الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يساهم الغرب في تزايد نفوذ محور الصين وروسيا؟ ..الناتو يحذر من عواقب تقارب البلدين .. ومؤشرات على تحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو

صدى البلد

مجلة سبكتايتور:
- روسيا والصين ليستا محورًا واحدًا.. إلا إذا أراد الغرب ذلك
- بعد صعود طالبان.. موسكو تخاطر بلعب دور "الأخ الأصغر" للصين
واشنطن بوست: 
- مؤشرات على تحسن العلاقات بين أمريكا وروسيا

نشرت مجلة "سبكتايتور" البريطانية تقريرًا حذرت فيه من الاتجاه المتزايد في الغرب لمعاملة روسيا والصين على أنهما يشكلان محورًا واحدًا، مشيرةً إلى أن المقابلة التي أجراها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج مع صحيفة "فايننشال تايمز" والتي انتقد فيها هذه الفكرة.

 

وقال التقرير إن تصريحات أمين عام حلف الناتو، المعنى الضمني لها  هو وجود محور صيني-روسي يمثل تحديًا واحدًا متجانسًا للغرب، مؤكدًا أن معظم التقارب رمزي أو إجرائي، حيث تشكك روسيا والصين بالنظام الدولي الذي يقوده الغرب.

 

وبحسب التقرير فإنهما تريان السيادة الوطنية على أنها أهم من الأعراف الدولية. كذلك، إن محاولات الغرب تغيير موسكو وبكين عبر العقوبات والوعظ الأخلاقي أعطتهم مظلومية مشتركة. لدى روسيا والصين أسباب عملية للتعاون، ليس أقلها إرادة الاقتصاد الصيني الشره الحصول على الطاقة والمواد الخام التي تؤمنها روسيا، وكذلك الأسلحة المتطورة مثل صواريخ أس-400.

 

وتتفق الدولتان في المجال الاقتصادي بشأن حرصهما على تقليص هيمنة الدولار عالمياً. لكن الحقيقة هي أن الصين مهمة لروسيا أكثر من العكس. ما تريده الصين من روسيا تستطيع شراءه، والروس يحتاجون لبيعه. لقد تضاعفت حصة الصين في التجارة الروسية مرتين تقريباً منذ 2013.

 

وأوضح التقرير أن موسكو سعيدة بالوقوف إلى جانب بكين من أجل الحصول على انتباه الغرب لكنها تدرك أيضاً أنها تخاطر بأن تصبح "الأخ الأصغر". في الوقت الحالي، تفرض الصين الشروط. يتزايد حضورها في الفضاء التقليدي للنفوذ الروسي، آسيا الوسطى، ومؤخراً في أفغانستان.

 

وبينما اقتصر الموقف الروسي بشكل كبير على التعاطف بشكل هادئ مع مواقف بكين حول تايوان، هنالك قلق متزايد في موسكو التي يمكن أن تجد نفسها منجذبة بالقوة إلى بعض الخلافات الأمريكية-الصينية في المستقبل. والصين نفسها لم تعترف قط بضم روسيا القرم. إذا حاول الرئيس الصيني شي جينبينج إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي بالقوة، فلن يكون واضحًا ما إذا كان الروس سيعرضون الدعم على الصينيين.

 

وأكد تقرير "سبكتايتور" أن الميل إلى جمع روسيا والصين معًا هو مؤذ للغرب. لكن ذلك لا يعني أن يتحاذق الغرب إلى درجة أن يجعل العلاقات بين بكين وموسكو متوترة، بيد أن روسيا لن ترضى بأن تصبح بيدقًا للغرب.

 

وأشارت المجلة إلى أنه على الغرب الاعتراف بأن روسيا لن تصبح تابعة للصين إذا استطاعت تفادي ذلك.  فما يرجح خلق محور روسي-صيني هو إجراءات غربية قاسية ستجبر الكرملين على رؤية بكين بأنها أهون الشرين، أو بشكل أكثر ترجيحًا، هو إنشاء ظروف في السوق والتكنولوجيا والمال تجعل الدولتين تترابطان أكثر وأكثر. في تلك الظروف، ستجعل قوة الجاذبية الهائلة للاقتصاد الصيني من روسيا قمراً يدور في فلكه. وسيكون الغرب قد ساعد في ذلك.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الخميس الماضي، ثمة مؤشرات تظهر تحسن في العلاقات الأمريكية-الروسية، على رأسها جهد مشترك في الأمم المتحدة لم يحصل على الكثير من الانتباه ويتعلق بالقضية الخلافية حيال الأمن السيبيراني.

 

والثلاثاء الماضي، قال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية، إن الصورة العامة للعلاقات الثنائية تبقى مختلطة حيث لا تزال الشكوك والخلافات الحادة مسيطرة على قضايا كثيرة. لكن الإدارة تشعر بأنها تحقق تقدماً بطيئاً في بعض أجزاء الأجندة الأمنية التي وضعها الرئيسان جو بايدن وفلاديمير بوتين خلال قمة جنيف في يونيو الماضي.

 

لكن "واشنطن بوست" حذرت من أن روسيا حتى اليوم لم تنفذ إجراءات تقييد هجمات برامج الفدية التي يشنها مجرمون سيبيرانيون من داخل أراضيها، وهو موضوع ناقشه الرئيس جو بايدن مع بوتين في اتصال هاتفي منذ ثلاثة أشهر.

 

ورغم أن موسكو وافقت على تشكيل مجموعة من الخبراء لتقييم التهديد، إلا المسؤول في وزارة الخارجية قال إن موسكو لم تتخذ تحركًا قاسيًا بحق القراصنة المقيمين في روسيا. وتابع المسؤول محذراً: "لقد أوضحنا أنهم إن لم يتحركوا، فسنفعل".

 

أوضح المسؤول نفسه أنه "لو دفعت الولايات المتحدة وروسيا بقرارات متنافسة لكانت روسيا على الأرجح قد دفعت (وعلى الأرجح مررت) قرارًا من شأنه مضاعفة الترويج للاستبداد الأوتوقراطي على الإنترنت".

 

كذلك، ساعدت روسيا في إفشال مقترح صيني لمجموعة أممية جديدة من أجل تنظيم أمن البيانات على الرغم من أن هذا الأمر تعلق أكثر بحماية روسيا مصلحتها الخاصة أكثر من ارتباطه بالتعاون مع الولايات المتحدة وفقاً لخبراء مستقلين. لم ترد روسيا منافساً محتملاً لمجموعتها الخاصة وانتهى الأمر ببيجينغ بسحب مقترحها.