احتفلت محافظة أسوان بظاهرة تعامد أشعة الشمس على معبدي أبو سمبل، يومي 21 و 22 أكتوبر الجاري، بالتزامن مع مرور 51 عاما على نقل معابد فيلة في حدث سنوي ينتظره محبي التاريخ والحضارة المصرية القديمة، وشهد احتفالا رسميا بقدس الأقداس لمحبي الحضارة المصرية القديمة.
ظاهرة تعامد الشمس
أوضح د. مجدي فكري أستاذ الآثار المصرية بجامعة مدينة السادات خلال حديثه لـ «صدى البلد» أن الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس لا يقتصر حدوثه على مكان أو موعد واحد فقط، بل تتعامد أشعة الشمس في عدة مواسم مثل الانقلاب الشتوي والصيفي والاعتدال الربيعي والخريفي.
والاحتفال الموسمي يكون في يومي 21 أكتوبر و21 فبراير، وبسبب نقل المعبد تغير الموعد ليصبح 22 أكتوبر، واختص “صدى البلد” بعدد من الصور التي توثق حدوث الظاهرة في أكثر من مكان.
وخلال الانقلاب الشتوي تتعامد أشعة الشمس على معبد الكرنك والدير البحري في اللحظة نفسها، وتتعامد أشعة الشمس على أغلب معابد الملوك الموجودة في البر الغربي للأقصر في 21 ديسمبر نظرا لأنه أقصر يوم في العام والشمس تكون في أقرب ما يكون للارض.
وكانوا يعتقدون قديما أنها في طريقها للزوال وفي اليوم التالي تولد من جديد، متابعا أنهم اعتبروا اليوم التالي هو إعادة الولادة للشمس.
وعندما كانت تتعامد أشعة الشمس على تمثال أو قدس من الأقداس مثل تمثال الملكة حتشبسوت في الكرنك أو البر الغربي كانت تسمى الظاهرة قديما بـ «إعادة ولادة لها»، وهذه الظاهرة موجودة أيضا في الفيوم في معبد «قصر قارون» وتتعامد الشمس على هذا المعبد بطريقة شبيهة لمعبد أبو سمبل، حيث تتعامد على المقصورة اليمين ثم الوسطى وتغيب عن اليسرى التي تتضمن المومياء ومن المفترض أنها في ظلام دائم.
وبالنسبة للاعتدال الخريفي والربيعي، أشار أستاذ الآثار المصرية، إلى أن الشمس تشرق من اليمين فتضئ وجه تمثال أبو الهول «حور أم آخت» وتتعامد عليه، وفي ظاهرة أخرى للانقلاب الصيفي لغروب الشمس في 21 يونيو، حيث تسقط أشعة الشمس بين هرمي خوفو وخفرع وتصبح متعامدة على الجزء الخلفي لأبو الهول وكأنها تترجم اسمه أن الشمس ساقطة في الأفق بين هرمين، وهناك نظرية تفيد بأن هرم خفرع يرجع تأسيسه للملك خوفو وأكمل بناءه ابنه الملك خفرع.
أما تعامد الشمس يوم 21 أكتوبر على معبدي أبوسمبل، فالظاهرة نفسها تحدث في معبد آتون بتل العمارنة في المنيا ولكن المنطقة غير مجهزة حاليا، ويؤكد فكري أن ظاهرة تعامد أشعة الشمس على معبد أبو سمبل ليس لها علاقة بتاريخ تتويجه أو ولادته، خاصة أن التاريخين غير معروفين حتى الآن، والحقيقة أن هذه الظاهرة ترتبط بحركة زرع النبات والحصاد، وتعد بمثابة الحياة لمصر القديمة لأنها تجدد الحياة والبعث من اجل الحصاد والزراعة، وهي ظاهرة فلكية تؤكد أن المصري القديم كان عالم فلك ومهندس معماري ومتأمل جيد للظواهر الفلكية.