن أبى سفيان قيل اسمه عبد الله ، وعاتكة بنت أبى سفيان بن الحارث .
2 - نوفل بن الحارث بن عبد المطلب القرشى الهاشمي يكنى أبا الحارث ، وكان أسن من إخوته ومن جميع من أسلم من بنى هاشم حتى من حمزة والعباس ، أسر يوم بدر ففداه العباس ، أسلم وهاجر أيام الخندق ، شهد نوفل مع رسول اللهﷺ فتح مكة وحنينا والطائف ، وكان ممن ثبت يوم حنين مع رسول اللهﷺ ، وأعان رسول اللهﷺ بثلاثة آلاف رمح ، فقال له رسول اللهﷺ: كأنى أرى رماحك تقصف أصلاب المشركين .
وتوفى بالمدينة سنة خمس عشرة في خلافة عمر ، وصلى عليه عمر بعد أن شيعه إلى البقيع ووقف على قبره حتى دفن .
وكان له من الولد الحارث ، وعبد الله ، وعبيد الله ، والمغيرة ، وسعيد ، وعبد الرحمن ، وربيعة .
فأما الحارث بن نوفل وهو الذي كان يقال له ببة ، لأن أمه هند بنت أبى سفيان بن حرب بن أمية كانت ترقصه وهو طفل وتقول : لأنكحن ببه جارية خدبه مكرمة محبه .
أسلم عند إسلام أبيه نوفل ، وولد له على عهد رسول اللهﷺ ولده عبد الله ، فأتى به رسول اللهﷺ فحنكه ودعا له ، وكانت تحته درة بنت أبى لهب بن عبد المطلب . وتوفي في آخر خلافة عثمان رضى الله عنه .
وأما المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ويكنى أبا يحيى ، فولد على عهد
رسول اللهﷺ بمكة قبل الهجرة ، وصار قاضيا في زمن عثمان ، وشهد مع على صفين ، وقد تزوج أُمَامَةَ بنت أبى العاص بن الربيع بعد على بن أبى طالب ، فولدت له يحيى . ومن ولده أيضا : عبد الملك بن المغيرة .
3 - ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب القرشى الهاشمي :
يكنى أبا أروى ، وكانت له صحبة ، وهو الذى قال فيه رسول اللهﷺ يوم فتح مكة : "أَلاَ كُلُّ شَىْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَىَّ مَوْضُوعٌ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِى بَنِى سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ" .
وابن ربيعة الذي قتلته هذيل في الجاهلية كان اسمه آدم ، فأبطل النبيﷺ الطلب به في الإسلام .
وتوفى ربيعة سنة ثلاث وعشرين في خلافة عمر .
ولد له من الولد بنون وبنات ، فالبنون العباس بن ربيعة ، وعبد المطلب بن ربيعة ، وعبد الله بن ربيعة ، والحارث ، وأمية ، وعبد شمس ، وآدم بن ربيعة وهو الذى كان مسترضعا في هذيل .
فأما عبد المطلب بن ربيعة فقد جاء هو والفضل بن العباس إلى رسول اللهﷺ ، فقال رسول الله : "ادْعُوَا لِى مَحْمِيَةَ ـ بن جزء وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ - وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ». فَجَاءَاهُ ، فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ : « أَنْكِحْ هَذَا الْغُلاَمَ ابْنَتَكَ» . لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، فَأَنْكَحَهُ ، وَقَالَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ : « أَنْكِحْ هَذَا الْغُلاَمَ ابْنَتَكَ ». لعبد المطلب بن ربيعة فَأَنْكَحَهُ . وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ : « أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ كَذَا وَكَذَا».
وكان العباس بن ربيعة ذا قدر ، وشهد صفين مع على عليه السلام ، وكانت تحته أم فراس بنت حسان بن ثابت ، فولدت له أولادا .
وأما هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ولدت على عهد رسول اللهﷺ ، وتزوجها حبان بن منقذ الأنصاري البخاري ، فولدت له واسعا ويحيى بن حبان .
4 - عبد شمس بن الحارث بن عبد المطلب :
سماه رسول الله ﷺ عبد الله ، مات بالصفراء في حياة رسول اللهﷺ فدفنه في قميصه ، وقال في حقهﷺ : سعيد أدركته السعادة .
5 - المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب :
ابن عم رسول الله ﷺ وله صحبة .
6 - أروى بنت الحارث بن عبد المطلب :
تزوجها أبو وداعة بن صبرة السهمى ، فولدت له المطلب وأبا سفيان بن أبى وداعة .
- أولاد أبي لهب بن عبد المطلب :
جملتهم أربعة : عتبة ومعتب ودرة لهم صحبة ، وعتيبة قتله الأسد بالزرقاء كافرا .
وعتبة ومعتب أسلما يوم الفتح ، وكانا قد هربا ، فبعث العباس إليهما ودعا لهما رسول اللهﷺ ، وشهدا معه حنينا والطائف ، وفقئت عين معتب يوم حنين ، ولم يخرجا من مكة ولم يأتيا المدينة .
تزوج عتيبة وعتبة بنتى رسول اللهﷺ رقية وأم كلثوم ، لم يدخلا بهما .
وأما درة بنت أبى لهب فأمها هي أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس ، وأسلمت درة وكانت تحت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، فولدت له عقبة والوليد وأبا مسلم . ولها رواية عن النبي ﷺ .
روي عن أبى هريرة أن سبيعة بنت أبى لهب شكت إلى النبيﷺ أذى الناس لها وقولهم : بنت حطب النار . فقال رسول اللهﷺ: " ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي ، ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله " . وسبيعة لقب لدرة .